يتواصل لليوم الخامس على التوالي نزول الأمطار في أغلب جهات البلاد بكميات كبيرة تسببت في بعض الأحيان في سيلان المياه في الأودية التي عرف منسوبها ارتفاعا ملحوظا مما أدى إلى أن بعض المناطق السكنية تأثرت بالمياه. وعلى الرغم من إيجابية الغيث النافع وتأثيره على الموسم الفلاحي الجديد واستبشار الفلاحين والمزارعين بنزل الأمطار بما يعود بالنفع على التربة والماشية وتغذية المائدة المائية وامتلاء السدود، فإن معضلة الاستعدادات لمجابهة موسم الأمطار من طرف الجهات المعنية والرسمية تظل مطروح باستمرار. ووفق التقرير الإعلامية فإن العديد من المناطق السكنية والبنية التحتية عرفت أضرارا متفاوتة نظرا لتدفق مياه الأمطار بكميات كبيرة، جعل مسالة استعدادات وزارة التجهيز والبيئة بمعية الأطراف المختصة تُطرح باستمرار مع كل خريف وتهاطل القطرات الأولى من الأمطار. وفي هذا الإطار كشفت مصادر من وزارة التجهيز والبيئة "للتونسية" خطة عمل الوزارة لمجابهة الأمطار والأعمال التحضيرية التي قامت بها في المدة الأخيرة حيث تمكنت مصالح إدارات التجهيز خلال الاشهر الثمانية الأولى من هذا العام من جهر وتنظيف حوالي 400 كلم من القنوات بمختلف الأحجام والأودية والمجاري الفرعية التي لها علاقة بمنشآت الحماية باعتبار التدخل المتكرر في البعض منها وصيانة وترميم ما يقارب 70 منشأة. كما تم إنجاز أشغال الصيانة عن طريق المقاولات المختصة بعد القيام بالمناقصات اللازمة، و تتدخل الإدارة أيضا مباشرة بمعداتها و آلياتها في بعض المواقع و ذلك بصفة دورية، وقد شملت هذه التدخلات عديد المدن من خلال استغلال الموارد البشرية و الوسائل المادية المتوفرة بثلاثة مراكز بكل من روادبأريانةونابل و صفاقس. وأضافت ذات المصادر أنه، يتم التدخل ايضا في منشآت الحماية من الفيضانات عن طريق المقاولات. فخلال السداسي الأول من هذه السنة تم إبرام صفقة إطارية لصيانة منشآت الحماية بولاية صفاقس كما تواصل إنجاز أشغال صفقات أبرمت سنة 2012 و تخص مدن ولاية تطاوين و ولايتي قفصة و سيدي بوزيد وكذلك صفقة إطارية لصيانة المنشآت بولاية نابل. وقد تبين من خلال التهاطلات الأخيرة التي عرفتها عديد الجهات وآخرها تلك التي نزلت يوم 3 سبتمبر 2013 أن هذه المنشآت قد أدت دورها بكل من مدن ولايات قبلي و توزر و قابسوقفصة و صفاقس و نابل و سليانة. هذا قد تم رصد 4.2 م.د خلال السنة الحالية لأشغال الصيانة و في هذا الإطار يتم حاليا إبرام 6 صفقات إطارية لصيانة منشآت حماية المدن من الفيضانات ب 13 ولاية و هي الكافوسليانة و تونس و منوبة و بن عروس و أريانة و زغوانونابل وسوسة والمنستير والقيروان والمهدية. و من المؤمل أن تنطلق الأشغال موضوع هذه الصفقات قبل موفى الشهر الحالي و ستمكن من صيانة و جهر حوالي 500 كلم من المنشآت في السنة. كما سيتم قبل موفى الشهر الحالي الإعلان عن طلب عروض لصيانة منشآت الحماية بكل من مدن ولايات مدنين و قابس و القصرين و جندوبة. وأكدت مصادرنا على أن الأضرار التي تحصل جراء التهاطلات العنيفة تهم خاصة الانجراف السطحي و الفتحات التي قد تحدث للحواجز الترابية و ركود المياه حذو المنشآت وشقوق في مستوى المنشآت المشيدة بالحجارة أو الخرسانة المسلحة التي تتضرر أسسها بمفعول الزمن وكذلك الترسبات التي تحصل على طول القنوات خاصة المغطاة منها، هذه الأضرار يتعين إصلاحها في أقصر الآجال و كذلك رفع الترسبات و في كل الحالات قبل موسم الأمطار لتتمكن المنشآت المائية من أداء دورها على أحسن ما يرام. وفي هذا الإطار تقوم الإدارة بوضع برامج سنوية لصيانة وتعهد هذه المنشآت يتم الانطلاق في تنفيذها منذ بداية السنة وتأخذ بعين الاعتبار تحضيرات موسم الأمطار وتتمثل أساسا في تعهد المنشآت المختلفة بالصيانة اللازمة والإسراع في معالجة ما قد يطرأ عليها من خلل و استكمال بعض المنشآت القديمة بأعمال إضافية تزيد في نجاعتها، و الحملات الدورية والاستثنائية لجهر المجاري وتنظيفها و رفع الأتربة و الأوحال التي تتراكم بعد سيلان المياه. علاوة على تقليع الأعشاب وجهر الأودية التي لها صلة بمنشآت الحماية مع تعديل وتوسيع مجاريها لضمان سيلان المياه. وإزالة فواضل البناء و في بعض الأحيان الفواضل المنزلية الملقاة داخل أو حذو منشآت الحماية.