قال، أمس، الباجي قائد السبسي رئيس حركة «نداء تونس» في برنامج على قناة «فرانس 24» إنّه معني بقانون تحصين الثورة كغيره واصفا هذا القانون بالخطيئة التي ستتسبّب في تهديم الثورة لأنّه جعل لتصفية حسابات قديمة معتبرا انّ العمل على توفير استحقاقات الثورة من دستور وقانون انتخابات وغيره يعدّ أهم من هذا القانون بكثير. وفي ردّه على اقتراح عضو التيار الإصلاحي مهدي بن غربية تامين السبسي للمرحلة الإنتقالية دون انتظار الإنتخابات قال «إنّ الأمور ليست بهذه البساطة وانّه رغم توسّمه الخير في اقتراح بن غربية فإنه لن يفعل ذلك إلا عن طريق الإنتخابات وبنسبة عريضة» مضيفا «لست مولودا لأكون رئيسا فأنا مصرّ على الإنتخابات وذلك الأصل» مؤكّدا أنّ ترشّحه للإنتخابات الرئاسيّة فيه مصلحة لتونس ويعطي إنطباعا للجميع حول إمكانيّة قيام التغيير إضافة إلى إضفائه نوعا من الضغط على المؤسّسات للإسراع بتحديد موعد لها. كما أكّد السبسي عزمه على خدمة مصالح تونس معتبرا انّ الحزب الحاكم الحالي أخفق في القيام بمهامه قائلا: السياسة تقاس بالنتائج والنتيجة اليوم بعد 18 شهرا سيّئة والوضع جدّ صعب». وعن محاولة حامد القروي تجميع الدستوريين خارج حركة «نداء تونس» قال الباجي قائد السبسي إنّه يحترم رأي هذا الأخير لكنّه لا يشاطره في ذلك لأنّ مهمّة حزبه ليست تمثيل الدستوريين لكنّه رحّب بكلّ من ينوي الإلتحاق بالحركة دون ان تكون قد تعلّقت به مشاكل. كما تطرّق السبسي إلى عمليّة التقارب بين «نداء تونس» وحركة «النهضة» قائلا: «إنّ حزبه ليس عدوّا ل «النهضة» لانّ حركة «النهضة»، على حدّ قوله، جزء لا يتجزّأ من المشهد السياسي ولأنّ النداء ديمقراطي مجبر على التعامل مع كلّ من يفرزه الصندوق مشيرا إلى أنّ حزبه ليس حزبا ستالينيا وانّ به تيارات مختلفة تتحاور وتتناقش بحرّية لإيجاد التوافق وبه من الكفاءات القادرة على تسيير الحزب وتسيير البلاد على حدّ قوله. وفي تقييمه لأداء رئيس الحكومة علي العريّض قال إنّ لهذا الأخير التزامات وليس آداء لكنّه أكّد أنّ هذه الإلتزامات لم تجد الظروف الملائمة لتنفيذها كحل رابطات حماية الثورة وتغيير عدد من الشخصيات بالإدارات موضّحا انّه تحادث مع العريّض بهذا الشأن وطرح عليه وجهة نظره قائلا: «تكلمت معاه بصراحة وأعطيتو وجهة نظري... مختلفين لكن ليس إلى حدّ التخانق». أمّا عن حادثة شقيقه وصهر الرئيس السابق وموضوع الأموال فقد قال السبسي إنّه ليس معنيّا بذلك لأنّ المسألة تخصّ شقيقه لكنّه أشار إلى انّ آخاه قام بواجبه في كنف القوانين والتراتيب وانّ تونس هي أكبر مستفيد من العمليّة لأنّها اصبحت قادرة على استرجاع هذه الأموال لتواجدها بالبنوك التونسيّة. وحول قضيّة «ولد الكانز» أكّد السبسي أنّ الحريات الفردية تعتبر أهم مكسب للثورة إذا لم تمسّ بالامن العام واحترمت المؤسسات معتبرا أنّ الحكم الصادر في حقّ هذا الأخير قد تجاوز المطلوب قائلا: «لكن عامين أكثر شويّة ماللي يلزم» أمّا بخصوص ناشطات «فيمن» فقد قال إنّ تصرّفهنّ فيه نوع من الإستفزاز واستعراض فاحش في بلاد «حاكمها محافظ ويرغب في رؤية نسائه بالنقاب» لكنّه اكّد ترحيلهن إلى بلدانهن كان أجدى من محاكمتهن.