في كل بيت، هناك قلب يخفق قلقًا... وأيدٍ تمتد بالحب، ولا تعرف دائمًا إن كانت تربي أم تُفرِط، تُحب أم تُدلّل. نتساءل كثيرًا كأهل: هل نشجّع طفلنا بما يكفي؟ هل نحضنه بالحنان، أم نغمره أكثر من اللازم؟ ومتى يتحوّل هذا الحب الكبير إلى حبل يقيّده بدل أن (...)
من الطبيعي أن يكون الطفل في سنواته الأولى مليئًا بالحركة والطاقة، يميل إلى اللعب والاكتشاف ويجد صعوبة في الجلوس طويلًا في مكان واحد. هذه السلوكيات لا تعني بالضرورة وجود اضطراب. أما اضطراب فرط الحركة وتشتّت الانتباه، فهو حالة تستدعي تشخيصًا دقيقًا من (...)
كل صباح، يذهب آلاف الأطفال إلى مدارسهم وهم يشعرون بالخوف والقلق. ليس بسبب الامتحانات أو كثرة الدروس، بل بسبب ظاهرة خطيرة تهدد توازنهم النفسي والاجتماعي، وهي التنمّر المدرسي. قد يظنه البعض سلوكًا عابرًا أو مجرد «مزاح بين الزملاء»، لكنه في الحقيقة عنف (...)
تخيّل أن يسألك طفلك يومًا: هل تهتم بما أشعر به مثلما تهتم بعلاماتي؟ كم من مرة ركّزنا على الدروس، ونسينا أن نراجع قلوب أبنائنا؟ في الشهر الأول من العودة المدرسية، ما يحتاجه طفلك ليس الامتحانات، بل حضنًا مطمئنًا، وسؤالًا بسيطًا: كيف كان يومك؟ هل (...)
عاد الأطفال إلى مقاعد الدراسة، وعاد معهم ضجيج الحقائب، ودموع بعض الصغار، وصمت بعض المراهقين، وقلق الآباء الذي لا يُقال... بل يُفهم من نظراتهم وتعليقاتهم المتوترة. تخيّلوا هذا المشهد: طفل في الروضة يلتفت باكيًا عند باب القسم... تلميذ ابتدائي يشتكي من (...)
مع اقتراب نهاية العطلة الصيفية، تبدأ مشاعر متباينة في الظهور لدى الأطفال والأهل على حدّ سواء: الحماس الممزوج بالقلق، الترقب المصحوب بشيء من التوتر، والحنين لأيام الراحة مقابل الحافز لبدء مرحلة جديدة. وفي ظل بقاء ثلاثة أسابيع فقط على العودة المدرسية، (...)
مع نهاية العام الدراسي، يجد الكثير من الآباء والأمهات أنفسهم أمام سؤال محيّر: كيف نقضي عطلة صيفية تمنح أطفالنا المتعة والفائدة في الوقت نفسه؟ وسط زحمة الشاشات وألعاب الفيديو، تظهر المخيمات الصيفية كخيار يجمع بين التعلم والمرح، ويمنح الأطفال مساحة (...)
حين كانت الطفولة تُروى عبر قصص الجدّات، وتُبنى من وسائد الأريكة قلاعٌ وسفنٌ وأحلام، كان الخيال هو ملعب الأطفال الأوسع. اليوم، تضاء وجوههم بضوء الشاشات، لا بنور الإبداع... تغمرهم الصور المتحركة، لكنها تسرق منهم لحظات التأمّل والتخيّل. هل خفتَ وهج (...)
في المقال السابق، تساءلنا: هل الطفل كثير الحركة يُعاني بالضرورة من اضطراب؟ أم أنه عبقري صغير يرى العالم بطريقة لا نراها؟ واليوم، نكمل الرحلة، ولكن بشكل مختلف: سنضع بين يديك خريطة، لا لإخماد طاقة طفلك، بل لمرافقتها، فهمها، وتوجيهها... خطوة بخطوة، (...)
تتحرك قدماه بلا توقف، يسأل بلا نهاية، يقفز من فكرة إلى أخرى كأنه في سباق مع الزمن. يُقال إنه «مشتت»، وربما حتى «مصاب باضطراب فرط الحركة ونقص الانتباه»... لكن هل هذا هو التفسير الوحيد؟ كأمهات وآباء، نخاف حين نسمع كلمات مثل «تشخيص» و»مشكلة»، ونبدأ (...)
هل كنت تعلم أن عقل طفلك يتكوّن بنسبة 80% قبل أن يُطفئ شمعته الثالثة؟ تبدأ الرحلة منذ أول نفس، حين يلتفت العالم نحو كائن هشّ، لكنه يحمل في داخله طاقة حياة كاملة. من رعشة أول ابتسامة إلى خطواته الأولى، ومن أسئلته الفضولية إلى أحلامه التي تتشكل شيئًا (...)
في زوايا المدارس وغرف المنازل، خلف ضحكات بريئة تبدو عادية، قد يختبئ وجع لا يُرى، وقلق لا يُعبّر عنه بالكلمات. لم تعد الاضطرابات النفسية حكرًا على الكبار؛ فالقلق والاكتئاب أصبحا من ضيوف الطفولة غير المرغوب فيهم، يطرقان أبواب الكثير من البيوت بصمت (...)
في لحظة تعب، بعد يوم طويل من الصراخ، العقاب، أو مجرد العجز... كم مرة تساءلنا بصوت خافت: «هل هذا ما يستحقه طفلي؟ وهل هذه هي الأم، الأب أو المربية الذي أردت أن أكونه؟» نحن لا نربي أطفالاً فقط، بل نكتب ذكريات، نزرع مفاهيم عن الحب، عن الأمان، عن الذات. (...)
كل أب وأم يرغبون في رؤية أطفالهم يزدهرون في المدرسة، لكن ماذا لو بدأ الطفل في إظهار علامات المعاناة؟ أن ترى طفلك يواجه صعوبات هو أمر يثُقل القلب ويثير القلق. سواء كانت هذه المعاناة أكاديمية، سلوكية، نفسية أو اجتماعية، فإن كل لحظة ضعف يشعر بها الطفل (...)
كم قلبًا هشّمناه بأيدينا ونحن نظن أننا نربيه؟ من علّم الطفل أن يختبئ خلف صمته؟ من أخبره أن البكاء عار، وأن الخطأ جريمة؟ كم من طفل كبر لا يحمل في داخله ذكريات حب، بل ألواحًا من الخوف وألمًا لا يُقال؟ حين نربي بالخوف، نبني جدرانًا من الألم. وحين نربي (...)
في عالم الطفولة، حيث تُزرع بذور الشخصية، وتتشكل الملامح الأولى للنفس، هناك رياح قد تهب فجأة فتُهدّد هذا البناء الناعم... تُدعى هذه الرياح: التنمّر. فما الذي يحدث حين يُطفئ التنمّر صوت طفل ذكي؟ إليكم قصة نورة، السلحفاة الصغيرة التي كادت تفقد صوتها... (...)
في كل بيت، هناك لحظات يتمنّى فيها الوالد أو الوالدة لو أنّ الأطفال "يُطيعون من أول مرة"، دون عناد أو صراخ أو دموع. لكن الحقيقة أن التربية ليست مجرد إعطاء أوامر، بل هي بناء علاقة، وتحديد قواعد واضحة من البداية، والتواصل مع الطفل بما يتناسب مع عمره (...)
يُعدّ شهر رمضان فرصة ذهبية لغرس القيم الإسلامية والإنسانية في نفوس الأطفال، حيث يتجاوز مفهومه كونه مجرد امتناع عن الطعام والشراب ليصبح مدرسة روحية وتربوية تعلّمهم الانضباط، الصبر، العطاء، والتسامح. تربية الأبناء على هذه القيم لا تسهم فقط في بناء (...)
يُعتبر الإعلام من أهم الأدوات التي تؤثر في تشكيل وعي المجتمعات وتوجيه مسارها نحو التقدم أو التراجع. فالإعلام القوي والمتزن يُمكنه أن يكون رافعة أساسية لنشر الوعي وتعزيز الثقافة، بينما الإعلام المنحرف قد يتحول إلى أداة لنشر التفاهة والعنف والانحدار (...)
هذه الجملة تتردد في منازل العديد من العائلات، ليس فقط عند أطفال الروضة والقسم التحضيري، بل حتى عند التلاميذ في السنة الأولى والثانية ابتدائي. عدد متزايد من الأطفال يرفضون الذهاب إلى المدرسة، يفقدون رغبتهم في التعلم، ويعانون من الضغط الأكاديمي منذ (...)
النفاق، كظاهرة اجتماعية وأخلاقية، يشير إلى ازدواجية الأقوال والأفعال، حيث يظهر الشخص خلاف ما يبطن لأسباب تتراوح بين تحقيق مصالح شخصية أو تجنب مواجهة غير مرغوبة. ورغم قدم هذه الظاهرة، إلا أن آثارها النفسية والاجتماعية تجعلها موضوعًا ذا أهمية متجددة (...)
أصبحت العدوانية لدى الأطفال مشكلة متزايدة الوضوح، سواء في المدارس، أو المنازل، أو في المجتمع. ورغم أن هذا الموضوع يُطرح كثيرًا في وسائل الإعلام، فإن النقاشات غالبًا ما تظل سطحية، حيث يتم التركيز على إلقاء اللوم على أطراف معينة مثل قلة اهتمام (...)
النفاق، كظاهرة اجتماعية وأخلاقية، يشير إلى ازدواجية الأقوال والأفعال، حيث يظهر الشخص خلاف ما يبطن لأسباب تتراوح بين تحقيق مصالح شخصية أو تجنب مواجهة غير مرغوبة. ورغم قدم هذه الظاهرة، إلا أن آثارها النفسية والاجتماعية تجعلها موضوعًا ذا أهمية متجددة (...)
النمو العصبي والعاطفي للأطفال يشكّل الأساس لشخصيتهم وقدرتهم على فهم العالم والتفاعل معه. إدراك الأهل والمعلمين للمراحل المختلفة لهذا النمو هو المفتاح لدعم الأطفال بطريقة صحيحة تساعدهم على تخطي التحديات وبناء مستقبل متوازن وواثق. أهمية معرفة المراحل (...)
الحسد ليس شعورًا عاديًا يمر كغيره من المشاعر العابرة. بل هو مرض قلبي عميق يُترجم إلى مشاعر سلبية متكررة ومستمرة تستهلك طاقة الإنسان النفسية والجسدية. فالحسد يعني تمني زوال النعمة عن الآخرين، مع شعور بالضيق والكراهية لرؤية نجاحهم أو سعادتهم. هذا (...)