في جندوبة لم يَتَغَيّرْ شيءٌ كان أبي يستيقظُ في الفجرِ يُصَلّي في البيتِ بلا آيات وبلا سُوَرٍ وبلا رَكعاتٍ أو سَجْداتٍ وبلا سَجّادٍ كانَ يُصَلّي، كنتُ أصيخُ لهُ يستغفرُ ثمَّ يُعيدُ الاستغفارَ ويطلبُ عفوا عن ذنبٍ لا يعرفُهُ «يا رَبّي سِتْرِكْ (...)
ها نحنُ أخيرًا لا نَدْرِي هلْ نمْضِي بِحَمَاسٍ لَيْلاَتٍ أُخْرَى ونُعِدُّ وَلِيمَةَ عِيدِ الحُبِّ بِسَاطًا مِنْ عُشْبٍ ورَوَائح مِنْ قِمَمِ الجَبَلِ العالي (الجبلُ العالي لا يَسْكُنُهُ الارهابِيُّونَ كما زَعَمُوا.. بل زقزقةُ القِممِ الأبديّةُ الأعلى (...)
عَصْرٌ من الظلماتِ نحياهُ وما جاءَ الرسولُ ولمْ يَرَ اللّهُ من الأمراءِ والزعماءِ والرؤَساءِ ما أوْصى به التاريخ لم نَرَ مَا به ندعو لكم بالخُلْدِ نحن نُحبّكم! اللّحْمُ في أجسادنا من خيركُم والضوْءُ في أبصارنا من نورِكُمْ وهواؤنا ممّا تنفّستُم وما (...)
أول صرخة أطلقها بلسان القلم عند ولادتي في كلمة جديدة! هذا هو الانطباع البديهي الذي يحدثه فيّ التفكير في الكنعاني المغدور... وكل محاولة لإعادة ترتيب الذاكرة والأحداث والزمن والصور والكلمات تجعل التاريخ في مرآة الذاكرة أشبه بجدارية تشكيلية كبرى محفوفة (...)
عرفته في بداية التسعينات وكان يتقد حماسا ونشاطا، كنت في تيهي أجوب الخضم وأنازل أعداءً لم تتشكل ملامحهم الى حدود تلك المرحلة: القمع والجوع والظلم والتعتيم.
لم أكن أملك سوى بعض القصائد وبعض الاصدقاء وكان من بينهم الدكتور المنوبي الصولي الذي عرفته في (...)
سبق نشر لأوتار
ستكونُ لي لُغتي
أطَوِّعُها كصلْصالٍ إلهيٍّ
وأعْجنُها كخبزٍ آدَميٍّ،
عندما أحتارُ في تشْكيلها، سأُلَعْثِمُ الأفكارَ
ثمَّ أذوبُ في صُوَرٍ بلا إيقاعها
كنهايَةِ الأخْدودِ في جُرْحِ الخيالِ
وفي يَقينِ الظلّ يَنْتَشرُ الضياءْ
ستكونُ لي (...)