يجب اعتبار قرار الرئيس الأمريكي دونالد ترامب بوقف تمويل وكالة غوث اللاجئين الفلسطينيين (أونروا)، مكملاً لقرار اعتبار القدس عاصمة للكيان الصهيوني، ونقل السفارة الأمريكية إليها. فالقرار الخاص بالقدس واضحة أبعاده ومراميه ونتائجه.
أما قرار وقف تمويل (...)
ثمة نظرية أخذت تشيع مع اندلاع الانتفاضة الثالثة تقول إن النضال ضدّ العدو الصهيوني لا يكون بالضربة القاضية، وإنما يتم ذلك من خلال تراكم النضالات، وتسجيل النقاط عليه. ومن ثم يَعتبِر أصحاب هذه النظرية ما يجري الآن ليس انتفاضة وإنما هبّة تدخل ضمن عملية (...)
ثمة موضوعتان خطرتان على العقل والقراءة الصحيحة للظواهر والمواقف أخذتا تنتشران في هذه الأيام. وذلك في خضم ما يسود الأوضاع العربية داخل عدد من الدول أو على المستوى العام من صراعات وانقسامات وبروز ظواهر شاذة ومعادلات موازين قوى جديدة، وما يسيل من دماء، (...)
لا يستطيع قائد عسكري أن يخوض مع جيشه حربا ما لم يكن واثقا من الانتصار ومقتنعا به. وإلاّ انهزم جيشه قبل بدء المعركة إن لم يكن مع بداياتها. وبالطبع يجب أن تقوم هذه الثقة وتلك القناعة على معطيات أساسية تتعلق، خصوصا، بوضع جيش العدو ونقاط ضعفه وكيف يمكنه (...)
قلتُ له ما الرأي بمن قام بعمل جاءت نتائجه على الضد مما توخى وأمل.. والأنكى أن نتائجه جاءت كارثية على الناس والبلد؟
قال إنما الأعمال بالنيّات والمسؤول عما حدث هو عدّوه وليس هو.
قلت: أما عدّوه فكيف ينتظر منه أن يتصرف كما يريده ويرضيه. بل عليه أن (...)
عندما يسقط مقاوم للاحتلال والاستيطان، أكان برتبة وزير أم كان إنساناً عادياً، وسواء أحمل غصن زيتون، أو غرسة زيتون، أم حجراً، صريع رصاص أو غاز أو ضرباً بكعب بندقية، يسقط شهيداً مكرّماً، وما ينبغي لدمه أن يذهب هدراً، بل يجب أن يتحوّل إلى وقود يلهب جذوة (...)
لو وضعنا ما أنجزته حركة النهضة حركة الاتجاه الإسلامي من السادس من حزيران (جوان) 1981 حتى الآن على الصعد الفقهية والنظرية والفكرية والثقافية والسياسية والعملية في كفة ميزان مقابل فسحة زمنية من عشرين عاما في الكفة الأخرى، سنجدها سابقت الزمن المذكور (...)
لم يجرؤ أحد من كان وفي أيّ مكان أن يدافع عن الفيلم الذي استهدف الإساءة الوقحة للنبي محمد صلى الله عليه وسلم بخاصة، وللإسلام بعامة، كما استهدف استفزاز المسلمين أينما وجدوا في هذا العالم.
لم يجرؤ أحد أن يُدخِلَ الفيلم في عِداد الأعمال الفنية أو يصفه (...)
في الخبر الذي نشرته «الحياة» بتاريخ 23/7/2012 حول نشوب خلافات بين محمود عباس وقيادات متحالفة معه في السلطة أو في اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير الفلسطينية، غضب الرئيس من الانتقادات التي وُجِّهَت إلى أجهزة الأمن؛ بسبب معاملتها الوحشية للمعتصمين ضدّ (...)
الذي يدقق في نتائج الانتخابات الرئاسية المصرية بعد صُدور النتائج الرسمية التي حصل عليها المرشحون للرئاسة، يجد -ولنضع جانباً ما يكون قد حصل من تجاوزات- أن مرشحي الثورة الثلاثة عملياً الذين حصلوا على أصوات تزيد على أربعة ملايين لكل منهم، كانوا على (...)
منذ عقود لم يُخرِج نظام عراقي شهوداً على شاشات التلفزيون إلاّ كانوا شهود زور، وذلك من أجل فبركة تهمة على خصم سياسي.
كل شاهد يخرج من «أقبية» التحقيق إلى شاشات التلفزيون يجب ألاّ تُقبل شهادته سواء أكانت زوراً بالكامل أم كانت تحمل بعضاً من حقيقة، (...)
كثيراً ما عبّر الوفاق والتنازع في مجلس الأمن على ما بين الدول الكبرى من وفاق وتنازع، بل أنّ اختراع مجلس الأمن مؤسسة ضمن هيئة الأمم المتحدة عكس التوازن قام بين الدول الكبرى التي انتصرت على دول المحور النازي. فمن جهة اتجّه إلى تكريس هيمنة أرادتها (...)
أخذ ينتشر في الإعلام خبر مسرّب عن رغبة الأستاذ خالد مشعل رئيس المكتب السياسي لحركة حماس في عدم ترشحه لرئاسة المكتب السياسي بعد بضعة أشهر، عندما يحين موعد انتخاب رئيس المكتب.
لم يصدر أيّ تصريح رسمي من حماس يؤكّد هذا التوجّه، ومع ذلك أصبح الموضوع (...)
عقد في باريس في 1/9/2011، وبمبادرة من الرئيس الفرنسي ساركوزي وحليفه رئيس وزراء بريطانيا كاميرون، ما يُسمى "المؤتمر الدولي لدعم ليبيا الجديدة" أو "المؤتمر الدولي لأصدقاء ليبيا". وقد حشد ممثلين عن 63 دولة، في حين كانت مشاركة إدارة أوباما من خلال وزيرة (...)
لقد فرض معمر القذافي على الثورة الشبابية الشعبية في ليبيا أن تنتقل من سلميتها إلى ثورة مسلحة.
نعم تحوّلت ثورة الشعب في ليبيا إلى ثورة مسلحة وليس في هذا ما يُعيبها، ولا ما يجعلها شاذة ما بين ثورات الشعوب.
صحيح أن ما من أحد فضّل الثورة المسلحة على (...)
أميركا تتآمر على مصر وتونس وسوريا والسودان والمغرب والبحرين، ولا يفلت من تآمرها بلد عربي حتى لو كان، كما يتوهم، من حلفائها الإستراتيجيين. ولكن تآمر أميركا على كل من ليبيا واليمن والسودان يتخذ في هذه المرحلة شكل تدخل مباشر ومكشوف، ولا يستطيع أحد أن (...)
الانتفاضة الثالثة في ذكرى النكبة ومن أجل حق العودة في الخامس عشر من مايو/أيار 2011، أثبتت أن شباب فلسطين وشاباتها في الضفة الغربية وقطاع غزة ومناطق 48 وفي لبنان وسوريا والأردن ومصر يختزنون كل الوعي الذي اتسّم به آباؤهم وأجدادهم وقد أكدوا ارتباطهم (...)
يجب تناول التدخل العسكري الأميركي/الفرنسي/البريطاني في الصراع بين الثورة الشبابية الشعبية في ليبيا ضدّ معمر القذافي ونظامه من زاويتين:
الأولى أهداف التدخل الذي اشترط استدعاء الجامعة العربية له من خلال مجلس الأمن. وذلك تحت حجّة إنقاذ المدنيين (...)
لقد كان من الحكمة ومن الدقة التكتيكية في إدارة الصراع في ثورات تونس ومصر وليبيا واليمن حصر الشعار الرئيسي برحيل الرئيس وإسقاط نظامه، مع التركيز على عناصر الاستبداد والفساد والتأكيد على الكرامة والحرية للشعب.
وذلك من أجل حشد أوسع جبهة داخلية خلف (...)
ليس ثمة ما هو أصعب من محاولة قراءة، أو توقع، مستقبل النظام القادم في مصر وتونس بعد سقوط كل من حسني مبارك وزين العابدين بن علي ونظامهما. بل إن سؤال المستقبل أصلاُ، هنا، جاء بسبب ثورتيْن شعبيتيْن أطاحتا بالرئيسين المذكوريْن ونظاميْهما. ولكن من دون أن (...)
إذا كانت الثورتان الشعبيتان في تونس ومصر قد تشابهتا في إسقاط الرئيس ورحيله والتحوّل إلى تغيير النظام بما يتماشى والأهداف التي حملتاها، فإن الثورة الشبابية الشعبية في ليبيا ارتطمت بإصرار القذافي وأولاده على مواجهة الإرادة الشعبية بالقوة العسكرية، (...)
من يُتابع الموقف الأمريكي في مواجهة الثورة الشبابية- الشعبية في تونس ضدّ زين العابدين بن علي ونظامه يمكنه أن يلحظ ثلاث مراحل كان لها في كل مرحلة موقفاً سياسياً.
ففي الأسبوعيْن الأوليْن أو ما حولهما كان الموقف الأمريكي بارداً من الحركة الشعبية، بل (...)
ما يجري الآن في البلاد العربية يشبه -مع الفارق- ما جرى فيها في مرحلة الخمسينيات من القرن العشرين. وذلك عندما أخذت كل من بريطانيا وفرنسا تفقدان هيمنتها العالمية ونفوذها المباشر على أغلب الحكومات العربية
.
الأنظمة العربية التي قامت على أساس (...)
أخذ يشيع في الآونة الأخيرة حديث كثير عن نظام عالمي متعدّد القطبية بعد أن سكت الحديث السابق عالي النبرة عن نظام عالمي أحادي القطبية تنفرد أميركا بالسيطرة عليه.
ولكن من يدقق في مقولة نظام عالمي متعدّد القطبية لا يجدها متحققة فعلاً وذلك بالرغم من (...)
من لا يرى ولا يدرك خصوصية القضية الفلسطينية النابعة من خصوصية الحق الفلسطيني، ومن خصوصية المشروع الصهيوني المؤسس على الاستيلاء بالقوة على فلسطين، وطرد شعبها من بيوته وأراضيه إلى خارجها، وإحلال "شعب" آخر مكانه، فإنه يخطئ خطأ كبيرا.
لو أريد تبسيط (...)