إن التنوع ووالتعددية والاختلاف هي من نواميس السماء والطبيعة والحياة الإنسانية ومن مصادر غناها وعظمتها وخيرها. السماء التي خلقت البشر من نفس واحدة وجعلتهم شعوبا وقبائل ليتعارفوا ، والتي شاءت أن يكونوا متشابهين في أشياء ومتنوعين في كل شيء تقريبا، دعت (...)
تعُبّرُ الشعوب عن خبرتها وتجربتها ورؤيتها بأشكال عدة، منها مأثورات القول، التي يجري توارثها جيلا فجيلا، ويتحول بعضها لأيقونات وعلامات في الوعي الجماعي. بغض النظر عن صلوحيتها النسبية، إلا أن المأثورات، تقول وتعكس وتروي...، وهي حقل مناسب لاستخراج (...)
في سياق الصراع المعقد الطويل في فلسطين وعليها، جرى توظيف مكثف للرموز والمعاني والتأويلات تم استخدامها عند أطراف الصراع إلى حد التوتر للتعبئة والحشد والاستنهاض، ويوما ما وبمناسبة فلسطين نفسها قال إدوارد سعيد: إن الصراع على المعنى الرمزي للأرض هو جزء (...)
سيل من البرامج والمتابعات الإعلامية يجري في الخامس من حزيران في كل عام عن نكسة جوان 1967 يستضيف حشدا من خبراء الخيبة والفشل والإحباط ، بعضها غافل، وبعضها جاهل، وبعضها لئيم، وأغلبها يضل الطريق في قراءة الحدث. أما الوعي الناهض فهو في مكان آخر، لقد (...)
عندما يكون هناك طوفان من التحليلات يقرا جوانب القصور التقني والفني أو الاستخباري في حروب إسرائيل الغاشمة، ولا يشاء الوعي الحاكم فيها أن يراجع نفسه ولو على سبيل الحكمة والاحتياط وقوة التساؤل عن مشروعية الحرب من أصلها، وما هو دور عدوانها في إنتاج تيار (...)
في سياق الصراع المعقد والطويل، أنجز الفلسطينيون وحلفاء فلسطين في الحرب الأخيرة، نقطة تحول حاسمة وغير مسبوقة في تاريخ الصراع ذات بعد نفسي ثقافي معنوي بالغ الأثر، ستذهب بالمنطقة والإقليم والعالم نحو وضع مختلف، تتكاتف مع نقاط تحول أخرى حصلت في مجرى (...)
لا تقع القدس على نهر، ولا تطل على سهل خصيب، وهي ليست موقعا عسكريا حصينا، ولم تقم على طول خطوط التجارة وعرضها لا في العالم القديم ولا في العالم الحديث. وحيزها داخل السور الذي يسيجها بمساحة كليو متر مربع واحد فقط. لا ينطبق عليها أي معيار من مألوف (...)
تمثل الصين المعاصرة، تجربة وجمهورية ودولة وامبرطورية من نوع خاص، في القيم والخيارات والقدرات.وبمقدار ما هي حاجة وضرورة لنفسها فهي أيضا كذلك للعالم وأمنه واستقراره وتوازنه. الصين التي أنجزت في سبعين عاما، معجزات النمو والتصنيع والتحديث وتشيد بنية (...)
الراحل فرج الشايب أستاذ أجيال تعاقبت من تونسيين وعرب وغيرهم بمعهد الصحافة بتونس،صاحب الحضور الأنيق الكثيف والحميم، والذي تشكل الابتسامة الأنيسة جزء أصيلا من وجهه ومحياه، وصاحب الخيال الشجاع في الدرس والحياة والسياسة صار بعهدة ربه. وأصبح بجوار المنصف (...)
في رواية الخلق وخلفياتها السماوية العظيمة، كان الهدف الإلهي السامي هو استخلاف الإنسان في الأرض لإعمارها، وما كان لهذا الأمر أن يحصل بدون إنسان صالح على نحو كاف، في سريرته وفي وعيه وفي تدبره لتكليف السماء وعيشه،لكن السماء الفسيحة ادخرت حيزا واسعا (...)
في علم الصرف والنحو فإن فعل «كان « هو فعل ماض ناقص، يفيد الاستمرارية، غير أن إعرابه في الحياة وفي السياسة والحب والحرب والتاريخ لا يفيد الاستمرارية، إلا إذا استطاع اسم «كان» المرفوع التسلل خلسة أو علنا على رؤوس الاشهاد لمواصلة أدواره المتوافقة مع (...)
كان الانتظام البناء في الواقع. وسيبقى ضرورة وحاجة الى التحقق المناسب والنسبي في الحياة ضمن أي مستوى كان. والانتظام يعني متطلبات كثيرة كامتلاك الاستعداد والتكيف الايجابي والتعاون والفاعلية والموضوعية. وهو، لن يكون بدون توفر وعي متناسق فعّال وبناء، (...)
في أواسط السبعينات، كان المشرق العربي تحديدا، يعبر مرحلة تتشكل فيها عوامل انتكاس كثيرة، بعد ستينيات الوعد والرهانات في التحرر والكرامة والإنعتاق. غاب جمال عبد الناصر وهول حضوره في مطلع العقد ، وتجنح خليفته أنور السادات، وأخذ مصر وثقلها بعيدا عن (...)
بنت القوى المتنفذة في الغرب الأوروبي فالأطلسي ،والتيار الأنجلوسكسوني فيه على وجه التحديد ،موقفا عدائيا إزاء العالم العربي والإسلامي ، قام على سوء فهم مقصود ومنحرف جرى تحويله قدما مع الزمن لسوء فهم مقدس، له أطروحاته المتجددة وحاملوها في كل الأزمنة. (...)
شاءت أقدار عبد الرزاق كمون أن يولد في مدينة صفاقس ببر تونس،لا أن يولد في فلسطين، حتى يكون منها بالوارثة ثم بالخيار الوعي ثم بالاستحقاق، لان الوراثة وحدها لا تكفي لتبرير الانتماء الى قامات الأمكنة وجلالة قدرها. كثّر هم الذين ينتسبون لأمكنة أو أفكار (...)
ذات يوم كان أستاذ يذهب إلى طلابه خالي الوفاض من أية فكرة وكان وعيه مليء بالفراغ، والفراغ، إما أن يتحول لطاقة إيجابية ما، أو أن يفاقم حالة الركام والغبار والتيه. فراغ اللحظة، ولد عند الأستاذ سؤالا بدا للوهلة الأولى كحيلة لتقطيع الزمن، السؤال كان عن (...)
كما أن الطبيعة ضد الفراغ فإن الحياة الإنسانية أيضا لا تتعايش مع الفراغ،لذلك عندما يجري إبطال قوة العقل والمنطق والخيال البناء عن العمل، وعن دورها في تحديد المواقف والخيارات عند الأفراد أو المجتمعات أو الدول، فهذا يعني أن هذه القوى قد أخلت مواقعها (...)
في سياق محاولة الإنسان وبحثه عن تعريف لنفسه، توصل في مرحلة ما، إلى القول بأنه ينتمي للمملكة الحيوانية، وأنه حيوان ناطق على ذمة أرسطو وعلى مسؤوليته. وفي أصل السردية الروحية الوجودية النازلة من السماء، فإن الإنسان كائن مكرم ، مخلوق في أحسن تقويم، (...)
تعوّد وعي العرب التاريخي على أن يتعامل مع اليمن كبنية مرجعية متشكلة منذ أمد بعيد موغل في القدم، إليها ينتسبون بتسليم عميق. ويطمئنون إلى هذا النسب التاريخي والرمزي العتيد. ولم يسأل العربي نفسه يوما عن عروبة اليمن، ولا عن تكامل هويته . لكنه ظل يسأل (...)
1 كان اتفاق أوسلو الموقع عام 1993 من أسوء الإحداث التي ألمت بالفلسطينيين والتي ترقى لمرتبة نكبة وأكثر، جاء بنتيجة تقاطع غريب بين خيال سياسي إسرائيلي مركب مكتظ بالدهاء من جهة، ولحظة وهن وضعف فلسطينية جاءت في زمن خاطئ وأثم تماما من جهة أخرى. ورغم عرضه (...)
محمد يوسف، المعروف ب» أبي علاء منصور» رجل من فلسطين ولد عام 1949 بقرية «بعلين» غربي رام الله، من عائلة ريفية بسيطة، قام عمادها على أم صابرة محتسبة كان لتعاليمها أثره المستدام في وعي منصور ووجدانه وخياراته في الحياة. في عام 1968 أتاح له كرم العراق (...)
إن التعريف الحقيقي «للقطاع» أي قطاع، يقول بأنه فاعل اقتصادي اجتماعي وسياسي وثقافي، يرتبط بزمان ومكان وبشر وحالة ووضع وحيز. وكلمة قطاع فيها الكثير من الحقيقة والكثير من المجاز أيضا. ويفترض أن يكون القطاع، بما هو، أحد مشتقات «القطيع» أو مرادفاته أو (...)
«على ذمة مصادر عدة، نقل عن اينشتاين قوله أنا أفكر إذا أنا موجود ، على شخص ما أن يضيف :أنا امشي ، إذا أنا أفكر، وأنا حي إلى هذا الحّد» لم يكن المشي يوما منذ خطى الإنسان الأول على ظهر البسيطة، إلا فعل وجود، وكل خطوة خطاها حقيقية كانت ...
التفاصيل (...)
ليس هناك صراع في تاريخ البشرية يشبه الصراع الدائر حاليا في فلسطين وعليها، لا في خلفياته ولا في تأثيراته ولا في ظلمه ولا في طابعه العدواني متنوع المستويات، ولا في أحلافه ولا في تعقيداته ولا في خرافاته. إنه صراع فريد يمتد من الأرض حتى السماء، ويجعل من (...)
عن أحمد عبد الرحمن في ذكرى رحيلهمن اللحظات الشاقة في حياة الناس وأقدارهم ومصائرهم، ألا تكون نهايات حياتهم تتويجا معقولا ونسبيا، لمساراتهم وخياراتهم ورهاناتهم وآمالهم وهواجسهم وحتى لهلوساتهم. جيل من الفلسطينيين يتجشم على نحو مكلف مشقة عيش لحظة كهذه ، (...)