(تونس) انعقد صباح أمس الجمعة بقصرقرطاج المجلس الأعلى للأمن بإشراف رئيس الجمهورية محمد المنصف المرزوقي ورئيس الحكومة السيد علي لعريض وبحضور وزير الداخلية السيد لطفي بن جدو ووزير الشؤون الخارجية السيد عثمان الجرندي ووزير الدفاع السيد رشيد الصباغ والقيادات الأمنية والعسكرية لتدارس ما آلت إليه الاوضاع في سوريا خاصة بعد التلويح بتوجيه ضربات عسكرية ضدها. وعبّر وزير الشؤون الخارجية السيد عثمان الجرندي، عقب الاجتماع، عن خطورة ما بلغته الأحداث في سوريا خاصة بعد دخول الصراع الجاري في منعرج خطير تمثل في استخدام الأسلحة الكيميائية المحظورة دوليا ضد المدنيين مؤكدا إدانة تونس الشديدة اللجوء الى استخدام أسلحة محظورة أو اللجوء المفرط لاستعمال الأسلحة في الأحداث الجارية في هذا البلد من قبل الأطراف المتنازعة في انتظار ما ستكشفه تقارير اللجنة الأممية لتقصي الحقائق لمعرفة الطرف الذي لجأ إلى استخدام هذا النوع من الأسلحة. وبخصوص التدخل الاجنبي في سوريا أكد وزير الخارجية الموقف الثابت لتونس الرافض لأي تدخل اجنبي في اي دولة مستقلة مشيرا إلى التداعيات الوخيمة لهذا الأمر لا على سوريا فحسب بل على كامل بلدان المنطقة مما يستدعي البحث عن سبل تفعيل مختلف الآليات السلمية للحوار ولإيجاد حل سريع وناجع للأزمة على غرار مؤتمر جنيف 2 الذي تشجع تونس على إحيائه من جديد والمرور عبره لإيجاد حل سلمي للصراع في سوريا. كما أبزر الوزير في السياق ذاته النتائج العكسية التي خلفتها التدخلات الأجنبية في عدد من الصراعات المحلية سابقا وما ترتب عنها من تبعات وخيمة لازالت بعض آثارها موجودة إلى اليوم. وشدد السيد عثمان الجرندي على موقف تونس الثابت الداعي إلى تفعيل الآليات السياسية لإيجاد حل سلمي للازمة السورية حفاظا على أرواح المدنيين وضمانا لوحدة التراب السوري. وجدد وزير الخارجية التعبير عن التضامن المطلق لتونس مع الشعب السوري في نضاله ضد الديكتاتورية ومن أجل إرساء ديمقراطية حقيقية في بلده.