التونسية (حاجب العيون) لأن النبوغ لا وطن له ... ولأن من طلب العلا سهر الليالي ..... استنادا إلى مثل هذه الأقوال المأثورة نتوقف اليوم بالحديث عند الاحتفال بيوم العلم في مدينة حاجب العيون وتحديدا بمعهد علي الزواوي أحد المنارات العلمية الذي تزيد تجربة عطائه عن ثلاثة عقود . كان خلالها على مدى تاريخه التربوي وفيا لنتائجه الدراسية المتميزة والتي مكنت العشرات من تلاميذه من التخرج واحتلال مراكز وظيفية محترمة في مختلف مجالات الإدارة التونسية . وللتذكير تشير نتائج الدورة الرئيسية لامتحان الباكالوريا لدورة جوان 2013 أن معهد علي الزواوي يحتل المرتبة الحادية عشرة على المستوى الجهوي لهذه السنة بعد أن كان يتصدر المراتب الأخيرة في السنوات الماضية وهي نتائج مشرفة تحسب للجهاز الإداري المشرف على تسيير هذه المؤسسة التربوية العريقة التي شدت إليها الانتباه من خلال بروز ظاهرة امتياز وتفوق الأغلبية الساحقة من تلاميذ « أولاد زايد» التابعة لعمادة الدغيمة بحاجب العيون . والذين قادهم منذ سنوات قريبة التلميذ عبد اللطيف الزائدي باعتباره أحد النوابغ بالجهة الشيء الذي مكنه من الحصول على فرصة لإتمام دراسته بالخارج ثم التخرج في خطة مهندس وأستاذ جامعي في مجال الالكترونيك يعمل حاليا في عديد الدول الأوروبية . والملاحظ أن مثل هذه النتائج الباهرة لفريق « أولاد زائد» لم تقتصر على المرحلة الثانوية فقط بل تجاوزتها لتشمل التعليم الأساسي كذلك . وهي ظاهرة استرعت انتباه العديد من الذين حضروا فعاليات يوم العلم بهذا المعهد الذي سجل نسبة نجاح تقدر ب 41.75 في امتحان الدورة الرئيسية لامتحان الباكالوريا . «التونسية» كانت حاضرة في يوم العلم للتحقيق حول الأسباب الكامنة وراء هذه النتائج الباهرة التي مكنت فريق « أولاد زائد» من افتكاك النصيب الكبر من الجوائز التشجيعية . حيث تحدث إلينا في البدء التلميذ عبد القادر الزائدي ناجح في الباكالوريا شعبة رياضيات بمعدل 17.68 فذكر أن سبب ذلك يعود فقط إلى المواظبة على الدروس والتركيز مع اعتماد طريقة مراجعة ضرورية تتطلب الكثير من التركيز إضافة الى العزيمة. لتغيير الواقع المعيشي الصعب الذي تعيشه منطقة الدغيمة والتي مازالت تفتقر إلى العديد من المرافق العمومية في حين تحدثت التلميذة صفاء الزائدي ناجحة في الباكالوريا آداب بامتياز فذكرت أن تحقيق مثل هذه النتائج يعود إلى المواظبة على المراجعة بعد انتهاء فترة الدرس. وختم التلميذ سمير الزائدي ناجح في الباكالوريا شعبة رياضيات بمعدل 17.25 الحديث بالقول إن مثل هذه النتائج المشجعة ترافقه منذ المرحلة الابتدائية وهي نتيجة حتمية لما يحمله بداخله من عزيمة وإصرار على البروز والتألق وبالتالي السير على خطى الكبار من أبناء عمومته الذين هم اليوم يتقلدون مناصب عليا ومحترمة.