التونسية (تونس) أكد عشية أمس حمة الهمامي الناطق الرسمي باسم «الجبهة الشعبية» أن الجبهة الوطنية للإنقاذ قررت مواصلة نضالها وأنها ستمضي في التعبئة الشعبية السلمية ردا على رفض الائتلاف الثلاثي الحاكم «الترويكا» لمبادرة الرباعي الراعي للحوار الوطني. وأقر الهمامي خلال الندوة الصحفية التي عقدتها الهيئة السياسية لجبهة الإنقاذ عقب اجتماع المنظمات الراعية للحوار الوطني بأحزاب «الترويكا» أن الهيئة ستبقى في اجتماع مفتوح لمناقشة خطواتها القادمة «بصفوف موحدة ومعززة» على حد تعبيره. وأضاف في هذا الصدد: «من المؤسف ا ن يأتي رد «الترويكا» سلبيا ورافضا لمبادرة المنظمات الوطنية بعد كل انتظارات شعبنا وقد سجلنا عدم مسؤولية من «الترويكا» وخاصة من طرف حركة «النهضة» لذلك سنواصل عملية التعبئة وسنركز تحركنا على بعد غد الذي يتزامن مع اربعينية الشهيد محمد البراهمي وسنعمل في نفس الوقت على وضع خطة جديدة لعملية التعبئة ونحن ماضون في هذا النهج من اجل فرض ان تقبل «الترويكا» بمبادرة اتحاد الشغل وذلك من اجل إنقاذ تونس وإرجاعها على «سكة أهداف الثورة» التي ضحى من اجلها كثيرون فبلادنا لا تحتمل استمرار الأزمة». وحمل الهمامي «الترويكا» وخاصة حركة «النهضة» «مسؤولية إفشال مبادرة الرباعي الراعي للحوار الوطني ومسؤولية إفشال مقدمة المفاوضات» على حد تعبيره وتابع حديثه قائلا « لقد تبنت الجبهة الوطنية للإنقاذ مبادرة الرباعي الراعي للحوار الوطني دون تفكير وذلك تغليبا للمصلحة الوطنية وسعيا لإخراج البلاد من الأزمة الحالية لكن رد «الترويكا» جاء رافضا لمبادرة الرباعي بكل عناصرها خاصة في ما يتعلق باستقالة الحكومة وضرورة حصر أشغال وآجال عمل المجلس الوطني التأسيسي ووجدنا ان هذا الائتلاف الثلاثي متمسك بان تواصل الحكومة عملها بكامل صلاحياتها وأن يتابع المجلس أشغاله بنفس الصلاحيات إلى حين انتهاء مهام «التأسيسي» وأكثر من ذلك هي تريد اليوم ان تبقى إلى حين إنهاء مهامها التي رسمتها منذ الوهلة الأولى على أن يقع تنصيب حكومة انتخابات بعد ذلك تكون مراقبة من قبل المجلس الوطني التأسيسي وأكثر من ذلك سيكون عمل الحكومة والمجلس الوطني التأسيسي تحت غطاء القانون المؤقت المنظم للسلطات العمومية وبالتالي فرغم اللقاءات المتعددة والتصريحات المتضاربة حافظت «الترويكا» على موقفها وتمسكها بالسلطة دون مراعاة لما تمر به البلاد من أزمة خانقة وهذا يتنزل في باب المماطلة والتمويه وربح الوقت». و بين الناطق الرسمي باسم «الجبهة الشعبية» أن حركة «النهضة» تريد بسط نفوذها بالكامل على الإدارة التونسية وعلى مفاصل الدولة والحكم من خلال التعيينات الموجهة الأخيرة وهو ما اعتبره الهمامي تحضيرا ممنهجا لتزوير الانتخابات القادمة وأضاف «يريدون ان يجعلوا من كل شيء تحت سيطرة هذه الحكومة وتحت سيطرة أغلبية المجلس الوطني التأسيسي والتعيينات التي وضعوها وباركوها فهم يريدون التسريع في الانتخابات من اجل تزويرها ونحن نحملهم مسؤولية إفشال المبادرة الرباعية لكن الجبهة الوطنية للإنقاذ ستكون موحدة رغم كل المحاولات التي قاموا بها لتشتيت صفوفها وستكون الانطلاقة يوم أربعينية الشهيد البراهمي.» هو صك دون رصيد ومن جهته وصف الطيب البكوش الأمين العام لحركة «نداء تونس» رد «الترويكا» بمثابة «الصك بلا رصيد» يفهم من خلاله إغلاق «الترويكا» كليا لباب الحوار وقال في هذا الإطار « عندما تطلعنا في الوثيقة التي حملت رد «الترويكا» وقرأنا السطور وما بينها وجدنا انها مليئة بالفخاخ وأن الطرف المقابل قد أغلق باب الحوار وهو ما نعتبره إصرارا على مواصلة التحكم في دواليب الدولة والتمسك بالحكم زد على ذلك هؤلاء لا يريدون أن تكون الانتخابات القادمة شفافة ونزيهة». واستغرب الطيب البكوش رفض «الترويكا» للمبادرة رغم ما قدمته المعارضة من تنازلات مقرا أنهم سيبقون مجندين ومتوجهين نحو المقاومة السلمية حسب قوله.