التونسية (تونس) عقد امس حزب «التيار الشعبي» الذي كان يرأسه الشهيد «محمد البراهمي», ندوة صحفية بمنزل الفقيد وتحديدا في مسرح جريمة الاغتيال, أعلن خلالها عن زمان ومكان الجنازة وحمّل الحكومة مسؤولية اغتيال الشهيد ومن قبله «شكري بلعيد». وأكد «مراد العمدوني» الناطق باسم التيار الشعبي والنائب بالمجلس التأسيسي ان البراهمي شهيد الوطن والامة العربية جمعاء , مضيفا انهم كانوا متاكدين من ان ضريبة نضال الشعب التونسي ستكون كبيرة في حجم الشهيد , قائلا : « اليوم نزف لكم شهيدا آخر آمن بان النضال هو الشكل الوحيد للاستمرار ... انه صراع وجود من اجل حياة جديرة بأن تعاش , لن يكون البراهمي الشهيد الاخير ...». و تعهد العمدوني بمواصلة المسار النضالي لتحقيق الاهداف والاستحقاقات التي استشهد من اجلها البراهمي, وردد: «قسما بكل شبر رمل سنواصل المشوار ولن يرهبونا, سنتصدى لهم , لا شيء أغلى من تراب هذا الوطن ...» مشيرا الى ان «محمد» لم يمت طالما ان رفاقه يؤمنون بنفس المشروع الذي دافع عنه طيلة 40 سنة. و توجه العمدوني بالشكر الى وسائل الاعلام التي سهرت على نقل الاحداث أولا بأول والى الاحزاب والقوى الديمقراطية في مقدمتها «الجبهة الشعبية», ومنظمات المجتمع المدني ... واستثنى الاحزاب التي لم تول أهمية كبيرة لحادثة الاغتيال, وصدح: «لن نقبل العزاء الا بعد الكشف عن القتلة», وبمجرد سماع هذه الجملة تعالت اصوات الحاضرين مرددة: «الشعب يريد اسقاط النظام ...». لا شرعية للقتلة وبين الناطق باسم التيار الشعبي انهم لن يغادروا الشوارع الا بعد اعادة الثورة الى مسارها الطبيعي والصحيح , معلنا ان حزبه قرر اعلان حالة العصيان المدني الى حين اسقاط الحكومة , وانهاء شرعية الحكومة من منطق أنه لا شرعية لمن يغتال ولا شرعية للقتلة (حسب العمدوني) , إلى جانب تحميل الترويكا الحاكمة وعلى راسها حركة النهضة مسؤولية تفشي مظاهر العنف في الاوساط الاجتماعية والسياسية والاغتيالات, وقال العمدوني: «اسقطنا الطاغية (بن علي) وسنسقط كل الطغاة ...». لن يهدأ لنا بال الا بعد اسقاط النظام وشدد العمدوني على ضرورة اسقاط النظام الذي تقوده حركة «النهضة» بعد فشله في ادارة المرحلة وتامين حياة التونسيين والتونسيات, على حدّ تعبيره قائلا: «قسما بدمك يا رفيق لن يهدأ لنا بال الا بعد اسقاط النظام , آن الاوان الاّ نتراجع ...فليسحلوا من يريدون ...». وأبرز العمدوني ان الروايات التي رافقت اغتيال الفقيد «شكري بلعيد» مجرد حيل لتلهية الراي العام , مؤكدا على ان الامر سيكون مختلفا مع حادثة اغتيال البراهمي باعتبار انهم استوعبوا الدرس من التجربة الماضية , قائلا : «لن تنطلي علينا حيلكم ...». تامين الجنازة والمواطنين وأعلن العمدوني انه تقرر انطلاق موكب الجنازة اليوم على الساعة العاشرة صباحا من امام منزل الشهيد باتجاه ساحة حقوق الانسان ثم شارع الحبيب بورقيبة ثم مقبرة الجلاز مثواه الاخير, قائلا: «نطالب بان تكون جنازة رسمية تليق بالشهداء وبحضور التشكيلة التشريفية الامنية لنقل الجثمان ... نطالب ايضا بتامين الجنازة والمواطنين ...». «مباركة عواينية» أرملة الشهيد : امّا ان تكرموا الشهداء أو انكم تستحقون السحل من جانبها تقدمت «مباركة عواينية» ارملة الشهيد , بالتعازي الى تونس والامة العربية وولاية سيدي بوزيد مسقط رأس الشهيد , داعية ابناء الشعب التونسي الى استغلال الفرصة واسقاط الحكومة قبل فوات الأوان , قائلة: «اذا لم تقتنصوا الفرصة فاننا مقبلون على بركة دماء أوسع ...» , مضيفة :« على الشعب الاختيار , اما ان تكرموا شهداءكم او انكم تستحقون السحل ...» لن نستسلم لن نستسلم من جهته هدد «السعدي البراهمي» شقيق الشهيد ومقاتل سابق في صفوف المقاومة الفلسطينية , بنسف الحكومة الحالية التي وصفها بالفاشلة والسرطان الذي اصاب تونس , وردد : «لن نستسلم , لم نستسلم ولن نستسلم , أمّا نحن أو هم ... أمّا ان نعيش اسودا او كالفئران , طبعا لن نقبل بغير الاسود ولا يمكن ان نساوم ...» اما «محسن النابتي» عضو المكتب السياسي للتيار الشعبي , فقد دعا القوات الامنية والعسكرية الى العمل على حماية ابناء هذا الوطن والحفاظ على تونس وتجنيبها سيناريوهات السودان والعراق والصومال .