التونسية (حاجب العيون) تمتاز مدينة حاجب العيون باتساع الشوارع الرئيسية التي خطط لها منذ زمن الاستعمار المراقب الفرنسي «منشيكور» كما تتميز بجمال حدائقها البلدية ومدخلها الذي يستقبل الزائرين لها بأشجاره الباسقة والمتناسقة التي تتوزع على جانبي الطريق في مظهر جمالي متكامل من شأنه أن يضفي سحرا على الطبيعة الخلابة التي تكسو ربوة «وادي الزرقاء» الموشح بمياهه الهامسة . وقد تعالت في المدة الأخيرة أصوات بعض المواطنين المنادية بضرورة قلع هذه الاشجار لما تشكله بقايا أوراقها المتناثرة من أتعاب نظافة أمام محلات سكناهم التي أصبحت تمتد من وسط المدينة إلى مدخلها الرئيسي عبر الطريق الوطنية عدد3 . فهل لمثل هذه الأسباب الواهية ندعو إلى إلغاء ذاكرة بيئية لها تاريخ حافل في حياة مدن تتنفس من اوكسيجين متأت من اشجار «الكالاتوس» التي يقارب عمرها المائة سنة والتي تعتبر من أهم الرموز التي يتميز بها مدخل مدينة حاجب العيون؟ وتجدر الاشارة الى ان بعض أعضاء النيابة الخصوصية بحاجب العيون بدوا متحمسين لفكرة اجتثاث هذه الأشجار مسايرة لطلبات البعض من المواطنين غير المنطقية مع التعهد بتعويضها بأشجار جديدة . فكيف السبيل لتعويض أشجار قديمة بأخرى حديثة في زمن قياسي؟ ثم لماذا وقع التفكير مباشرة في القلع لا العمل على تشبيب الأشجار التي قد تشكل فروعها خطرا على المارة والمتساكنين. وهي طريقة أجدى كثيرا. العديد من مواطني حاجب العيون اتصلوا ب «التونسية» قصد إبلاغ أصواتهم إلى الأجهزة الإدارية المسؤولة بالنيابة الخصوصية بحاجب العيون بالقول إنّ تقليع أشجار مدخل المدينة هو قرار إداري خاطئ بالأساس فيه الكثير من التجني على البيئة والمحيط. وهو كذلك اعتداء صارخ على ذاكرة المدينة والحال أن مثل هذه القرارات المرتجلة لا تأخذ بجرة قلم بل يجب المصادقة عليها من قبل ثلاث وزارات يرجع اليها بالنظر وهي وزارات البيئة والفلاحة والتجهيز . لذلك ان مجرد التفكير في تقليع هذه الأشجار يبقى خيارا غير مدروس يمكن ان يخلّف ندما في مراحل لاحقة . وعليه يمكن القول أن أشجار مدخل مدينة حاجب العيون هي عبارة عن خط أحمر سوف لن يسمح لمقص النيابة الخصوصية بحاجب العيون مجرد الاقتراب منها باعتبارها من أهم المكاسب البيئية التي تتميز بها الجهة على مدى تاريخها .