احتضن قصر الرباطبالمنستير مساء الجمعة في اطار الدورة 42 لمهرجان المنستير الدولي عرض « وان مان شو» لمسرحية «Made in tunisia is back» للفنان المسرحي الكوميدي لطفي العبدلي . وعرفت السهرة حضورا جماهيريا لافتا من مختلف الشرائح العمرية فاق 3000 شخص اجمعوا على نجاح العرض وتالق العبدلي ، قدموا في سهرة اخر الاسبوع بحثا عن النكتة والضحكة التي فارقت المواطن التونسي منذ عشرات الايام بسبب كثرة الاحداث الدامية التي عرفتها الساحة السياسية في تونس وفي مصر ومؤخرا في لبنان . المواطن التونسي وعلى حد قول لطفي العبدلي وحسب ما جاء في نص مسرحيته ، «عياش يحب يعيش» و«شايخ في مخو» بعيدا عن التجاذبات السياسية والمحاصصات الحزبية الضيقة والركض وراء المناصب لحيازة كراسي السلطة واعتلاء سدة الحكم . العبدلي تناول مواضيع عديدة ومختلفة منها السياسية والاجتماعية وحتى المواضيع المتعلقة بالجنس والعلاقة بين الرجل والمراة التي يرى المواطن أن الخوض فيها في اطار العائلة او حتى في الشارع عيب ورأى كثيرمن الحضور ان العبدلي كان جريئا في تناول مواضيع ولكنها مستمدة من الواقع التونسي . العبدلي اطنب في نقد الحكومة وانتقاد السياسة التي تنتهجها مع الشعب الذي قام بثورة تحسب له وتجعله فخورا بكونه تونسي ،قبل أن يتطرق الى الواقع السياسي في تونس بعد الثورة من خلال سؤالين ، « شنوه الي تبدل؟ وشنوه الي ما تبدلش؟ وفي اجابته عن السؤال الاول قال العبدلي الشعب التونسي اكتسب شيئا من الحرية واصبح يعبر عن رايه ويتظاهر ويعتصم ليعبر عن عدم رضاه بالوضع. وفي حديثه عما لم يتغير في تونس أشار العبدلي الى هوية التونسي الثابتة بالاضافة الى ثلاثة عناصر اخرى لم تتغير عند التونسي ، التاخير في مواعيده وعمله واستعمال منبهات السيارات عند السياقة وجراة التونسي في قضاء حاجته البشرية ( التبول ) في اي وقت وفي كل مكان على حد تعبيره . العبدلي لم يخف الحديث عن تجاربه الخاصة وعن عودة تقديم عروض مسرحيته التي لاقت مضايقات كبيرة من السلطة قبل الثورة وتهديدات بالقتل في شخصه بعد الثورة من قبل العديد من الاطراف الذين نعتوه بالكافر والفاسق وما شابه من تلك النعوت. وفي ختام العرض دعا العبدلي الى ضرورة ان يتعايش أبناء الشعب التونسي في وفاق وتعاون لان تونس تتسع للجميع ولمختلف الاطياف السياسية على اختلاف اديولوجياتها .