شهد ليلة أمس مسرح الهواء الطلق بالحمامات اقبالا جماهيريا غير مسبوق ...جماهير طوقت الركح من كل الجهات و جماهير اكتفت بالوقوف قرابة الساعتين في ظل عدم توفر المقاعد،من اجل حضور المسرحية الحدث "Made in Tunisia" في نسختها الجديدة للممثل "لطفي العبدلي" . و تعرض هذه المسرحية خارج إطار مهرجان الحمامات الدولي و ذلك من خلال مبادرة من الغرفة الفتية العالمية التي تكفلت بدعوة الممثل "لطفي العبدلي" و اهتمت بكل التحضيرات اللازمة في ظل مساندة من المركز الثقافي الدولي الذي تكفل بتخصيص يوم أمس من اجل عرض المسرحية على ركح مسرح الهواء الطلق بالحمامات. وبعد التأخير الذي تعود عليه الجمهور التونسي في اغلب العروض و بات عادة و تقليدا لا يمكن التخلي عنهما صعد "لطفي العبدلي" على الركح بعد الساعة العاشرة بقليل مبررا بطابع هزلي ممتصا بذلك انزعاج الجمهور الذي تفاعل كثيرا مع كلماته التي تراوحت بين النقد و السخرية و التهكم.. و كلمة فكلمة لم يكتشف الجمهور متى بدأت المسرحية...التي تناول فيها "لطفي العبدلي "العديد من المسائل السياسية ،الاجتماعية و الدينية بطريقة جعلت الجمهور لا يكف عن الضحك، كما كان هناك تفاعل و تكامل بينه وبين الجمهور الذي كان متحمسا كثيرا لما يقدمه هذا النجم الصاعد ليشجعوه أخيرا على تقديم الجزء الخاص ب"الديسكوتاك" من المسرحية و الذي قال "لطفي" انه تعرض بسببه إلى نقد لاذع من الصحافة و ليس مستعدا لإعادة فتح النار عليه مرة آخرى. لكن بعد إلحاح الجمهور الحاضر استجاب "لطفي" لهم و قدمه ليختم به عرضه مقدما اعتذاره للجماهير التي لم ترق لها بعض الكلمات التي قيلت خلال المسرحية و التي جعلت البعض يصف "لطفي العبدلي" بالوقاحة... لكن رغم ذلك فالمسرحية لاقت نجاحا جماهيريا كبيرا خاصة في ظل تلقائية " العبدلي" و قدرته على شدّ الحاضرين وسيطرته على بعض التعاليق التي يطلقها البعض بين الفينة و الأخرى،كما أنها تطرقت إلى العديد من المواضيع التي تمس المواطن التونسي و تعبر عن واقع طالما كنا نعلمه و لكننا سكتنا عنه.