بيروت (وكالات) أعلنت مصادر لبنانية رسمية عن مقتل العشرات واصابة المئات في تفجيرين بسيارتين مفخختين بالقرب من مسجدين في طرابلس بشمال لبنان وقال وزير الصحة اللبناني علي حسن خليل: «لا حصيلة نهائية ودقيقة لضحايا التفجيرين، لكن حتى الآن هناك عشرات القتلى ومئات الجرحى في المستشفيات». وفيما ذكرت مصادر طبية أن 42 شخصا على الأقل لقوا حتفهم وأصيب أكثر من 500 آخرون، قالت تقارير اعلامية لبنانية إن عدد القتلى تجاوز ال 60 قتيلا، بينما أشارت تقارير أخرى إلى أن الحصيلة قد تتجاوز ال 100 قتيل. وانفجرت سيارتان مفخختان بحسب مسؤول امني في الشمال قرب مسجد «التقوى» في وسط طرابلس وقرب مسجد «السلام» في منطقة الميناء. وتسبب الانفجاران بدمار كبير وباحتراق عشرات السيارات، فيما تسود حالة هلع وغضب في المدينة ذات الغالبية السنية. وتأتي هذه العملية الارهابية بعد اسبوع على انفجار سيارة مفخخة في الضاحية الجنوبية لبيروت، معقل «حزب الله» الشيعي، حصد خلالها 27 قتيلا وعشرات الجرحى.وبثت قنوات لبنانية مشاهد مروعة لمكاني الانفجارين أظهرت دمارا كبيرا في الأبنية وسيارات محترقة وحرائق تتصاعد من سيارات أخرى. كما ارتفعت أعمدة دخان سوداء كثيفة في المكانين. وبدا الناس في حالة هلع يهرعون من مكان إلى آخر، فيما يقوم مسعفون ومتطوعون بنقل المصابين الى المستشفيات، في الوقت الذي لم تخف فيه المصادر الطبية خشيتها من ارتفاع عدد الضحايا. وظهرت جثث متفحمة في الطريق. كما أظهرت صور التلفزيون حفرة في الطريق أمام احد المسجدين. ووقع الانفجاران قرب مسجدين في وسط المدينة ذات الغالبية السنية، وفي منطقة الميناء، بعد وقت قصير من انتهاء صلاة الجمعة. وأوضح المكتب الإعلامي لرئيس حكومة تصريف الأعمال نجيب ميقاتي أن الانفجار وقع على مسافة قريبة من منزل ميقاتي الموجود خارج البلاد. وذكر مصدر أمني أن الانفجار الثاني وقع بعد دقائق قرب مسجد «السلام» في منطقة الميناء. ويقع قبالة المسجد منزل مدير عام قوى الأمن الداخلي سابقا اللواء أشرف ريفي الذي لم يصب بأذى، بحسب المصدر. وكان قائد الجيش اللبناني، جان قهوجي، قد أعلن منذ يومين أن الجيش «يخوض حربا شاملة على الإرهاب»، مشيرا إلى أنه «يلاحق منذ أشهر خلية إرهابية تعمل على تفخيخ سيارات وإرسالها إلى مناطق سكنية، وكانت سيارة الرويس (في الضاحية الجنوبية) إحداها». وقال إن «الخطورة بحسب معلوماتنا الاستخباراتية أن هذه الخلية لا تعد لاستهداف منطقة معينة أو طائفة معينة، بل تحضر لبث الفتنة المذهبية عبر استهداف مناطق متنوعة الاتجاهات الطائفية والسياسية».