لم يمت شهيدا ولا ضحية، فقط هي المعاجم شاخت وشاخت معها أجهزتها المفهومية فظلت عند حدود المستطيل الذي قبر فيه جسده بعد صعقة كهربائية أردت به قتيلا. ولكنه كان يضحك، صورته التي غزت مواقع التواصل الاجتماعي أبانت بذلك، وربما يضحك أكثر هناك، فيما نسمّيه (...)
ما من شكّ الآن أنّنا إزاء دولة هووية، لا همّ لها إلا الاقامة على فوهة الأصوليات المعاصرة، والسقوط في فخاخ الجريمة المقنّنة، إذ لم يعد يشبع آلاتها القمعية غير القمع والبطش، حتّى أنّها تتحوّل في أحيان إلى ما يشبه تيتانيّ جديد يتغذّى من قطف الرؤوس (...)
لم يبادروا الدولة بالعداء، ولكن حين جوّعهم فرزها الأمنيّ قرّروا الجوع أكثر، ثمانية وعشرون مضربا عن الطعام منذ يوم 17 ديسمبر الجاري بالنيابة على رفاقهم، هم الآن في مقرّ الاتحاد العام لطلبة تونس، يخمشهم الصقيع، يفري عظامهم فريا، وتصير الأمعاء من شدّة (...)
في الوقت الذي تفتح فيه المدارس أبوابها لعودة تلك البراعم المتعطشة إلى آخر قطرة من المعرفة في سلّة الوطن الذي قايضه الإرهاب بمدية القمع، والمتعطشة أيضا إلى آفاق جديدة غير تلك الروضات الملفعّة بغير قليل من مناهج تلقين الخرافة، هناك من يطلّ علينا (...)
هل ثمّة ما يدعو الآن إلى مهادنة هذا العقل الصنمي؟ ألا يعدّ هذا المثقف السلطوي نتاجا لذلك العقل؟ أليس دور الفنّان أن يكون دائما ذلك الضوء الذي ينير عتمة الكوكب الإنساني؟ لا بيروقراطيا يكرّس تلك الخردة الفنّية في قوالب الإيديولوجيات؟ وهل ثمّة أيضا ما (...)