(تونس) واصل امس مجلس شورى حركة «النهضة» اجتماعه الذي انطلق منذ امس الاول للبت النهائي في المبادرات المعروضة على الحركة في سبيل حلحلة الأزمة التي تمر بها البلاد. و علمت «التونسية» من مصادر مطلعة ان الاجتماع سيتواصل الى ساعات متاخرة من ليلة الاحد خاصة امام «التباين والاختلاف في المواقف ووجهات النظر الذي كان السمة الابرز لهذا الاجتماع، حيث انقسم اعضاء مجلس الشورى الى شق يدعو إلى التهدئة وتقديم التنازلات في حين اعرب شق آخر عن رفضه للتنازل والتراجع أمام ضغط الشارع والمعارضة خاصة في ما يتعلق بمطلب حل المجلسي الوطني التاسيسي الذي اتفق اغلب اعضاء مجلس الشورى على ضرورة المحافظة عليه كسلطة اصلية وشرعية لا يمكن الاستغناء عنها او تعويضها». واكد مصدرنا انه من المنتظر ان يصدر مجلس الشورى صباح اليوم بيانا يلخص فيه مواقف حركة «النهضة» النهائية في شأن الحكومة والمجلس التأسيسي الذين تنادي المعارضة بحلهما. كما اوضح مصدرنا ان المجلس منكب على النظر في موضوع التمسك بعلي العريض في منصب رئيس الحكومة أو القبول بتشكيل حكومة كفاءات وطنية ترأسها شخصية وطنية مستقلة،مضيفا: «وفي صورة الاتفاق على التخلي عن رئاسة الحكومة فإن المجلس سيتحول الى مناقشة الشخصية الجديرة بقيادة البلاد في هذه المرحلة الدقيقة ولكن من الاقرب الا يتخلى المجلس عن منصب رئاسة الحكومة لان شقا كبيرا اعرب عن ضرورة التمسك بهذا المنصب مراعاة للمصلحة الوطنية للبلاد». وقال مصدرنا أن مجلس الشورى خصص حيزا من نقاشاته لمبادرة اتحاد الشغل.و ينعقد مجلس الشورى في الوقت الذي اكدت فيه لجنة متابعة «اعتصام الرحيل» على مواصلتها للاعتصام والتصعيد الى حين الاستجابة الى مطلبيها الرئيسيين المتمثلين في حل المجلس الوطني التاسيسي وحل الحكومة كمدخل للحوار.و امام حالة التشبث بالمواقف التي كانت السمة الابرز لكل من الطرفين الحاكم والمعارض طيلة الفترة الماضية،يترقب الجميع القرار الذي قد يصدر اليوم عن مجلس شورى حركة «النهضة» والذي من شأنه ان يحدد اهم ملامح المرحلة المقبلة.فهل سينجح مجلس شورى «النهضة» في الخروج بقرارات من شانها ان تساهم في انفراج الوضع ام سيكون لرافضي الدعوة الى التنازل والتراجع الكلمة الفصل؟. فؤاد مبارك