قال «عبد الحميد الجلاصي»نائب رئيس حركة «النهضة» ل«التونسية» ان خلية الأزمة التي ظهرت في «سيدي بوزيد» هي بمثابة الدولة الموازية ،مشيرا الى انها تندرج في إطار الدعوة إلىالفوضى والسعي الى تفكيك الدولة . وأكدّ ان هذه الدعوات تنطلق من الأعلى لإحداث الفراغ وحل الحكومة والمجلس الوطني التأسيسي مقابل هيئات غيرمعلومة وفاقدة للشرعية وتركيبتها غير واضحة . وأضاف الجلاصي ان عدم الإعتراف بالسلطات المحلية والجهوية وايجاد هيئات لا يعرف المقاصد منها هدفها الوحيد هو تفكيك الدولة . وقال ان المسألة لا تتعلق بحركة «النهضة» بل بالدولة وان الشعب التونسي لن يقبل بتخريب جهاز الدولة ،معتبراأن الأجيال التي بذلت دماءها وعرقها لتصبح هناك دولة وإدارة ومؤسسات لن تسمح بمثل هذا التخريب. وأكد نائب الغنوشي ان الأشخاص الذين لم يتحمسوا للمسار الإنتخابي وليس لديهم تمثيل شعبي يفكرون دائما بعقلية «الحرب»، وقال ان هؤلاء هم بمثابة «جرحى الإنتخابات»وهم الآن يهربون من الإنتخابات،وقال ان الإنتخابات قريبة ولم يبق لها سوى 6 أشهر وبالتالي من يريد المنافسة فليجهّز نفسه . وحول الدعوات والإحتجاجات الأخيرة التي ظهرت ضدّ «النهضة» قال الجلاصي :« هؤلاء عبروا عن إحتجاجهم وغضبهم وهذا أمر مشروع لأن «البراهمي» شهيد كل التونسيين وهناك دم مسفوك وجريمة كبرى، ومن ثم فمن الطبيعي ان يكون هناك غضب،ولكن لا يجب ان تكون هناك فوضى وان نسقط «الدار» التي تجمعنا كتونسيين. واضاف:« ربما هناك من لديهم ملاحظات وإنتقادات للحكومة الحالية،وربما هناك إنزعاج وقلق من نسق تحقيق أهداف الثورة وهذا مشروع ولكن لا للإضراب العام ولا لتعطيل مصالح التونسيين ولا لدعوات حل المجلس التأسيسي ». وردا على إستقالات وتجميد عضوية بعض النواب قال:«هؤلاء لديهم عقد مع الشعب التونسي الذي فوّضهم لخدمة الصالح العام،وتساءل كيف يتم التخلي عن هذا التفويض؟، معتبرا ان في ذلك عدم تحمل للمسؤولية، وقال انه يتعين على هؤلاء النواب الاّ يدخلوا في الحسابات الضيقة وأن عليهم تغليب المصلحة العامة». وأضاف:«نأسف لمثل هذه الأمور ولمثل هذه الأخلاق السياسية، معتبرا ان القانون سيضمن آليات تعويضهم ». وحول متابعة «النهضة» للإنتقادات الموجهة إليها كونها حكومة فاشلة قال:«كتونسيين يجب ان نتفق ونسأل أنفسنا ماذا نريد ؟ هل نريد فعلا إنتخابات حرة ونزيهة وتكون بمشاركة شعبية واسعة أم ماذا؟» مشيرا الى ان هذا الأمر من الممكن ان يحدث في 6 أو 7 أشهر وألاّ نذهب في إرباك خطير للدولة وفي فوضى لا طائل منها . وقال أن «النهضة» مكون من مكونات المشهد السياسي وقد تكون ذات يوم في المعارضة وأن المشكل ليس في «النهضة» انما في مسار البلاد بأكمله ،مضيفا ان البعض ينادي اليوم بحكومة «تكنوقراط» وبتحوير «وزاري» ،متسائلا: هل ستتمكن هذه الحكومة من حل المشاكل وتحقيق المطالب؟،وقال ان الموضوع أكثر تعقيدا من ذلك ،لأنه لا يجب ان نخسر الوقت في مثل هذه الأمور ويجب ان نمرّ الى تحسينات وهذه التحسينات يمكن إجراؤها في إطار الشرعية القائمة وأيضا عن طريق التوافقات وبالتنسيق مع الجمعيات والقوى الإجتماعية ،مؤكدا انه يمكن إيجاد الصيغ الضرورية لذلك وان إستراتيجية الأرض «المحروقة» لا تضرّ «النهضة» فقط بل ستضر البلاد والإنتقال الديمقراطي. وأكدّ «الجلاصي» انه بعد الإنقلاب الذي حصل في مصر، لن يسمح للتجربة التونسية بأن تفشل أو ان تخضع لإبتزازات الأقليات التي تدفع الى المجهول،مضيفا «نحن مطالبون بالنجاح وبالمرور الى الإنتخابات» ،وأضاف ان «النهضة» مع كل الأفكار التي تدعم وتسرع الإنتقال الديمقراطي أما الأفكار التي تزيد من الإلتباس فالحركة ترفضها .