التونسية (تونس ) بعد صمت طويل وغموض في المواقف توجه « مصطفى بن جعفر» رئيس المجلس الوطني التأسيسي ليلة اول امس الى الشعب التونسي بخطاب على القناة الوطنية الرسمية دعا فيه النخبة السياسية الى الدخول في حوار مباشر دون شروط مسبقة وتجنب استنساخ السيناريو المصري في تونس قائلا «لن نرضى بتقسيم تونس». .. خطاب «بن جعفر» قال عنه بعض المراقبين للشأن السياسي انه لم يحمل الجديد لكنه كرس الانطباع السائد بان «التكتل» و«المؤتمر» ينتظران نتيجة الحوارات الجارية للحسم في المسألة , وانه لم يرق الى المستوى المنتظر سيما في ما يتعلق بحسم الجدل حول وضعية المجلس التأسيسي بقدر ما كان فرصة للبروز في ثوب مرشح انتخابي يدافع عن حظوظه وليس كمسؤول وطني وشريك في الحكم في حين رأى البعض الآخر أنه محاولة لإطفاء نار الانقسامات والاحتجاجات والخروج من الازمة الراهنة بأقل الاضرار. «التونسية» رصدت انطباعات نخبة من الوجوه السياسية حول هذا الخطاب فكانت الاجوبة التالية . قال «زهير المغزاوي» عضو المكتب السياسي ل «حركة الشعب» قال انه ليس هناك تطورات جديدة في المشهد السياسي تدفع «مصطفى بن جعفر» الى التنازل او التراجع عن مواقفه السابقة والمتعلقة بتجميد نشاط المجلس الوطني التأسيسي وانحيازه الى تكوين حكومة كفاءات , مضيفا ان المفاوضات لم تراوح مكانها بل عادت في اغلبها الى نقطة الصفر على حد قوله. واستغرب «المغزاوي» ممّا أبداه بن جعفر في خطابه ليلة اول امس , مشيرا الى ان هذا الاخير قد تعرض الى هرسلة و مورست عليه ضغوطات من طرف «الترويكا» الحاكمة بعد ان استقوت حركة «النهضة» على المعارضة بتقربها من حركة «نداء تونس». وأوضح «المغزاوي» ان حركة «النهضة» اصبحت تتحدث عن مبادرة رئيس الحكومة «علي العريض» عوضا عن مبادرة الاتحاد العام التونسي للشغل قائلا « الازمة السياسية مازالت مفتوحة على عديد الاحتمالات وكل السناريوهات متوقعة». رسالة ذكية من جهته قال «عبد الستار بن موسى» رئيس الرابطة التونسية للدفاع عن حقوق الانسان ان «مصطفى بن جعفر» تحدث هذه المرة كمسؤول عن المرحلة الانتقالية وليس كرئيس المجلس التأسيسي , مضيفا ان هذا الاخير تكلم بمرارة عن خيبة الامل في عدم توافق الاطراف الراعية للحوار الوطني . وأوضح «بن موسي» ان بن جعفر بدا متحفظا بعض الشيء في انتظار معرفة مسار موازين القوى في البلاد نهاية الاسبوع الحالي ,قائلا «بن جعفر بصدد انتظار ما سيحدث من حسم الاسبوع المقبل في ظل دعوات المعارضة إلى النزول الى الشارع ودعوات الاطراف الاخرى الى الحسم في اربعينية الشهيد «محمد البراهمي» . كما اكد «بن موسى» ان «بن جعفر» لم يخف في خطابه وقوعه في مأزق بسبب تعليقه اشغال المجلس التأسيسي وتعرضه الى ضغوطات من «الترويكا» الحاكمة سيما بعد تكراره كلمة «مانخاف من حد»,مشيرا الى ان هذا الأخير لم يقم بدعوة مباشرة ولم يتخذ اي قرار في ما يخص عودة المجلس التأسيسي الى سالف نشاطه, مستنكرا في الآن ذاته اكتفاءه بدعوة النواب للاجتماع في انتظار ما ستؤول إليه الاحداث الاسبوع المقبل. و اضاف « بن موسى» ان رسالة «بن جعفر» كانت ذكية استعمل فيها حرف «السين» اي سأدعو ... سأقوم وانها كانت رسالة ضغط اكثر منها رسالة لاستئناف لاشغال المجلس على حد تعبيره . منحاز ل «الترويكا» من جانبه قال «الجنيدي عبد الجواد» الناطق الرسمي باسم حزب المسار ان «مصطفى بن جعفر» لم يوضح للرأي العام ماذا يريد و لم يحدد توجهاته وماذا سيفعل كرجل سياسة في هذه المرحلة التي وصفها بالحرجة مضيفا ان هذا الاخير ظهر وكأنه طرف منحاز ل «الترويكا» بالرغم من اقتناعه بان هذه الاخيرة رفضت عمليا مبادرة الاتحاد. وأشار الجنيدي الى انه لم ير خطوة ايجابية في اتجاه فرض الحوار الحقيقي وفسح المجال للتوافق من اجل انتخابات حرة وتكوين منظومة سياسة واضحة . افتراء وكذب اما «خميس كسيلة» القيادي في حركة «نداء تونس» فقد قال ان في خطاب «بن جعفر» افتراء وكذب واضحين على مواقف النواب المنسحبين وكذلك احزاب المعارضة وجبهة الانقاذ مضيفا ان هذا الاخير القى خطابا مجانبا للحقيقة وكأن الازمة السياسية غير مستفحلة في تونس وكأنّ الخطر غير قائم وكأن الوضع الاقتصادي ليس في الحضيض على حد قوله وأشار «كسيلة» الى ان كلمة «بن جعفر» فاجأت النواب المنسحبين سيما وانه قدمهم وكأنهم «طرف في القطيع» على حد تعبيره داعيا اياه الى تصحيح ما قاله للرأي العام , قائلا «لن تكون لنا معه لقاءات ولن ندخل قبة التأسيسي قبل استقالة الحكومة». تعرض الى ضغوطات من جانبه قال « سامي الطاهري» الناطق الرسمي باسم الاتحاد العام التونسي للشغل ان «بن جعفر» اكد ضمنيا في خطابه انه تعرض الى ضغوطات من طرف «الترويكا» الحاكمة , مضيفا انه لم يقدم مبررات ولا حلولا لقرار تعليق نشاط المجلس التأسيسي.وأشار «الطاهري» الى ان «بن جعفر» لم يرفع اللبس عن الوضع السياسي الراهن واكتفى بالقول ان الحوار يجب ان يكون بلا شروط, مضيفا ان هذا الاخير لم يأت بالجديد ولم يقدم الحلول كرجل دولة قائلا «إنّ المنظمات الراعية عانت من تقلبات المواقف وازدواجية الخطاب خاصّة أنّ بعض الأطراف دخلت الحوار للمناورة فقط وربح الوقت».