في اطار التجاذبات السياسية التي تدور في تونس والتي اذكى نارها اغتيال الشهيد محمد البراهمي واحداث «الشعانبي» رأى فيه البعض تهديدا مبطنا خرج الباجي قائد السبسي ليلة اول امس على قناة «نسمة» ليوجه رسائل الى الفرقاء السياسيين راميا بدهاء الكرة في ملعب «الترويكا» الحاكمة على رأسها حركة «النهضة». «التونسية» تحسست اراء ردود أهل «الترويكا» على ما ذكره الباجي قال الناطق الرسمي باسم حزب التكتل «محمد بنور» انه يساند دعوة «الباجي قائد السبسي» الى الحوار الجدي،مضيفا ان المرحلة الحالية التي تمر بها البلاد تتطلب مبادرة جدية من مختلف الاطراف الفاعلة في الحياة السياسية. وأشار «بنور» الى انه حان الوقت الى وضع كل الخلافات والتجاذبات السياسية جانبا وغلق باب الطموحات والمصالح الحزبية والتفرغ الى مواجهة كل من تخول له نفسه المساس بأمن تونس واستقرارها ،داعيا مختلف النخب السياسية الى التهيئ والاستنفار ووضع مصلحة البلاد نصب الاعين ،قائلا «دخلنا في الرسمي ومعادش عندنا وقت للخلافات وتبادل التهم البلاد باش تمشي من ادينا». وأكد «بنور» على ضرورة ايجاد سلسلة من الحوارات الجدية لا حوار واحد تبحث فيه جميع الاطياف السياسية وبروح وطنية السبل الكفيلة للخروج من هذه الوضعية التي لم تعهدها البلاد ولا العباد على حد تعبيره .وأوضح «بنور» ان هناك ايادي خفية تسفك دماء ابناء الوطن وقوات الجيش وتتربص بالأمن الذي اصبح مستهدفا على حد قوله ،مشيرا الى ان حزب «التكتل» على اتم الاستعداد للتحاور مع كل القوى السياسية دون اقصاء من اجل توحيد الصفوف وتحقيق الوحدة للتصدي للاعمال الارهابية واجتثاثها من تراب الوطن. واكد «بنور» على انه لا مجال للبيع والشراء عندما يتعلق الامر بأمن تونس ومناعتها قائلا « لابد من تعبئة جماعية وعامة ضد الارهاب». مستعدون للحوار مع كل التونسيين من جهته قال «سمير بن عمر» القيادي في حزب «المؤتمر من اجل الجمهورية» ان الحكومة اكدت في عديد المناسبات ان المشاكل التي تواجهها البلاد لا تحل إلا بالاحتكام الى طاولة الحوار ،مشيرا الى ان هناك سلسلة من المشاورات انطلقت منذ عشية اول امس بين مختلف الاطراف السياسية حول جملة من القضايا العالقة وفي مقدمتها الوضع الامني للبلاد وكيفية التصدي للخطر الارهابي الذي يتربص بها ،آملا أن تؤتي هذه المشاورات اكلها وتؤدي الى حلول جذرية تخرج البلاد من ازمتها وتعزز الثقة لمواصلة المسار الديمقراطي .وقال «بن عمر» ان الشعب التونسي والمؤسسة العسكرية والأمنية ضاقوا ذرعا بالتجاذبات السياسية ،داعيا كل الفرقاء السياسيين بلا استثناء الى التحلي بالمسؤولية والتخلى عن خلافاتهم من اجل اعلاء مصلحة البلاد فوق كل الاعتبارات قائلا «الحكومة مستعدة للتحاور مع كل التونسيين و ايجاد ارضية وفاق مع الجميع». نحاور تحت سقف الشرعية من جانبها قالت «فريدة العبيدي» النائبة عن حركة «النهضة» في المجلس التأسيسي ان «الترويكا» وخاصة حركة «النهضة» دعت في عديد المناسبات الى الحوار، مضيفة انه لا وجود لأي جهة تملك في الوقت الراهن حلا سحريا للخروج من الازمة الحالية إلا بالاحتكام الى لغة الحوار. وأوضحت «العبيدي» انه لم يعد هناك مجال لتصنيف التونسيين حسب الانتماءات او التوجهات الفكرية ،معتبرة في السياق ذاته ان الارهاب يعد العدو الاول لكل التونسيين بلا استثناء قائلة «الجميع مستهدف» وبينت «العبيدي» انه حان الوقت لمناقشة كل المبادرات الكفيلة بإخراج البلاد من عنق الزجاجة على حد تعبيرها، مشددة على ضرورة ان تكون هذه المبادرات تحت سقف الشرعية وتفضي الى وحدة وتماسك التونسيين على اختلاف انتماءاتهم ومشاربهم .