تحت عنوان ' دماء الميادين وفرز التاريخ ' اصدرت رابطة تونس للثقافة والتعدد بيانا خاصا بالاحداث الانقلابية الدامية في مصر حمل توقيع رئيسها الدكتور احميدة النيفر جاء فيه ان رابطة تونس للثقافة والتعدد تابعت بكل الم وذهول وقائع المذبحة الوحشية التي ارتكبتها السلطات الانقلابية في مصر مستعملة فيها الطائرات والمدرعات والجرافات والرصاص الحي ضد المعتصمين السلميين المناصرين للشرعية والمطالبين بعودة الرئيس المنتخب محمد مرسي الى مهامه على راس الدولة المصرية واضاف البيان ان تلك الاحداث الدامية ادت الى استشهاد آلاف العزل وجرح آلاف آخرين منهم مئات النساء والاطفال والشيوخ ليصبح الامر امام فاجعة هي اقرب الى حرب ابادة جماعية ما تزال رحاها تطحن ابرياء آخرين في القاهرة وفي مدن مصرية عدة وهذا عدا الجرحى الذين نقلت التقارير ان عددهم يقدر بعشرات الآلاف. وقال البيان انه ازاء خطورة هذه الاحداث الاجرامية غير المسبوقة التي اقدمت عليها السلطات الانقلابية في مصر والتي تهدد جديا مستقبل الشقيقة الكبرى وكل المنطقة العربية والعالم الاسلامي فان رابطة تونس للثقافة والتعدد تتقدم باحر تعازيها الى كافة عائلات شهداء الحرية في مصر وراجية للجرحى الشفاء وللموقوفين اطلاق السراح واعلنت الرابطة تضامنها الكامل مع الشعب المصري ودعمها حقه في استرجاع حريته ورفض الانقلاب على إرادته كما عبرت عن ادانتها واستهجانها للمجزرة الوحشية المرتكبة ولمن ساعد على تنفيذها وتدبيرها وتمويلها واعتبرت ان ذلك من قبيل ارهاب الدولة الذي يمثل اجهاضا للديمقراطية الناشئة في مصر ووأد نضال اجيال من اجل بناء دولة المواطنة والديمقراطية التي تستمد شرعيتها من ارادة الشعب المصري عبر الانتخابات الحرة ودعت الرابطة كل القوى الحية في العالم الى الوقوف الى جانب الشعب المصري في هذه المحنة الاليمة والى الضغط على حكوماتها من اجل تحمل مسؤولياتها في ادانة جرائم النظام العسكري الانقلابي في هذا البلد الشقيق ورفع كل دعم له وايقاف كل تعاون معه الى حين تسليمه السلطة الى مستحقيها الذين اختارهم الشعب واكدت رابطة تونس للثقافة والتعدد رفضها الكامل لكل محاولات الانقلاب على مسارات الانتقال الديمقراطي التي افرزتها الثورات العربية خصوصا تلك المحاولات الساعية للاستقواء بالعسكر وبقوات الامن وبالقوى الخارجية المعادية لحرية الشعوب العربية ولحقها في تقرير مصيرها وولوج عهد الحداثة السياسية ونددت الرابطة بقوى الثورة المضادة التي لم تستهدفها عمليات التطهير في مصر وتونس و بالنخب المصطفة مع التوجهات الانقلابية لان جنايتها فادحة على المسار التحرري الديمقراطي وعلى كل مسعى للبناء المؤسساتي الحديث. وقالت رابطة تونس للثقافة والتعدد ان ما تشهده ' مصر المغدورة ' اليوم هو انتحار سياسي يهدد الدولة ومؤسسة الجيش في آن واحد ذلك ان الاولى ستنهار بصورة كاملة جراء هيمنة الطُغمة العسكرية على مقاليدها وان الثانية ستنخرم نتيجة تلوثها بتبعات نظام استبدادي فاسد ودموي. وقالت الرابطة انها تنبه اننا نشهد اليوم فرزا للنخبة على اساس الحرية وعلى اساس الموقف من الانقلاب على المسار الديمقراطي في مصر وتونس وسائر دول الربيع العربي وانه ستتولد عن هذا الفرز آثار على المجال الثقافي وعلى العلاقة بين الفاعلين في هذا المجال وذلك ما يجعل الرابطة تلح على مقاطعة من ساند الانقلاب من افراد ومنظمات وجمعيات. وفي ذات الوقت دعت رابطة تونس للثقافة والتعدد الى ميثاق ثقافي على قاعدة تأسيس الحرية في المجال العربي ومناهضة الانقلاب فكرا وممارسة حتى تؤول السلطة من جديد الى ارادة الشعب الحرة المعبر عنها ديمقراطيا بالانتخاب وليس بالانقلاب. فتحي بوجناح