سيبقى نجيب محفوظ أحد أهمّ الأقلام المُثيرة للجدل في تاريخ الأدب العربي. ليس فقط لأنّه الوحيد الذي جرجر جائزة نوبل إلى الحوش العربي وساهم بذلك في لفت إنتباه كلّ سكّان الأرض إلى هذا الجزء الرمليّ الموحش من الأدب الإنساني الذي كان يتعامل معه باستخفاف (...)
يعتقد الكثير من الكتّاب العرب، أنّ أدب الخيال العلمي، أدب حديث ومتأخر عن بقيّة المدارس الأدبيّة. لكنّ المفارقة أنّ أدب الفنطازيا والخيال العلمي، هوّ الأب الشّرعيّ لكلّ الآداب والفنون, فالله علّم جدّنا آدم الأسماء كلّها قبل وجودها الحسّيّ والماديّ (...)
لطالما أسعد الصديق المحامي والنّاشط السّياسيّ والشاعر، خالد الكريشي قلبي، وقد أرسل لي بمخطوط لمجموعة قصصيّة من جنس القصّة القصيرة جدًا وطلب رأيي، فخيّرتّ أن يكون رأيي علنا، فقد تكون الإفادة أشمل وأعمّ. أوّلاً، وسأعلنها بصراحة: أنا شديد الحذر في (...)
1986 كانت سنة مميزة في حياتي. سنة لا يمكن بأيّة حال أن أنساها، فقد كانت السّنة التي من المفروض أن يتحدد فيها مصيري كلّه، أمّا البقاء في القيروان وللأبد، أو الإنطلاق صوب عالم الله الرّحب الواسع. كانت سنة الباكالوريا. وشهادة الباكالوريا في تونس، تعتبر (...)
يبدو أنّ هناك سوء فهم مربك فيما يتعلّق بالجوائز الأدبيّة العربيّة ،فقد انحرفت عن أهدافها وتداخلت كما هوّ الحال في أغلب الأحوال، كلّما تعلّق الأمر بهذه الأمّة الحائرة في واقعها الجائر...فالمفروض أنّ الجوائز الإبداعيّة، تخدم الإبداع وتساهم في تطوّره (...)
و ذي سنة 2025، تدخل مرتبكة، ومازالوا يشتمونك كل مساء بكلّ الحانات يا أولاد أحمد...يقولون إنّك لم تكن شاعر تونس الأهمّ ويعدّدون أسماء ثلاثين شاعر على الأقل أهمّ منك. لا أعرف منهم غير صاحبك وجارك بلقاسم الشابي... تسع سنوات مرت منذ رحيلك عنهم وفيهم، (...)
هوّ صاحب مكتبة (البشير العجرة) الشّهيرة عند باب الجلاّدين بالقيروان العجوز المشرق، وهو بالنّسبة لي علامة وعتبة وركن من علامات وعتبات وأركان القيروان... أمّنا القيروان. قد أتصوّر القيروان من دون الحصري وابن رشيق والمنصف الوهايبي ومحمد العزي وصلاح (...)
خلال سنة 1996، وخلال زيارته لميونخ بألمانيا، حيث أقيم، طلب منّي الصّديق الروائي المصريّ جمال الغيطاني، رحمه الله، إعداد ملف لملحق البستان بجريدة (أخبار الآدب)، التي كان يترأس تحريرها آنذاك، عن علاقة المبدعين العرب بالكِتاب، وراسلتُ أيامها عشرات (...)
بقلم كمال العيادي الكينغ خرجتُ من تونس شابًا بهِ جوعٌ شديد لمأدبة المعارف والآداب الإنسانيّة. وكنتُ ألتهمُ كلّ ما يقع بين يدي من فُتاتِ المطبخ الشّرقيّ والغربيّ، فضربتُ من أجل ذلك في فيافي الصّقيع وصحاري الثلج، بين وحشة الإتحاد السّوفياتي السابق، (...)
بأقلّ من نصف ورقة واحدة من يا ناصيب العمر، دفعتُ تكاليف ترميم وطلاء القيروان وأعدت لها الإعتبار في قلبي، ورضيتها عشيقة وملهمة أبديّة، وسيرتبط إسمي ورسمي بها للأبد، وتمكنّتُ من ترتيب أجمل سنوات العمر بموسكو، بشكل لائق، رغم قسوة الظروف، ودَرَسْتُ ثمّ (...)
الفنّانة زهرة لجنف ،هيّ من أحبّ الأصوات المُتمرّدة إلى قلبي. وهي صديقة عزيزة منذ سنوات عديدة. في صوتها نداءات العناصر الأولى والينابيع الملهمة، غضبة الجبل حين يلوّح بالصّخور صوب السّفح. هدير السّيُول تهبط من أعلى الجبل منحدرة. وهاد الشّجن وحرقة (...)
بقلم: سنة 814 قبل الميلاد، أي منذ قرابة الثلاثة آلاف سنة. عندما هربت عليسة من بطش وغدر خالها، وهي التي تعرف أيضاً باسم أليسا أو أليسار، وكانت ابنة ملك صور بالشام. والتي اشتهرت عالميًا، خاصة بعد ذكرها في الإنياذة التي كتبها فرجيل. اختارت تونس، لتسقرّ (...)