الإدارة العامة للأداءات تنشر الأجندة الجبائية لشهر أوت 2025..    عاجل/ وزارة الفلاحة توجه نداء هام لمُجمّعي الحبوب وتقدّم جُملة من التوصيات للفلاحين..    عاجل/ تزايد محاولات القرصنة..ووكالة السلامة السيبرنية تحذر..    نقابة الصحفيين : مقاطع الفيديو المتعلقة بجماهير المهرجانات والمتداولة ليست لصحفيين محترفين ويجب احترام أخلاقيات المهنة    18/20 وُجّه لعلوم الآثار بدل الطب... تدخل وزاري يعيد الحق لتلميذ باكالوريا    تنبيه هام: تحويل جزئي لحركة المرور بهذه الطريق..#خبر_عاجل    شراو تذاكر ومالقاوش بلايصهم! شنوّة صار في باب عليوة؟    زغوان: حجز 735 كلغ من الأسماك الفاسدة كانت داخل براميل بلاستيكية كبيرة الحجم    عاجل/ زلزال بقوة 5.5 درجات يضرب هذه المنطقة..    عاجل/ القبض على "بلوجر" معروفة..وهذه التفاصيل…    بالأرقام: كميات الأمطار المسجلة خلال ال24 ساعة الماضية في عدد من الولايات..    كيف حال الشواطئ التونسية..وهل السباحة ممكنة اليوم..؟!    عاجل/ شبهات اختراق وتلاعب بمعطيات شخصية لناجحين في البكالوريا..نقابة المستشارين في الإعلام والتوجيه الجامعي تتدخل..    عاجل/ الحماية المدنية تُحذر من اضطراب البحر حتى وإن كان الطقس مشمساً..    غدًا.. الدخول مجاني لجميع المواقع الأثريّة والمعالم التاريخيّة    جامع الزيتونة ضمن السجل المعماري والعمراني للتراث العربي    الشاب بشير يمتع جماهير مهرجان سلبانة الدولي    تحذير: استعمال ماء الجافيل على الأبيض يدمّرو... والحل؟ بسيط وموجود في دارك    وزير التعليم العالي يتدخل وينصف التلميذ محمد العبيدي في توجيهه الجامعي    مونديال الكرة الطائرة تحت 19 عاما - المنتخب التونسي ينهي مشاركته في المركز الثاني والعشرين    المنظمة الدولية لحماية أطفال المتوسط تدعو إلى سنّ ضوابط لحضور الأطفال في المهرجانات والحفلات    اتحاد الشغل يؤكد على ضرورة استئناف التفاوض مع سلطات الإشراف حول الزيادة في القطاع الخاص    غازي العيادي ضمن فعاليات مهرجان الحمامات الدولي: ولادة جديدة بعد مسيرة فنية حافلة    "تاف تونس " تعلن عن تركيب عدة اجهزة كومولوس لانتاج المياه الصالحة للشرب داخل مطار النفيضة- الحمامات الدولي    أحمد الجوادي في نهائي 1500 متر: سباحة تونس تواصل التألق في بطولة العالم    كيفاش أظافرك تنبهك لمشاكل في القلب والدورة الدموية؟    شنية حكاية ''زكرة بريك'' اللي خوّفت جدودنا؟    الفنان "الشامي" يحقق نجاحا جماهريا باهرا ضمن فعاليات الدورة 45 لمهرجان صفاقس الدولي.    توقعات موسم أوت - سبتمبر - أكتوبر 2025: حرارة أعلى من المعدلات واحتمالات مطرية غير محسومة    جثمان متحلل بالشقة.. الشرطة تكشف لغز اختفاء عم الفنانة أنغام    طقس اليوم: أمطار رعدية متوقعة وارتفاع ملحوظ في درجات الحرارة بالجنوب    نواب أمريكيون يدعون ترامب لإنهاء الحرب في غزة    بعد إيقاف مسيرتها.. أنس جابر تتفرغ للدفاع عن أطفال غزة    الرضاعة الطبيعية: 82% من الرضّع في تونس محرومون منها، يحذّر وزارة الصحة    عاجل : القضاء الأميركي يوقف ترحيل آلاف المهاجرين: تفاصيل    الرابطة الأولى: قطيعة بالتراضي بين فادي سليمان ومستقبل قابس    مباراة ودية: تغيير موعد مواجهة النجم الساحلي والنادي البنزرتي    البطولة العربية لكرة السلة - المنتخب الجزائري يتوج باللقب    النادي الإفريقي يعلن تعاقده رسميا مع "فوزي البنزرتي"    النجم الساحلي: محمد الضاوي "كريستو" يعود إلى النجم الساحلي وصبري بن حسن يعزز حراسة المرمى    الحوثي يستهدف مطار بن غوريون بصاروخ باليستي    موجة شهادات مزورة تثير تداعيات سياسية في إسبانيا    سهرة قائدي الأوركسترا لشادي القرفي على ركح قرطاج: لقاء عالمي في حضرة الموسيقى    كولومبيا.. تعيين ممثل أفلام إباحية وزيرا للمساواة    محمد رمضان يرد على الشامتين بعد انفجار حفله الغنائي: "اللي معندوش كلمة طيبة يخرس!"    بطاطا ولا طماطم؟ الحقيقة إلّي حيّرت العلماء    عرض كمان حول العالم للعازف وليد الغربي.. رحلة موسيقية تتجاوز الحدود    القصرين: منع مؤقت لاستعمال مياه عين أحمد وأم الثعالب بسبب تغيّر في الجودة    تاريخ الخيانات السياسية (33) هدم قبر الحسين وحرثه    أعلام من بلادي: الشيخ بشير صفية (توزر): فقيه وأديب وشاعر درس في الجزائر وتونس    التوجيه الجامعي.. تلميذ متميز متحصل على معدل 18 /20 طلب شعبة الطب فوجه إلى علوم الاثار    دكتورة في أمراض الشيخوخة تحذّر من اضطرابات المشي لدى كبار السن المؤدية إلى السقوط    انتعاشة هامة للسياحة/ هذا عدد عدد الوافدين على تونس الى 20 جويلية 2025..    وزارة الصناعة تمنح شركة فسفاط قفصة رخصة البحث عن الفسفاط " نفطة توزر"    وزارة التجارة تعلن عن تحديد أسعار قصوى للبطاطا وهوامش ربح للأسماك بداية من 4 أوت    هل يمكن لمن قام بالحج أن يؤدي عمرة في نفس السنة؟    شنوّة جايك اليوم؟ أبراجك تكشف أسرار 1 أوت!    خطبة الجمعة: أمسِكْ عليك لسانك    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



مرشد ادريس (ناشط في حركة النضال الوطني) ل «التونسية» الربيع العربي.. «سايكس بيكو2» محوره اسرائيل وأطرافه كيانات عربية مجزّأة
نشر في التونسية يوم 13 - 07 - 2013

التونسية(تونس)
«مرشد إدريس» عضو التنسيقية الشعبية لنصرة سوريا وناشط في «حركة النضال الوطني»، أستاذ جامعي ونقابي وهو من الوجوه التي نادرا ما تظهر إعلاميا. إلتقيناه في حوار مطوّل تحدث خلاله عن الأحداث التي جدت في مصر وتداعياتها على تونس، كما تعرض الى الملف السوري ووضع الإقتصاد التونسي وحقيقة أحداث الشعانبي ولغز احداث بطحاء محمد عليه وموقفه من رابطات حماية الثورة ورأيه في المشهد السياسي الحالي وأداء «النهضة» في السلطة و حقيقة ما يحدث في بلدان الربيع العربي والأيادي الخفية التي تقف وراء ظهور العناصر التكفيرية والتخريبية في الوطن العربي.
حاورته: بسمة الواعر بركات
ما الذي أدّى إلى السيناريو المصري حسب إعتقادك ؟
أعتبر أن ما حصل في مصر هو حركة شعبية ،وهبّة جماهيرية ضدّ سياسات الإخوان المسلمين في مصر، فلو نقوم بجرد للوقائع الإجتماعية والإقتصادية والسياسية سنلاحظ بدون عناء ان الشعب المصري يجوّع،هناك المزيد من التفقير والتهميش ،وهو ما يحصل في تونس بطريقة مشابهة إذ أن هناك المزيد من الإرتهان لصناديق «النهب» الدولية ،ومزيد من التفويت في المؤسسات العمومية،مزيد من الخصخصة ،وهو تيار جارف فيما يسمي ب «الربيع العربي» وكأنّ قيادات هذه الدول والتي تعتبر نفسها قادة الربيع العربي زادت في تقديم التنازلات ،فالقيادات السابقة والتي كانت قبل 14 جانفي سواء في تونس أوفي مصر تميزت بالتبعية الكبرى لأمريكا وأوروبا ولصناديق النقد الدولية .
لاحظنا ان حركة الإخوان المسلمين ذهبت في طريق رديء جدا ومرتهن جدا وأذكر رسالة «مرسي» الى «شمعون بيريز» ونعته بصديقي العزيز، وقبل أسبوع واحد من تنحيته طالب «مرسي» الجيش المصري بالإنخراط في العدوان على سوريا وكانت هذه العملية بداية سقوط هذا المشروع لأن الشعب المصري لم ولن يقف موقف المتفرج على ما يحدث في سوريا.
وأعتبر ان ما حصل في مصر سيكون له تأثير إيجابي مستقبلا على تونس.
بوصفك عضوا في «التنسيقية الشعبية لنصرة سوريا» كيف تقيم الوضع السوري ؟
سوريا الشعب والقيادة بصدد تحقيق إنتصارات ،سوريا تنتصر على مشروع مدّمر في المنطقة العربية عامة ومنها فلسطين و البوصلة التي لا تتجه الى فلسطين هي بوصلة مخترقة ،وقد تزامن ذلك مع قرار أمريكي بتسليح المعارضة السورية ومع فتوى اطلقها ما يسمون انفسهم شيوخ الاسلام والإسلام منهم براء وفي الحقيقة هم شيوخ النفط وشيوخ «الناتو».
هناك ترابط وثيق بين ما يحصل في المنطقة العربية، فالوطن العربي هو حراك ،صراع بين قوتين: أمريكا وادواتها كالإتحاد الأوروبي وبعض الدول العربية ،ومن جهة أخرى روسيا كقوة صاعدة وحلفاؤها من الصين الى إيران وفنزويلا والبرازيل .
ما يحصل في المنطقة العربية لا يخرج عن هذه التجاذبات فبعد عودة «الدب الروسي» الى الساحة العالمية يريد ان يجد لنفسه موطن قدم للبحث عن مصالحه بالأساس وأمريكا تريد ان تقطع جوانحه.
البعض يدافع عن الجهاد في سوريا ،فهل تعتبر ان المسألة جهاد أم ماذا تخفي وراءها؟
في أواخر الثمانينات حصلت عملية فدائية في جنوب لبنان وسميت عمليات الطائرات الشراعية وقد أشرفت عليها جبهة «تحرير فلسطين» أي القيادة العامة ،هذه العملية كان فيها تونسي يدعى «ميلود بن ناجح» وسوري يدعى «خالد الأكرم» وإستشهد الشابان وتمازج الدم السوري والتونسي، هذه العملية أفضت الى قتل اكثر من 20 مجند صهيوني منهم ضباط وملازمون،وبالتالي كل من يدعى ان الجهاد ممكن في سوريا فهو مخطئ لأن لا جهاد إلاّ في أرض فلسطين وحضاريا وتاريخيا هناك التقاء بين الشعب التونسي والسوري.
هذه رسالة أوجهها الى الحكومة التونسية التي أعتبر انها تورّطت في تطبيق إملاءات أجنبية والمبادرة بغلق السفارة التونسية في سوريا والسفارة السورية في تونس هي أشياء تتماهى مع ما تريده امريكا ،وأذكر انه بعد الثورة الثانية في مصر هناك معلومات عن عودة العلاقات الديبلوماسية بين مصر وسوريا و بفتح مكتب قنصلي سوري في مصر وهذا يبين ان الجيش المصري لن يستهدف سوريا الدولة والحضارة والتاريخ.
بيان «النهضة» كان مساندا للإخوان ومنددا بالتدخل العسكري في الشأن السياسي؟
حركة «النهضة» هي جزء من حركة الإخوان المسلمين، وطبيعي ان تصطف إيديولوجيا الى جانب الإخوان، ورأينا خطابات بعض قيادات «النهضة» مباشرة بعد الثورة الثانية في مصر تتماهى مع مشروع الإخوان ،ولكن كان هناك أيضا إرتباك شديد لدى قيادات «النهضة» ولدى قيادات تونس وسياسيي تونس بصفة عامة رأينا كيف ان رئيس الجمهورية يقرأ بيانا صادرا عن حزب «المؤتمر» في ندوة صحفية مشتركة مع «فرانسوا هولند» وهو ما يتناقض والبروتوكولات السياسية، كان هناك إرتباك شديد في تونس ولكن يجب الربط بين ما حدث في تركيا في «ميدان تقسيم» وبين العزل الأمريكي للحمدين في قطر : «حامد ابن خليفة» و «حامد ابن الجاسم»، وبين ما يحصل في مصر وما يحصل في لبنان ولا ننسى التفجير الكبير الذي جد في ضواحي بيروت .
أحداث الشعانبي تمهيد للدخول الى الجزائر
انتقدت أداء الحكام العرب تجاه القضية الفلسطينية لماذا؟
لا يمكن لمن يكون صديقا حميما لأمريكا ان يحرر فلسطين والمسجد الأقصى،فمن يضع كل بيضه في سلة الولايات المتحدة وهي الداعم الرئيسي للكيان الصهيوني سياسيا وماليا وعسكريا لا يمكن ان يدعم فلسطين،فالطائرات الحربية الصهيونية التي قصفت أطفال غزة ولبنان وقصفت حمام الشط في 1985 هي طائرات أمريكية،الحليف الأساسي للكيان الصهيوني هي «أمريكا» فكيف ترفع الحركات الإسلامية شعارات نصرة لفلسطين وتدّعي انها ستحرر فلسطين وهي حليف استراتيجي للولايات المتحدة الأمريكية؟ ...فالمسألة هنا لا تستقيم.
يتحدث البعض عن مشروع لتقسيم المنطقة العربية فهل أنت مع هذا الرأي؟
أخطر من ذلك ،سوريا أفشلت عملية إعادة تقسيم المنطقة العربية من جديد فما يسمى بالربيع العربي هو «سايكس بيكو 2». و كان الهدف خلق كيانات جديدة وحتى مفهوم الدولة سيغيب سنجد فقط أمراء وفيهم الإسلامي والشيعي والتكفيري والوهابي ،لكن ليس لها اي دور إٌقتصادي ولا إجتماعي، ويبقى الكيان الصهيوني هو المركز وتحيط به هذه المجموعات،وهذا ما يؤكد ان الأدوات التي إستهدفت العراق في 2003 ودمرت العراق هي نفس الأدوات التي ترعى الربيع العربي و هي التي تريد ان تدمر سوريا وهي التي شاركت مع «الناتو» في تدمير ليبيا والتي أصبحت الآن في وضع مزر، فكل انواع القتل والإغتصاب مباحة في ليبيا بعد ما سميّ بالثورة وسميت نفاقا «ليبيا الحرة» .
فكيف لمن دمرّ العراق ودعّم الكيان الصهيوني ان يقول نحن ندعم الربيع العربي، ونحن ندعم حكومات الربيع العربي، ندعم مرسي والمرزوقي وقيادات «النهضة»؟.
مازالت «أحداث الشعانبي» بمثابة اللغز لماذا ؟
هناك إرتباط وثيق بين ما يحدث في «الشعانبي» وما يحدث في سوريا، لأن الأدوات التي تتحرك في سوريا وظهور «آكلي القلوب» و«قاطعي الرؤوس» و«نابشي القبور»... هي نفس الأدوات الموجودة في «الشعانبي»، لكن صمود سوريا أجلّ عملية التوجه الى الجزائر، وما يحدث في «الشعانبي» على الحدود التونسية الجزائرية كان تمهيدا للدخول الى الجزائر ونشر ما يسمي ب»تسونامي» الربيع العربي، هناك إرتباط وثيق بين ما يحدث في تونس وسوريا ولبنان وما يحدث في مصر وما سيحدث لاحقا وقد رأينا انه مباشرة بعد تنحية «محمد مرسي» كان هناك إستهداف للجيش وإغتيال البعض منهم في «سيناء» وقبلها تم إستهداف «قسّ» مسيحي في العريش في مصر ووقع إغتياله .
ومن خلال الشعارات العنصرية المرفوعة في سوريا والطائفية كانوا يريدون حربا طائفية بين سنّة وشيعة ،تنفيذا لأوامر سيدهم الأمريكي الذي يريد تغيير الصراع من صراع «عربي إمبريالي صهيوني» الى صراع «سني شيعي» ورأينا في مصر كيف انه تم قبل تنحية «محمد مرسي» إغتيال 4 من شيعة مصر وسحلهم في الشارع دون أي رد رسمي من الحكومة المصرية فقد كان هناك صمت مريب .
هذا الفكر التكفيري، كان مدعوما من طرف أمريكا والكيان الصهيوني وهو مشروع ينتشر في منطقتنا العربية وقد رأينا كيف تقام مستشفيات على الحدود السورية الإسرائيلية في فلسطين المحتلة وهذه المستشفيات تقدم الإسعافات الأولية للجيش الحرّ السوري، وكأن إسرائيل تنظر بعين الرضا لما يحدث في سوريا وهناك حتى كوادر من الجيش السوري الحر تظهر في القنوات الإسرائيلية وتقدم ولاء لا مثيل له لهذا الكيان.
هل هناك مخاوف من الثورات العربية ؟
نعم ونتذكر وثيقة «كامبل» في1907 فقد صدرت بعد سنتين من المشاورات بين خبراء وعلماء تاريخ ووزراء فقد ذكروا ان الأمة العربية لو توّحدت بتاريخها وثرواتها ومدخراتها وإرثها فهي قادرة على ان تكون سيدة العالم من جديد، ولذلك لا بد من العمل على تفتيتها وتقسيمها وصدر بعد سبع سنوات من ذلك وعد «بلفور» الذي أعطى أرضا إسلامية لليهود في قلب «فلسطين» بإعتبارها قلب الأمة العربية وتفصل بين المشرق والمغرب العربي، ومنذ ذلك التاريخ والأمة تعرف الكثير من الخيبات والهنّات ،ولكن رغم ذلك سجلّنا بعض الإنتصارات والصمود مثل الإنتصار الذي حققه لبنان في 2006 وهي رسالة واضحة جعلت الإستراتيجيين الغربيين يغيرون تكتيكهم نحو إستهداف الأمة بإستعمال الأدوات التكفيرية والتي تتماشى مع ما يخططون له في المنطقة.
رأينا انه مباشرة بعد هروب بن علي ب10 ايام فإن أول من زار تونس وتحديدا يوم 24 جانفي 2011 كان «جيفري فيلتمن» وهو من عتاة الحركة الصهيونية العالمية ومسؤول في وزارة الخارجية الأمريكية إذن زار تونس ماذا يفعل وماذا يريد؟.
واشنطن تسعى الى تحويل الصراع العربي الصهيوني الى صراع سنّي شيعي
ماذا عن الوضع الإقتصادي في تونس؟
بلدان أمريكا «اللاتينية» كانت مرتهنة لعقود ووضعها الإقتصادي كارثي وقارب «الصفر» نمو، و لكن في العقد الماضي قررت هذه الدول القطع مع الإرتهان ومع صناديق النقد الدولية ورأينا البرازيل كيف حققت قفزة إقتصادية مهولة عندما قرر حكامها القطع ايضا مع هذه الصناديق، فالحكومة التونسية يجب ان تقطع مع سياسة الإرتهان .
تونس متى تخلّت عن الإرتهان ستصبح قادرة على النجاح ،وللأسف أجبرت العشرات من رؤوس الأموال الوطنية التونسية على الهروب من تونس بإتجاه المغرب وانشؤوا مؤسسات ويشغلّون اليد العاملة المغربية وهو خطأ كبير إرتكبته هذه الحكومة ، إذ لا يمكن أن تبني إقتصادا وطنيا دون رأس مال وطني ،ورأينا هرولة نحو التفويت في المؤسسات وبيع المؤسسات للأجنبي، وهذا مربوط بسياسة كاملة تميل الى مزيد الخصخصة ومزيد من التفقير ومزيد من الإرتهان، فعندما نريد بناء إقتصاد وطني يجب ان نعتمد على ذاتيتنا وعلى أصدقاءنا ونشجع رؤوس الأموال الوطنية للبقاء في تونس والإستثمار فيها وبناء المصانع والمؤسسات وكل ما من شأنه ان يخلق مواطن شغل. فالإرتهان لا يخلق مواطن شغل ،ولم نر مصنعا أنجز منذ سنتين لأنه لا وجود لقرار سياسي سيادي ، فمتى ذهبنا الى الجزائر وبحثنا عن شراكة دائمة وطمأنا الجزائر لأنها مازالت تنظر بعين الريبة لما يحدث في تونس سننجح لأن الجزائر تخلت نهائيا عن المديونية وهي اليوم مرشحة لتحقيق قفزة إقتصادية كبرى، ولو توجهنا الى مصر والمغرب ودول جنوب الصحراء فإن ذلك سيجعلنا نعمل على بناء شراكة حقيقية دائمة تقضي على الإرتهان لهذه الصناديق.
ما رأيك في المشهد السياسي الحالي في تونس؟
عندما نقيّم ما يحدث في تونس نرى انه بعد 23 أكتوبر ونتيجة الصعود الكبير لحركة «النهضة» و تحالفها مع «الترويكا» ظهرت عقلية لدى بعض الأطراف الحزبية وهي عقلية «التمكنّ» وهذه العقلية هي التي أوصلتنا الى هذا الصراع، فحركة «النهضة» لا تريد وهي التي تعمل ان تكون في الحكم لعقود ولا تنوي في مشروعها التسليم في الحكم لا بعد 5 ولا بعد 10 سنوات ،ولذلك كان هناك إستهداف للمحامين والقضاة والفنانين والإعلام وكل ما يمكن ان يكون بوقا ضدّهم. فحتى من يقدّم شرحا حقيقيا للواقع الذي يعيشه التونسي يقع إستهدافه وحتى بعض الشخصيات والرموز والمعروف عنها تاريخيا قربها من حركة «النهضة» استهدفت .
عمل المجلس الوطني التأسيسي بهذا الفكر الذي تسيطر عليه حركة «النهضة» من شأنه ان يفشل الهيئات التي تريد الظهور لتقوم بعملها الكامل.
ماذا عن رابطات حماية الثورة ؟
منذ عدة سنوات دأب النقابيون على التجمع في ساحة «محمد علي» والذهاب الى ضريح «فرحات حشاد» كل 4 ديسمبر. وفي ديسمبر 2012 (وكنت يومها كنقابي أحد الحضور)، رأيت عناصر لم أشاهدها سابقا في ساحة «محمد علي» كانت تحمل لافتاتها وشعاراتها وعصيّها ،وهؤلاء الأشخاص لم يسبق ان جاؤوا لساحة «محمد علي» وقد ثبت ان هؤلاء هم من حرقوا مقرات الإتحاد في بعض الجهات، وهم من رموا بالفضلات امام مقرات الإتحاد وجاؤوا يومها لتجريم الإتحاد ،هذه المنظمة الوطنية العتيدة والتي ساهمت في بناء تونس بعد 1956 ، ونتساءل من دفعهم للحضور والقدوم للإعتداء على الإتحاد وعلى رموز الإتحاد؟
أكيد هي ذاتها الأطراف المقبلة على مسار تفويتي إقتصادي تجويعي للشعب التونسي ،ومقدمة على بيع وخصخصة المؤسسات،ورفع الدعم عن المواد الغذائية الأساسية ل«الزّوالي» التونسي ،فمن الذي سيدافع عن هذه الفئات سوى الإتحاد العام التونسي للشغل.
انه الوحيد القادر على التصدي لمشروع مماثل،هذه الحكومة لديها سياسة إقتصادية تقوم على مزيد رهن الإقتصاد تماهيا مع ما يطلب منها ،ولا وجود لحزب قوي قادر على الوقوف والتصدي لهذا المشروع ،ولهذا تم استهداف الإتحاد.
وبالتالي هذه الرابطات دورها تخريبي ،ودورها ان تبقى مجرد أداة لإستهداف كل من يقف ضد حركة «النهضة» وكل من يقف ضد عقلية «التمّكن» من مفاصل الدولة والمجتمع.
ماذا يعكس بيان الإتحاد من أحداث مصر والمناقض لبيان الحكومة ؟
كان موقف الإتحاد من سوريا غير واضح فقد كان يهادن وكأنه ينتظر النتائج وقد لعب الإتحاد طيلة الفترة الماضية دور المراقب لأحداث سوريا،ولكن ما يحدث من إنتصارات للجيش السوري يمكن ان يكون دافعا للإتحاد في الفترة القادمة ليصدر بيانه بوضوح ويبرز موقفه من سوريا ،وبالتالي عندما جاءت أحداث مصر صدر بيان الإتحاد الذي ينسجم مع المطالب المصرية ومع خروج 33 مليون مصري نساء وشيوخا وشبابا مطالبين بعزل مرسي خاصة بعد ان اثبت انه لم يكن رئيسا لكل المصريين بل رئيسا لحركة إخوانية.
وللأسف مازالت بعض القوى ،ترى في تونس مشروعا للتقسيم ورأينا محاولات لتقسيم المجتمع التونسي الى علمانيين وإسلاميين وأنصار شريعة ...ورأيناهم في مصر كيف يقسمون المجتمع المصري الى شيعي وسني وهذه القوى مرتبطة ببعضها وتحاول تقسيم المجتمعات العربية .
بما تود ان تختم هذا اللقاء؟
نأمل ان يبتعد سياسيو تونس ومثقفو تونس عن حالة التموقع الحزبي والسياسي ويتجهون الى التموقع الوطني الجماهيري لأنه يلبي مطامح الجماهير والشعوب ويجب ان تقطع الثورات العربية مع الإرتهان الأجنبي.


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.