التونسية (حاجب العيون) تتميّز حاجب العيون بعيون طبيعية متعددة ومنتشرة بمختلف جهاتها تدلّ على منابع الخصب واستقرار السكان في الجهات . وقد لعبت العيون على امتداد تاريخها دورا اجتماعيا هاما في حياة المتساكنين الذين كثيرا ما تأثروا بمجالهم البيئي وذلك لما تمثله العيون من فضاءات للتجمعات الموسمية تدلّ على الاستقرار وحركية النشاط الاقتصادي والاجتماعي. وتبقى عيون أولاد بن حسين وعين سلطان وعين بيبش وعين السعادنية وعين ساسي وعين عريبي من أهمّ العيون المعروفة بالجهة وذات الشهرة التي تساهم من موقعها في ضمان مورد الرزق باعتبار الماء أساس الحياة. وقد أصبحا هذه العيون اليوم في حالة سيئة نتيجة النسيان وبعد أن عبثت بها يد الإنسان حتى أصبح البعض منها أطلالا بعد أن كانت نقاط التقاء المتساكنين الذين كثيرا ما وجدوا فيها الملاذ للترويح عن النفس إضافة إلى ما تمثله من شواهد إنسانية وحضارية وتاريخية وجب الحفاظ عليها باعتبارها موروثا تاريخيا بالإمكان مزيد استغلاله وتوظيفه في القطاع السياحي وذلك بإدراج هذه العيون ضمن المسالك السياحية. ومن المؤكد أن التوظيف السياحي من شأنه أن يمثل أحد مجالات الاستثمار التي تحظى بالأولوية وذلك باعتبار الجانب البيئي بمختلف أبعاده علاوة على الأخذ بعين الاعتبار الغايات التنموية. لذلك وجبت الدعوة الملحة إلى ضرورة تعهد وصيانة العيون بحاجب العيون بعد أن أصبحت مهدّدة بالاندثار في ظل الصمت الرهيب من قبل الأجهزة الإدارية بوزارة الفلاحة المسؤولة عن الموارد المائية حيث يتطلب الوضع الراهن التدخل الفوري لجهر وصيانة هذه العيون ليعود خرير المياه إلى سواقيها الهامسة وبالتالي تساهم في بعث الحياة في الأراضي القاحلة. لقد آن لأجهزة المندوبية الجهوية للتنمية الفلاحية بالقيروان بالتعاون مع بلدية حاجب العيون نفض الغبار عن هذه العيون التي أصبحت للأسف الشديد بقايا شواهد على منابع للخصب والنماء والعطاء. وهي اليوم تستغيث في انتظار أصحاب النوايا الطيبة الذين يعول عليهم كثيرا في إعادة إحيائها على غرار الحركة النبيلة التي أتاها مؤخرا البعض من شباب حاجب العيون وقيامهم بجهر منبع مياه عين أولاد بن حسين والتي بدأت تدب فيها الحياة من جديد. في انتظار أخذ مشعل المبادرة عن هؤلاء الشباب المتطوعين والذين تنقصهم المعدات اللازمة للتدخل في مختلف العيون الأخرى التي أصبحت مهددة بالانقراض، فهل من آذان صاغية لإنقاذ عيون حاجب العيون باعتبارها من رموز المدينة التي يتعين على الجميع صيانتها وتوظيفها حفاظا على الذاكرة الجماعية؟