قبل الثورة، كانت الحلول السحرية الوهمية في صناديق«آش» وعشرين والنتيجة أنّ البلاد إذا «تَصَنْدَقَتْ» هزُلَتْ ثم غرقتْ باحتجاج الشعب الهائج!. واليوم عادت إلينا بتعريفات أخرى لن تؤدّي إلا إلى نفس النتائج: مؤتمر لكذا وآخر لتفسير الكذا الغامض، لجنة للتحقيق وأخرى للتدقيق في أشغال لجنة التحقيق الأولى، جبهة للإنقاذ وأخرى لإنقاذ هذا الإنقاذ، طاولة حوار للتوافق وأخرى بنفس المجتمعين للنظر في كيفية الخروج منه، دار الضيافة، قبة باردو، القصبة، قصر المؤتمرات، اتحاد الشغل، مقرّات الأحزاب.. تعدّدت الأماكن وما تحرّكت المياه الراكدة ولا استفاقت السواكن. «الأماكن كلّها مشتاقة لك!» أيها التوافق ولكن بين ابتسامات التسويق الإعلامي ودواخل النفوس مسافات هائلة، فاستفيقوا يا أولي المؤتمرات والحوارات واللجان والجبهات وابتعدوا عن تعويم القضايا الحارقة حتى لا تخرج عليكم الطبقات الشعبية مارقة!.