كان باولو روسي على مشارف الغياب عن كأس العالم 1982 و لكنّ المحكمة خفّفت الحكم الصادر ضدّه من ثلاثة سنوات إلى سنتين فخرج في النصف الثاني من موسم 1981 – 1982 و كأيّ خارج من السجنِ حديثًا لم تكنْ معنوياته على أحسن ما يُرام و كانت الصحافة تجلده جلدًا (...)
في بِداية الستينات، و قبل وصول تجربة التعاضد إلى ريفنا، وبعد أقلّ من عشر سنوات من تاريخ استقلال البلاد، ولمّا كانت كلّ موادّ بناء منازلنا، المتناثرة دون انتظام، محليّة بحتة، من أشجار غابتنا، وطين تربتنا، وأحجار شعابنا، وسباسب هضابنا، وقصب وادينا. (...)
لكي يشعر التلامذة الصينيون بالمسؤوليّة فيهتمّون بِتحصيل العلم والأدبِ، وينكبّون على دروسهم، ويسعون بجدٍّ للتعلّمِ، ويبذلون أقصى جهودهم في سبيل النجاح، يُنظِّم المُشرفون على تعليمهم زيارات إلى أماكن عمل الأولياء حتى يُشاهد التلامذة معاناة آبائهم في (...)
كان الحفيدُ يُباهي و يتفاخر بِكثرة أصدقائه، وكلّما عاد متأخِّرًا سأله جدّه أين كان إِلى حدِّ هذه الساعة ؟ فيُجيبه الحفيدُ مرّة عند صديقي قاسم، ومرّة مع صديقي أحمد، ومرّة مع صديقي خليل، ومرّة عند صديقي فلان، ومرّة مع صديقي علاّن. كان الجدُّ (...)
هو طريق ينطلق من قنطرة ملاق، ويمرُّ عبر معتمديّة الطويرف، وينتهي في ساقية سيدي يوسف، وهو طريق يُمثِّل الشريان الرئيسي بالنسبة للمعتمديتين. وقد استبشر الأهالي بالشروع في تهذيبه، و انتظروا نهاية أشغاله بِفارغ الصبر لِترويج إنتاجهم، ولإِحداث حركيّة (...)
لأوّل مرّة يعترضني دون بدلته الرسميّة كسائق لأحدِ الرؤساء المديرين العامّين لِمؤسّسة عموميّة كبيرة، ولو كان اليومُ عُطلة لما أعرتُ لِهذا التغيُّرِ أهميّة، ولكنّ اليوم هو يوم عملٍ، والساعة هي العاشرة صباحًا، فخمّنتُ أنّه في رخصةٍ مرضيّة أو أُطرِد من (...)
كان ارتداءُ الشعرِ المستعار "الباروكة" في بريطانيا و الدول الغربيّة يقتصر على فئة مُعيّنة، كرجال القانون من قضاة، ومُحامين، ومن أهل الفنِّ و الأدب كالكتّاب، و الشعراء، والرسّامين، و المسرحيين، ونُخبٍ أُخرى برعت في ميادينها، وأبدعت في أعمالها، و (...)
جلس في شرفة شقته المطلة على الشارع الرئيسي من الطابق السابع لعمارةٍ كبيرةٍ. استلقى على كرسيّه النصف دائري و أغمض عينيه، فعاد أربعين سنة إلى الوراء، إلى ذات عشية لما نشر الجبل ظله على بيوت العشيرة، و بدأت قطعان الغنم تعود من ال(ق)رعة و هي ممتلئة (...)
زعموا أنه كان في غابة يُقال لها "حَشْحوشْ" أسدٌ يُدعى "العَمْروصيٌّ" و فيلٌ يُدعى "البُرْواقٌ". و كان في الغابة غُرابٌ و ذئبٌ اشتهرا بمكرهما و لؤمهما و نذالتهما، يكنّان "للعمروصي" عداءً دفينًا و كرهًا شديدًا و حقدًا كبيرًا، فالأسد كان محبوبًا من (...)
شوهد نسرٌ يُحلِّق في السماء حاملاً على ظهره حيّةً، فاندهش الناس من المشهَدِ وتحلّقوا جماعات جماعات يُشيرون إليهما بأياديهم، و بِرؤوسهم، وبما كانوا يحملون من العصيِّ و الأغراض الخفيفة التي يسهل رفعها بِيدٍ واحدةٍ، واشرأبّت الأعناق نحو الأعلى، واتّجهت (...)
شاهدتُ الحافلات العموميّة الجديدة و الأنيقة، المكتوبة أرقامها و وجهاتها بالضوء الأحمر في مقدِّماتها، تسيرُ في الطرق فهزّني الفرحُ و غمرتني السعادة وشعرتُ بالنخوة و الفخر و الاعتزاز. تونس الجميلة، الأنيقة التي، لولا وقفة البعض من أبنائها ضدّ صفقة (...)
للغربِ وأذنابه من المُكلّفين بِأدوارٍ قذرة، كبعض القنوات الإعلاميّة، أساليب وألاعيب دنيئة وقميئة في إيهام الشُّعوب الأخرى بِديمقراطيّته ووعيه وإنسانيته وتحضّره وصحوة ضميره وحرّيته. تتمثّلُ هذه الأساليب والألاعيب في تطبيق طريقة "الجرعات المُخدِّرة" (...)
زعموا أن بعوضةً و قرادا التصقا بِخصرِ حصانٍ يقتاتان من دمه. عاشت الحشرتان أيّامًا طويلة في وئام و تفاهمٍ يجمع بينهما الودّ و ترون حولهما أجواء من السعادة والدعة و السكينة، ينعمان بِوفرة الغذاء، و دفئ الكنِّ، يشفطان دم الدابّة هنيئًا ويتلمظان طعمه (...)
هنالك رهطان يستعديان العمل النقابي عداءً شديدًا ويحقدان على النقابيين حقدًا دفينًا : الرّهطُ الأوّل لا يُؤمنُ أصلاً بالعمل النقابي لأن عقيدته تُحرّمُه وتُجرِّمه، تعتبِره بِدعةً، وكلّ بِدعة هي ضلالة، وكلّ ضلالة في النار، والعمل النقابي بالنسبة لهؤلاء (...)
زعموا أنّ حمامةً بنت عُشّها على شجرة حورٍ سامقة. و كان بالقربِ من الشجرة بُحيرة تعجُّ بضفادع لا تكفُّ عن النقيق كامل الليل، و إِسطبلُ حميرٍ كثيرة لا تتوقّف عن النهيق طوال النهارِ. كانت الحمامة، قبل تفقيس بيضها، تتحمّل ذلك صابرة صاغرة و لكنّ عيل (...)
لو كان ابن خلدون بيننا الآن لخصّص فصلا من فصول مُقدّمته عنوانه : ولعُ الانتهازيين بالتمديد لِمزيد الكسبِ ومواصلة العيشِ الرغيد. وذلك أنّ النقابي أو الحقوقيّ أو الناشط في المُجتمع المدنيّ إذا قذفت به الصدف إلى مواقع القيادة وانفتحت أمامه الخزائن (...)
ظهر للعيان و تأكّد للعاقلِ أنّ فائض الحقد الذي تحمِله طوائفُ و أحزابُ و أعراقُ و أقاليم و مذاهبُ الدولة الواحدة من العالم المُتخلِّف على بعضهم البعض يكفي لِتفجير قارّة كاملة لا دولة فقط، لِذلك لا يبذل أَعداء و مُنافسو هذه الدول التعيسة جُهدًا كبيرًا (...)
كان أبي فلاّحًا بلا أرضٍ، يفلحُ "طبايب" مالكين استقرّوا بالعاصمة وبمدن ساحليّة أُخرى منذ خمسينيات وستينيات القرن الماضي. يبذرها حفنة حفنةً ويحرثها بالماشية ثلمًا ثلمًا ويحدث أن يفلح أرضًا عذراء لم يثلمْها من قبل محراثٌ ولم يسبقه أَحدٌ في بذرها إمّا (...)
يُحكى أنّ أحد الأطفال لم يُدرِكْ أباه حيًّا و كان يسأل دوما أمّه عن سبب كره الناس لأبيه الميّت، فما سمع يوما أحدهم ترحّم على روحه أو ذكر عملا صالحا قام به، أو قال عنه كلمة طيبة تجعل الطفل اليتيم يعتزُّ بِابيه و يُفاخر أترابه بِمناقب و ...
التفاصيل (...)
تتعاظمُ ثروة رجالُ الأعمال في الدول المتقدِّمة . و يتّسِعُ مجالُ نشاطهم لأنّهم ابتكروا أساليب جديدة في الإنتاج، أو طوّروا طرقًا قديمة في التسيير، أو اخترعوا مُنتجًا لم يكن موجودًا، أو اكتشفوا دواءً أو اقتحموا أسواقًا جديدة لِترويج إنتاجهم، أو درسوا (...)
يُحكى أن قريتين كانتا تعيشان في وئام وهناء و تناغمٍ إلى أن قدِم غريب يحمل معه ديكين و أهدى كل قرية واحدا منهما و أَشار عليهما بتنظيم صراع للديكين لِتمضية الوقت و الترفيه عن الأنفسِ و واصل كرمه فشيد على الحدود الفاصلة بين القريتين مضمارا للنزال. تكفل (...)
انعقد اجتِماعٌ تحت إشراف الرئيس المُدير العام حضره أعضاء مجلس الإدارة و مُدير التزوّد و التزويد و المدير المالي و مُدير المُحاسبة و المُدقّق المالي الداخلي و سائقي الشاحنات و رئيس مصلحة البارك و رئيس مصلحة الصيانة و الإصلاح و رئيس مصلحة الصيانة و (...)
اجتمعَ الرئيسُ المُدير العامُّ بموظّفيه وعملتهِ في نِهاية سنة شهدت مؤسّستهم تطوّرَ إنتاجها وغزت منتوجاتها وخدماتها أسواقًا جديدة واعدة، فتضاعفت أرباحُها قُرابة الثلاثة أضعاف. وكان العملةُ و المُوظِّفون يُمنّون أنفسهم أن يَزُفَّ لهم الرئيس المُدير (...)