لتونسية (تونس) أثارت تصريحات قياديي «جبهة تصحيح المسار النقابي» وثلة من النقابيين المنشقين عن الاتحاد العام التونسي للشغل الذين بعثوا أول أمس مولودا نقابيا جديدا اختاروا له اسم «المنظمة التونسية للشغل» والذين تعهدوا وأكدوا عزمهم حل اتحاد الشغل, حفيظة العديد من نقابيي اتحاد الشغل والسياسيين الذين رأوا في تصريحاتهم تطاولا على منظمة عريقة قدمت الكثير لهذا الوطن فيما ذهب البعض الأخر إلى وصف المنظمة الجديدة بالمولود المشوّه جاء على يد نقابيين «واهمين وفاشلين» على حدّ تعبيرهم. «التونسية» رصدت مواقف بعض الأطراف في السطور التالية: بوعلي المباركي (اتحاد الشغل): ولادة مشوهة.. إلى مزبلة التاريخ «كلها فقاقيع تظهر خلال فترة معينة ثم تتجه مباشرة نحو مزبلة التاريخ مثل سابقاتها, فكل محاولات إرباك الاتحاد العام التونسي للشغل في السابق باءت بالفشل واندثرت ولم يعد لها أي وجود ويشهد التاريخ بذلك خلال العهد البورقيبي وصولا إلى حكم بن علي. أما بالنسبة لهذه «المزبلة» فنحن نعرف من يمولها ومن يقف وراءها ومن يدفعها كما نعرف هؤلاء «الساقطين من نقاباتهم الأساسية» الذين يقودونها اليوم ونقول لهم ان كل ما بني على باطل باطل. ان اتحاد الشغل أرقى وأسمى من هذه الولادات المشوهة التي لا حياة ولا مستقبل ولا تاريخ ولا بقاء لها وهي مجعولة لتنظيف وتلميع صورة أطراف معينة وستفشل قريبا وسيبقى الاتحاد شامخا شموخ الأسود و«لا يرمى بالحجر الا الشجر المثمر». زهير المغزاوي (حركة الشعب): نقابيون واهمون فاشلون «ان حق التنظم مكفول للجميع سواء كان ذلك في شكل أحزاب او منظمات او غيرها. أما بخصوص هذه المنظمة المسماة «المنظمة التونسية للشغل» فهي منظمة بعثتها حركة «النهضة» لضرب الاتحاد العام التونسي للشغل ونحن في «حركة الشعب» كنا قد اكدنا في مناسبات سابقة عقب الاعتداء الذي طال المنظمة الشغيلة في 4 ديسمبر واثر وضع الأوساخ أمام مقراتها ان حركة «النهضة» تريد ان تحدد المربع الذي يتحرك فيه اتحاد الشغل وهذا أمر مستحيل لأن اتحاد الشغل منظمة وطنية عريقة كانت لها إسهامات كبرى في المعركة ضد المستعمر الفرنسي وفي معركة فلسطين حين كان الزعيم فرحات حشاد يرسل المتطوعين من تونس إلى ارض المعركة في فلسطين. هذا وقد كان للنقابيين دور في الثورة التونسية حين خرجوا للمظاهرات ولا أحد يزايد على هذه المنظمة وعلى عراقتها في تونس. أمّا القول ان هذه المنظمة الجديدة ستكون بديلة فأنا اعتقد ان الساهرين عليها واهمون لأن محاولات تدجين المنظمة من طرف السلطة قد باءت بالفشل نظرا لمكانة الاتحاد في المشهد الاجتماعي والسياسي. أما بعض القائمين على هذه المنظمة فهم نقابيون فاشلون قبل الثورة وبعدها ولم يستطيعوا حتى النجاح في مؤتمر النقابة الأساسية للتعليم الثانوي بمنوبة . خلاصة القول هي محاولة فاشلة من طرف حركة «النهضة» ولن تزيد اتحاد الشغل إلا قوة ولن تزيد المناضلين إلا مزيدا من الالتفاف على منظمتهم دون ان ننسى الدور الريادي لقيادة الاتحاد التي تلعب دورا كبيرا من خلال بعثها لمبادرة الحوار لإخراج البلاد من الأزمة . الحبيب قيزة (الجامعة العامة التونسية للشغل): إعتداء صارخ ومحاولة سطو أعلن الأمين العام للجامعة العامة التونسية للشغل الحبيب قيزة في بلاغ أمس عن تمسك منظمتهم بالحرية النقابية المكرسة لحق الشغيلة في الانتماء بكل حرية للتنظيم النقابي الذي يخدم مصالحها واختياراتها ويحقق طموحاتها معتبرا انه حق تضمنته الدساتير والمواثيق الدولية والوطنية باعتباره حرية عمومية كحرية التعبير وحرية التنظيم وحرية التجمع. وشدد قيزة على «إيمان منظمتهم النقابية بالتعددية النقابية الحرة النابعة من الدفاع عن مصالح العمال والقائمة على العمل النقابي الأصيل وإحترام المواطنة وإستقلالية العمل النقابي والشفافية المالية» مبينا في الآن ذاته تباينها الجذري مع التعددية النقابية المغشوشة التي تمارس بإيعاز من السلطة أو الأحزاب لاسيما الحاكمة حسب ما جاء في البلاغ. ونددت الجامعة العامة التونسية للشغل بما اعتبرته «اعتداء صارخا ومحاولة سطو» التي تعرضت لها من قبل منظمي ما يسمى «المنظمة التونسية للشغل» أثناء الندوة الصحفية التي عقدت يوم الاثنين 26 أوت 2013 ودعت الجامعة كل المنظمات النقابية الحرة ومكونات المجتمع المدني والأحزاب الديمقراطية للوقوف صفا واحدا للتصدي للاعتداء الذي يتعرض له العمل النقابي الحر والمستقل والمناضل بتونس. ميّة الجريبي (الحزب الجمهوري): فلتحلموا إن الاتحاد سيبقى موحدا وشامخا نحن نساند التعددية النقابية وكل له الحق في ممارسة حقه النقابي لكن ان نستعمل المنظمات لإخفاء انتماءات حزبية معينة فهذه مسألة مرفوضة لذلك عليهم أن يرفعوا أقنعتهم وأن يمارسوا أنشطتهم بألوانهم الحزبية الحقيقية. لقد كان الاتحاد التونسي للشغل عصيا على الاستعمار وعلى الحبيب بورقيبة وعلى بن علي. لقد كان ولازال وسيبقى في صف الشعب الذي يعد سنده. وسيبقى الاتحاد العام التونسي للشغل شامخا ومدرسة وطرفا وطنيا قويا في هذه الربوع لأنه يخدم تونس ويعمل من اجل مصلحة شعبها وشخصيا أقول لهؤلاء « فلتحلموا فالاتحاد سيبقى موحدا وشامخا ابد الدهر وأتمنى ان تستفيقوا من أحلامكم في القريب العاجل».