التونسية (تونس) لاحظ أمس عدد هام ممّن شاهدوا القمر وأولئك الذين لديهم دراية بالحسابات الفلكية واكتمال الهلال من شيوخنا وعجائزنا وكبار حاراتنا الذين شبوّ على صيام رمضان ان القمر كان أول أمس شبه مكتملا أي ان ليلة النصف هي أمس، وبالتالي كان من المفروض أن يكون أول رمضان يوم الثلاثاء 9 جويلية وليس الإربعاء 10 . «التونسية» تحسسّت أراء بعض العلماء والخبراء في هذا المجال فكانت الآراء التالية. يقول «عبد القادر الوسلاتي» مدير قسم الفلك بمدينة العلوم ان الحسابات دقيقة ولا تخطأ،مضيفا انه وإستئناسا بالحسابات فإن 9 جويلية هو بداية إنطلاق شهر رمضان وانه تم هذه المرة الإكتفاء بالرؤيا وعدم اللجوء الى الحسابات. وقال الوسلاتي ان الوقت لم يكن كافيا لرصد هلال رمضان إذ انه كان في يوم 8 جويلية منحصرا بين الثامنة وربع صباحا الى حدود المغرب أي حوالي 10 ساعات وهي حسب رأيه مدة غير كافية ليكبر الهلال وكان من الطبيعي ان لا نراه . وأضاف ان «مفتي الديار التونسية عندما خرج رفقة فريق مختص لرصد الهلال كان هناك شبه يقين انه لن يتم التمكن من رؤية الهلال يومها. مؤكدا ان العلوم دقيقة والحسابات التي يتم على ضوئها تحديد مسار الصواريخ في الفضاء لا يمكن ان تخطأ في رؤية الهلال، معتبرا ان عملية ترصد القمر مسألة هينة ولا تحيّر العلماء،مضيفا ان قرار الصوم غير مرتبط بالحسابات العلمية وانه قد يكون أحيانا مقترنا ببعض الحسابات السياسية. وأشار محدثنا الى أن موضوع رؤية الهلال من المسائل التي تطرح سنويا وأن نفس الإشكاليات تتكرر تقريبا كل عام وقال ان السؤال المطروح هو هل يكون الصوم بالحسابات أو بعد رؤية الهلال؟ ،مضيفا ان هذه المشكلة قائمة منذ عدة عقود وانها مقترنة بالإختيارات ولا علاقة لها بالحسابات، مشيرا الى ان الرؤيا لا يمكن ان تكون دائما هي الحلّ لأن هناك بلدان في الشمال لا ترى الهلال إلا بعد أسبوع متسائلا ننتظر ساعتها رؤية الهلال لنصوم ؟ مؤكدا اننا صمنا بعد 24 ساعة ، لأن القمر أمس كان مكتملا ولا لبس في ذلك . حساباتنا صحيحة ولكنهم تجاهلونا من جانبه قال «محمد الأكبر العياري» رئيس جمعية الشاهد ل «التونسية» ان الأبحاث تقدمت في هذا المجال ،مضيفا انه لا يخفى على أحد ان الحسابات صحيحة. مؤكدا ان ما حصل كان خطأ تاريخيا فادحا، وقال: «في أمريكا وفرنسا تم رصد الهلال وإقرار يوم الثلاثاء 9 جويلية أول أيام رمضان» . وأشار «العياري» الى ان منظومة الشاهد دقيقة وتمكنت من رؤية الهلال في «تايتي» ،مؤكدا ان فريقا من الجمعية إنتقل الى هناك ورصد الهلال بدقة،مضيفا ان أمس الثلاثاء كان هو يوم النصف وان القمر كان مكتملا، مشيرا الى أن هذا الأمر سيتأكد أكثر في ليلة العيد حيث ستتضح رؤية الهلال بدقة أكثر، وسيكون ذلك تحديدا من جنوب إفريقيا ،مشيرا الى ان فريقه سينتقل على عين المكان لمتابعة عملية الرصد ولتوثيق البحوث. مشيرا الى انه في السنة الفارطة تم الإستئناس برأي الجمعية، وقال «هذه السنة تجاهلونا». وردا على سؤال يتعلق بإعلام الجهات الرسمية برؤية الهلال من عدمه؟ قال انه تم الإعلام وان بيانا صدر في الغرض وأنه جوبه بالتجاهل . وأضاف محمد الأكبر العياري انه يرّجح ان يكون القرار هذه المرة «سياسيا» . وأكد «العيّاري» ان بقية الآلات التي تترصد النجوم غير دقيقة في حين ان منظومة الشاهد دقيقة جدا وتترصد حتى الشفق . وقال ان «الشاهد» يستخدم تقنيات الاتصال البصري وأجهزة الاستشعار الأكثر حداثة ، وان من خصائصه المرونة والتأقلم مع التغييرات بحيث يمكن نشره في عدة مواقع بل وفي جميع أنحاء العالم في مرحلة لاحقة. وأشار العياري الى ان المنظومة متكونة من عدد من محطات الرصد التي تتولى تصوير الهلال الوليد ومن ثمة نقل الصورة إلى مركز التحكم للتحقق من صحتها. ويقوم مركز التحكم بتحليل الصورة والبيانات المرافقة لها وبعد التحقق منها تعلن رؤية الهلال بصفة رسمية وهو ما يحل مشكلة قديمة وهي التحقق من رؤية الهلال وتوثيقها توثيقا ذا مصداقية ، مؤكدا ان هذا المشروع يبدد الحيرة التي تسود عندما تنتشر الإخطارات الخاطئة بشأن رؤية الهلال. مضيفا أن اعتماد منظومة «الشاهد» يؤدي إلى توحيد المقاربات الخاصة برؤية الهلال في مختلف البلدان، وقال انه لا يجب طمس العلم لأن العلوم هي المستقبل .