يمر النجم الرياضي الساحلي بأزمة مالية غير مسبوقة حيث تضاعف حجم ديونه وشحت موارده خلال السنوات الأخيرة... فالنجم الذي تباهت جماهيره بميزانيته وبنتيجتها المحاسبتية الايجابية جدا أصبح اليوم عاجزا عن توفير أبسط الضروريات ونقصد بذلك أجور لاعبيه. و إذا أردنا الغوص في أسباب ما آلت إليه السفينة الساحلية فلا بد من العودة إلى عدة سنوات مضت لنقف على مسببات الأزمة التي يعيشها اليوم... في شهر ديسمبر 2009 انسحب معز ادريس من رئاسة النجم بعد أن توج الفريق في عهده بأغلى الألقاب فكان جزاؤه حملة مغرضة لكن هيئته تركت في الخزينة مليارا ونصف سلمتها لهيئة حامد كمون التي قامت ببيع عدة لاعبين وغنم النادي في سنة ونصف أكثر من 8 مليارات متأتية من احتراف اللاعبين في أوروبا ولم تشفع العائدات الهامة وقتها من توفير فائض مالي عند انتهاء المدة النيابية لهيئة الدكتور كمون حيث بلغ العجز قرابة المليار ونصف من مليماتنا... غادر حامد كمون وحل ركب هيئة حافظ حميد التي تميزت بتوتر العلاقة بين أعضائها الخمسة نتيجة تضارب في الأفكار واستراتيجيات العمل فانسحب راضي بن علي في ظرف وجيز ولحقه شكري العميري وفؤاد قاسم ومهدي العجيمي ووصل أمر الهيئة إلى المحكمة الابتدائية بسوسة التي حكمت بحل هيئة حميد وعينت متصرفا قضائيا يسهر على تسيير شؤون النادي إلى حين عقد جلسة انتخابية خارقة للعادة... هيئة حميد غادرت دفة التسيير تاركة عجزا قارب 5 مليارات إضافة إلى عدة قضايا مرفوعة ضد النادي من قبل اللاعبين. هكذا تطور العجز المالي في النجم أو جملة ديونه تضاعفت بشكل سريع لتصل إلى أكثر من 16 مليارا حسب آخر تقرير مالي بتاريخ 16 أوت 2013 بعد أن سجلت الميزانية فائضا بمليار ونصف قبل 3 سنوات و9 أشهر... ويمكن التأكيد أن أهم عامل تسبب في هذه الأزمة هو الانتدابات فالهيئات المديرة حادت عن سياسة هيئتي عثمان جنيح ومعز ادريس التي ارتكزت على انتداب لاعبين شبان وتكوينهم في النجم ثم الاستفادة منهم كرويا وبيعهم إلى الفرق الأوروبية مقابل مبالغ مالية هامة لكن في السنوات الأخيرة تغيّر توجه الهيئات المديرة إلى انتداب الأسماء الكبرى بمبالغ مرتفعة أثقلت ميزانية النادي وتسببت في تبخر أمواله زد على ذلك الترفيع في حجم الأجور الخاصة باللاعبين والمدربين مقابل تراجع عائدات الاستشهار نتيجة الظروف الاقتصادية التي عرفتها البلاد وتراجع نتائج الفريق في المسابقات القارية بعد أن عجز عن بلوغ الأدوار النهائية منذ نوفمبر 2008 كذلك انعدام مداخيل الملعب بما أن مباريات البطولة الوطنية وكأس افريقيا تدور دون حضور الجمهور ممّا جعل النادي يفتقد مداخيل كانت تقارب المليار ونصف كل سنة متأتية من بيع التذاكر والانخراطات والاشتراكات... هذه الأسباب مثلت جزءا من جملة أسباب وإن ساهمت في الأزمة إلا أنها لا تبرر سوء التصرف من قبل هيئة حامد كمون وخاصة هيئة حافظ حميد التي اعتمدت سياسة الانتداب العشوائي التي لم يستفد منها النجم مطلقا لا كرويا ولا حتى ماديا بل بالعكس زادت في حجم المصاريف وأربكت الموازنات المالية ورغم مجهودات هيئة رضا شرف الدين الذي يعتبر أكثر رئيس للنجم دفع من ماله الخاص لفائدة النادي فإن العجز تواصل وبلغ درجة تنذر بالخطر. الحلول موجودة والرغبة مفقودة النجم الساحلي صنع الرجال وكان سببا في ما هم عليه اليوم وهؤلاء أشبعونا خطبا وشعارات رنانة واعتبرهم الأحباء حكماء النادي ورجالاته لكنهم اكتفوا بالألقاب الشرفية وغابت أفعالهم فالتقرير المالي الأخير لم يوثق دعم الرؤساء السابقين وحتى كبار المدعمين لم يقدروا على جمع أكثر من 800 ألف دينار نصفها كانت في شكل هبات معنوية... عذرا أيها الكبار النجم ليس في حاجة إلى دعمكم المعنوي .. أنتم من تحتاجون إلى النجم وأنتم تقدمون للناس في الحفلات والجلسات الراقية واسم النجم يسبق أسماءكم فأين أنتم اليوم والنجم يستغيث بكم وهل عجزتم عن رد الجميل لهذا الصرح الكبير... على كل حال لم يبق للنجم غير الطبقة الشعبية من جماهيره التي تعد بمئات الآلاف وحسب ما رصدناه في الشارع والمقاهي وعلى شبكة التواصل الاجتماعي فإن هؤلاء الفقراء على أتم الاستعداد لدعم النجم وهم ينتظرون وصول لجان جمع الأموال للمساهمة في إنقاذ جمعيتهم لا لشيء إلاّ لأنهم عشقوا النجم وحبهم له أصدق من حبكم...