لو كان ابن خلدون بيننا الآن لخصّص فصلا من فصول مُقدّمته عنوانه : ولعُ الانتهازيين بالتمديد لِمزيد الكسبِ ومواصلة العيشِ الرغيد. وذلك أنّ النقابي أو الحقوقيّ أو الناشط في المُجتمع المدنيّ إذا قذفت به الصدف إلى مواقع القيادة وانفتحت أمامه الخزائن (...)
ظهر للعيان و تأكّد للعاقلِ أنّ فائض الحقد الذي تحمِله طوائفُ و أحزابُ و أعراقُ و أقاليم و مذاهبُ الدولة الواحدة من العالم المُتخلِّف على بعضهم البعض يكفي لِتفجير قارّة كاملة لا دولة فقط، لِذلك لا يبذل أَعداء و مُنافسو هذه الدول التعيسة جُهدًا كبيرًا (...)
كان أبي فلاّحًا بلا أرضٍ، يفلحُ "طبايب" مالكين استقرّوا بالعاصمة وبمدن ساحليّة أُخرى منذ خمسينيات وستينيات القرن الماضي. يبذرها حفنة حفنةً ويحرثها بالماشية ثلمًا ثلمًا ويحدث أن يفلح أرضًا عذراء لم يثلمْها من قبل محراثٌ ولم يسبقه أَحدٌ في بذرها إمّا (...)
يُحكى أنّ أحد الأطفال لم يُدرِكْ أباه حيًّا و كان يسأل دوما أمّه عن سبب كره الناس لأبيه الميّت، فما سمع يوما أحدهم ترحّم على روحه أو ذكر عملا صالحا قام به، أو قال عنه كلمة طيبة تجعل الطفل اليتيم يعتزُّ بِابيه و يُفاخر أترابه بِمناقب و ...
التفاصيل (...)
تتعاظمُ ثروة رجالُ الأعمال في الدول المتقدِّمة . و يتّسِعُ مجالُ نشاطهم لأنّهم ابتكروا أساليب جديدة في الإنتاج، أو طوّروا طرقًا قديمة في التسيير، أو اخترعوا مُنتجًا لم يكن موجودًا، أو اكتشفوا دواءً أو اقتحموا أسواقًا جديدة لِترويج إنتاجهم، أو درسوا (...)
يُحكى أن قريتين كانتا تعيشان في وئام وهناء و تناغمٍ إلى أن قدِم غريب يحمل معه ديكين و أهدى كل قرية واحدا منهما و أَشار عليهما بتنظيم صراع للديكين لِتمضية الوقت و الترفيه عن الأنفسِ و واصل كرمه فشيد على الحدود الفاصلة بين القريتين مضمارا للنزال. تكفل (...)
انعقد اجتِماعٌ تحت إشراف الرئيس المُدير العام حضره أعضاء مجلس الإدارة و مُدير التزوّد و التزويد و المدير المالي و مُدير المُحاسبة و المُدقّق المالي الداخلي و سائقي الشاحنات و رئيس مصلحة البارك و رئيس مصلحة الصيانة و الإصلاح و رئيس مصلحة الصيانة و (...)
اجتمعَ الرئيسُ المُدير العامُّ بموظّفيه وعملتهِ في نِهاية سنة شهدت مؤسّستهم تطوّرَ إنتاجها وغزت منتوجاتها وخدماتها أسواقًا جديدة واعدة، فتضاعفت أرباحُها قُرابة الثلاثة أضعاف. وكان العملةُ و المُوظِّفون يُمنّون أنفسهم أن يَزُفَّ لهم الرئيس المُدير (...)
هَطَلَ مطرٌ غزيرٌ ففاض النهر وهدر تيّاره وأرعد وأزبد وجرف ما كان قريبًا من عدوتيه من عربات وحيوانات وأثاثٍ ومحاصيل فلاحية كالتبن وأكوام سنابل القمح والشعير، بل اقتلع تيّاره الجارف الأشجار والصبّارَ وهدم بعض المنازل والأسوارِ. كان أحد شباب البلدة (...)
يُحْكى أنّ بلدًا انتفضَ شعبُها للتخلُّصِ من الظّلم و الاستبدادِ والقضاء على دابرِ النهبِ و الفساد، و رفعَ شعارات غايةً في الوضوحِ و الصراحةِ، تُطالبُ بالشُّغل لِحفظ الكرامةِ، و بِمحاسبة اللصوصِ، وبالتوزيع العادل لِفرص العملِ و للأملِ. كانت مطالبٌ (...)
استودع تاجِرٌ رَجُلاً مائةَ طنَّ من الحديد قبل سفره في رحلة تجاريّة بعيدة ثُمّ عاد بعد السفرِ يطلبُ استرجاعَ أمانته من الرجل الذي استأمنه على الحديدِ، و لكنّ الرجل فرّط في الأمانة بِبيعها و استأثر بِثمن الحديد لِنفسه فقال للتاجر ...
التفاصيل (...)
إنّ الصور التي نُشاهدها والشهادات التي نسمعها عمّا جرى ويجري في القطاع العام من النهب والعيث والفسادِ والتخريب والتدمير تُدمي القلوب وتُدمعُ العيون. لِماذا تحتكِمُ البلاد على كلِّ هذه الثروات الطائلة وتتداينُ ؟ لِماذا تُنتجُ أرضنا كلّ هذه الخيرات (...)
بعد أن تبيّن بالكاشف جهل البعض من النخبة و الإعلاميين والساسة للشأن النقابي و ليتهم احترموا آداب الجهل بالشيء وذلك بِعدم الخوض فيما لا يعلمونه، بل يرتمي الواحد منهم في موضوع تنقيح الفصل 20 من القانون الأساسي للمنظّمة وهو لا يُفرِّق بين سلطات القرار (...)
استبشر أهالي الطويرف وما جاورها من العمادات بِإحداث معتمديّة، احتفلوا بالحدث وأقاموا الأفراح ولعلّ البعض منهم فكّر في نحر الخرفان تعبيرًا عن سروره وغبطته. كان يوم الإعلان عن إِحداث المعتمديّة «زردة» تُبُودلت فيه التهاني وعمّ السرورُ وطفح البِشرُ على (...)
لاحظتُ ولاحظ الجميعُ في كلّ الفرق الأوروبيّة لكرة القدم ظهور وجوه شابّة موهوبة لأوّل مرّة، لاعبون صغارُ السنِّ يبرزون من دورة إلى دورة. وجوه جديدة شابّة، بل بعضها في مرحلة الطفولة، لم نكن نسمع بها في الدورة السابقة ولا حتّى ...
التفاصيل تقرؤونها في (...)
بعيدًا عن الكلام الفضفاض والمصطلحات الطنّانة الرنّانة والقوالب الجاهزة التي احترفَ رهطٌ سردها ميكانيكيًّا لِيُظهِر سعة معرفته ويحجز مكانًا له مع النخبة المثقّفة والخبراء والساسة. يُردِّدُ هذا الرهط مصطلحات لا يفقه معناها، ولا يعرف مجالات تطبيقها، بل (...)
رغم ارتدائه قشابية وطريقة كلامه التي لا تختلف عن لهجة الجهة فإن أَناقته وماركة حذائه ونظارة وجهه وصفاء جلدته، رغم تقدمه في السن، مازالت أَسنانه نضيدة ويده لما صافحني لم تكن كأَيادي الفلاحين يابسة صلبة بفعل المنجل والمعول والمحراث، ...
التفاصيل (...)
جمعيات تُرْصِدُ، تُحْصي، تُحلِّلُ، تُصغي، تُهاتِف، رأسمالها حواسيب و هواتف ذكيّة، يتسكّعُ أعضاؤها من مقهى إلى مقهى و من ندوة إلى ندوةٍ و من نُزل إلى نُزلٍ يحتسون القهوة و يُدخِّنون السجائر و يشربون المشروبات و يتبادلون النكات. فتيات و فتيانٌ في (...)
استُكْمِلَ تنصيبُ المجلس الوطني للجهات والأقاليم بِمركزيته، وأقاليمه، وولاياته، ومعتمديّاته، و انتَخَبَتْ كلّ عمادة أحد أبنائها لِيُمثِّلها في هذه المجالسِ، فيُسمع صوتها مُباشرة، دون وسيطٍ لم تختَرْه،بعد تغييب دام لِعقودٍ وتعتيمٍ كتم الأنفاس. إنّ (...)
هنالك أحداث و مناسبات تترسّخُ في الذاكرة السحيقة، لا تُفارقنا طيلة الحياة، تعود بعد كلّ عام و يأبى القلب و العقل نسيانها، تُدغدغُ الحواسّ، و تُهيجُ الشجون، و تصهر شغاف القلبِ كلّما انفرد الواحد بِنفسه و سبر أغوارها و عاد إلى الماضي ...
التفاصيل (...)
في شهر رمضان تجتمع العائلات حول مائدة الإفطار. موائد تختلف من طبقة إلى طبقة منها من ترزح تحت أصناف فاخرة من اللحوم و السمك و الغلال و المشروبات و منها من تحمل إفطارًا بسيطًا لا يختلِف كثيرًا عن وجبات بقيّة الأشهر. رمضان شهر «اللمّة» العائليّة في (...)
تنزلُ الخنازير من الجبل إلى السهول والحقول ليلاً لِتقتات من النباتات والزواحف فتعيثُ في الزرع والشجرِ فسادًا ثمّ تعود إلى حظائرها قبل أن ينبلج الفجر ويستيقظ سكّان البلدة الذين يكنّون للخنازير عداوة واضحة الأسبابِ. أليست الخنازير من يُتلِف في ليلة ما (...)
اشتكى الولدُ إلى أُمِّه زُهدَ مبلغ مصروفه مُقارنة بِبقيّة أصدقائه الذين يأخذون يوميًّا من آبائهم ضعف أو أكثر ممّا يتركه له والده فوعدته أمُّه بِإخبار أبيه و بالسعي لديه حتّى يستجيب لِما يطلبه. ثُمّ لمّا رجع الأبُ في المساء فاتحته الأمّ في موضوع (...)