التونسية (المنستير) بوجوه مصفرة وقلوب دامية واعين باكية تعالت اصوات حشود من المواطنين تتقدمها مكونات المجتمع المدني وممثلو بعض الاحزاب السياسية بولاية المنستير منادية باسقاط الحكومة وحل المجلس الوطني التاسيسي وبالوقوف صفا واحدا لمساندة الجيش الوطني من اجل انقاذ تونس لدى خروجهم في الليلة الفاصلة بين الاثنين والثلاثاء للمرة الخامسة على التوالي بعد اغتيال الشهيد محمد البراهمي النائب بالمجلس الوطني التاسيسي والقيادي بالتيار الشعبي . المسيرة السلمية التي دأبت على تنظيمها التنسيقية الجهوية للاحزاب والجمعيات بالمنستير في حدود الساعة العاشرة من كل ليلة كتعبير عن العنف السياسي وعن رفضهم للحكومة والمجلس الوطني التأسيسي ، انطلقت من امام مقر ولاية المنستير لتجوب شوارع المدينة وساحاتها قبل ان تعود للوقوف مجددا بنفس نقطة الانطلاق حيث تجمعت حشود غفيرة من المواطنين المساندين للمحتجين والمنددين بالعنف وعمليات الاغتيال التي طالت السياسيين وبالجريمة النكراء التي سقط ضحيتها مساء يوم الاثنين قبل موعد الافطار 8 جنود من الجيش الوطني بجبل الشعانبي اثناء أداء واجبهم للكشف عن المجموعات الارهابية والذود على حرمة الوطن والمواطنين . وقد عبر العديد من المحتجين باصوات غاضبة وبلوعة وحسرة انهم اصيبوا بالذهول والحرقة والقهر فور اذاعة نبأ العملية الارهابية التي طالت ابناء الجيش الوطني البواسل . واوضح العديد ممن تحدثنا معهم انهم لم يتناولوا سوى قدح من الماء عند الافطار من شدة الفاجعة التي لم يسبق لها مثيل والمصاب الجلل الذي حل بالجيش التونسي والشعب باكمله بعد استشهاد 8 جنود مرة واحدة تم التنكيل بجثث أربعة منهم وذبحها من الوريد الى الوريد . وفي هذا الصدد شدد العديد من ممثلي بعض الجمعيات وممثلي بعض الاحزاب السياسية المعارضة بالجهة على ان الحكومة هي الوحيدة المسؤولة على تفشي الارهاب ببلادنا حتى اصبح يتهدد ويطال مؤسسات الدولة والسياسيين والاعلاميين في واضحة النهار وفي تحد للشعب بأكمله . بيان واصرار على انقاذ تونس حيّت التنسيقية الجهوية للاحزاب والجمعيات بالمنستير في بيانها وقفة اهالي ولاية المنستير الى جانب المحتجين بالجهة والمعتصمين امام المجلس الوطني التأسيسي بباردو والى جانب الشعب التونسي دفاعا عن تونس جمهورية ديمقراطية اجتماعية . وجددت رفضها للعنف والارهاب والاغتيال السياسي المستفحل في ظل حكومة النهضة الفاشلة والمنتهية شرعيتها حسب ما جاء في البيان وتعرب عن تمسكها بانقاذ تونس من خلال حل المجلس الوطني التاسيسي وكل الهيئات والمؤسسات المنبثقة عنه واسقاط الحكومة وتكوين حكومة انقاذ وطني تتولى انهاء المرحلة الانتقالية . كما اعلنت التنسيقية الجهوية للاحزاب والجمعيات بالمنستير التي تضم احزاب «التحالف من اجل تونس» واحزاب «الجبهة الشعبية» واكثر من 15 جمعية من مكونات المجتمع المدني وبمساندة من الاتحاد الجهوي للشغل ضمن بيانها انها بدات في مشاورات لتشكيل مجلس جهوي يتولى تسيير مصالح المواطنين في ولاية المنستير مع مواصلة الاحتجاجات اليومية والسلمية الى ان يتم تحقيق الاهداف واسقاط الحكومة الحالية . ودعت التنسيقية الجهوية اهالي المنستير للوقوف صفا واحدا مع الجيش الوطني لحماية البلاد وتحقيق اهداف الشعب التونسي التي ناضل من اجلها سيما حماية حرمة الوطن والعلم والدولة التونسية الحديثة والتعايش السلمي على ارض تونس التي تتسع للجميع بمختلف الاطياف والالوان والاديولوجيات .