كشفت معطيات ومعلومات استخباراتية جديدة حول ظروف اغتيال شكري بلعيد أوردها المدير العام للأمن العمومي مصطفى بن عمر خلال الندوة الصحفية لوزير الداخلية اليوم الأربعاء. وأكد أن عملية اغتيال الأمين العام لحزب الوطنيين الديمقراطيين الموحد شكري بلعيد يوم 6 فيفري 2013 كانت تحضر قبل شهر غير أن مشاركة بلعيد في حصة تلفزية على قناة التونسية الخاصة والتي انتقد فيها الدعاة الذي يأتون إلى تونس وكذلك رفضه ارتداء الفتيات الصغار الحجاب عجلت بإصدار فتوى من أبي عياض لكمال القضقاضي. أما بالنسبة إلى عملية اغتيال عضو المجلس التأسيسي ومؤسس التيار الشعبي محمد البراهمي يوم 25 جويلية 2013 فقد أكد المسؤول الأمني أن ابي عياض أعطى التعليمات إلى بوبكر الحكيم لتصفيته جسديا. وكشف من جهة أخرى أنه تم يوم 9 أوت 2013 تفكيك شبكة تترأسها فتاة تونسية من مواليد سنة 1996 تقوم بتجنيد الفتيات القاصرات والمحجبات لغرض استغلالهن في ما يعرف بجهاد النكاح على حد تعبيره. كما تم الكشف عن الأهداف والأماكن المزمع تفجيرها من ذلك بعض المراكز الأمنية علاوة على كشف طرق التخفي التي ينتهجها تنظيم أنصار الشريعة تتلخص أساسا في التحصن بالجبال أو تسوغ منازل عن طريق النساء للتمويه. وشدد على أنه بناء على ما توفر من معلومات لا ترقى إلى الشك، أن أبرز قيادات تنظيم أنصار الشريعة ترددت على جبل الشعانبي إما للتدرب أو لتلقي التعليمات أو المشاركة في العمليات التي تم شنها على عناصر الجيش وقوات الأمن الداخلي. وأفاد أن الشعب التونسي لا يعرف إلا الوجه الدعوي لأنصار الشريعة من خلال قيامه بالخيمات الدعوية والقيام بالأعمال الخيرية، غير أنه تم الكشف عن ما اسماه الوجه المظلم لهذا التنظيم الإرهابي. وكشف أنه بناء على ما توفر من معلومات لا ترقى إلى الشك، أن أبرز قيادات تنظيم أنصار الشريعة ترددت على جبل الشعانبي إما للتدرب أو لتلقي التعليمات أو المشاركة في العمليات التي تم شنها على عناصر الجيش وقوات الأمن الداخلي. كما أن العديد من قيادات التنظيم ترددت مرارا على ليبيا بغرض عقد صفقات سلاح أو لتلفقي التدريبات مشيرا إلى أن جل العناصر القيادية تحولت إلى ليبيا بعد الثورة وعادت إلى تونس فيما تحول شق آخر إلى الجهاد قي سوريا. وأكد المدير العام للأمن العمومي في السياق ذاته الارتباط الوثيق بين تنظيم أنصار الشريعة وتنظيم القاعدة في المغرب الإسلامي من خلال العثور على نص المبايعة بين سيف الله بن حسين الملقب بأبي عياض وزعيم تنظيم القاعدة بالمغرب الإسلامي أبو مصعب عبد الودود، لافتا الانتباه إلى أن كل من يبايع أبو عياض من تنظيم أنصار الشريعة ثم يخالف أوامره تتم تصفيته جسديا. ولاحظ من جانب أخر ضلوع مجموعة من العناصر المتمتعة بالعفو التشريعي العام إبان الثورة وخاصة فيما يعرف //بمجموعة سليمان// في العمليات الإرهابية وتورطها في أحداث جبال الشعانبي. وقدم مصطفى بن عمر تفاصيل أخرى عن التنظيم العسكري لأنصار الشريعة من خلال رسم بياني يظهر أن أبو عياض هو //الشيخ// ويتكون الرؤساء من ثلاثة عناصر وهي محمد العوادي ومحمد العكاري وعادل السعيدي يلي ذلك مجموعة الأعمال التحضيرية وتتألف من 6 عناصر ومجموعة الدعم والتنفيذ وتتركب من 8 عناصر ثم مجموعة التعبئة بالأسلحة وتتركب من عنصرين اثنين. ورفض مصطفى بن عمر مد الإعلاميين عن عدد الأشخاص المنتمين إلى تنظيم أنصار الشريعة أو عدد الموقوفين أو الفارين معللا ذلك بسرية الأبحاث والتحقيقات. وأورد أيضا أن مصادر تمويل هذا التنظيم متأتية من بعض الدول العربية من ليبيا واليمن فيما تكتم عن التمويل من داخل البلاد مبرزا أن الأبحاث لا تزال متواصلة وجارة في هذا الجانب بحسب رأيه.