يا سيد الفقراء اشفع لنا وارجع إلينا* أين المغارة حيث ولد، ولماذا الشجرة حيث طقوس غربية لا علاقة لها بالميلاد؟* يسوع كان ينطق بلغة "قرشونية" نسبة لقبيلة قريش العربيةبقلم| جهاد أيوب في عيد مولده أينعت الأرض محبة، وأشرقت الشمس بنورها، في ليلة ولادته تغير الكون، وزغردت الملائكة، وأزهرت الظلمات بدراً وحقائق، وكانت المحبة...هذا الذي أقبل علينا ونحن نعيش في العتمة حيث نتقاتل بحجة الحياة، نقطف ثمار الموت من دماء الأطفال، نزيد من وتيرة الفساد والتقليل من شأن الإنسان، نخاطب بعضنا بكلمات نابية، وكثير منا يتغنى بحبه إلى يسوع المشع والمتوهج صبراً وأيماناً وعطاءاً وتسامحاً وما أن نجلس في غرفنا المظلمة حتى نتكالب على كتابه ودروسه، ونصبح أكثر شراسة، لا بل أصبحنا بعيدين عنه!!! هذا الذي أقبل علينا ونحن نخاف بعضنا بعض، نريده ومن ثم نريده!! يا سيدي أغفر لنا وارحمنا وأبعدنا عن ذاتنا الشريرة وأزرع من جديد شجرة المحبة في قلوبنا وعقولنا!! نحتاجك من جديد، وأيامنا الباقية تتطلب عودتك وليس الاحتفال بمولدك ونحن بعيدين عن أفعالك وأيمانك، وكل تصرفاتنا ضدك!! علينا مراجعة حساباتنا معه، وقبل أن تغيب شمسنا حيث شمسه التي لا تعرف الأفول، علينا معرفة الكثير من أمور نقوم بها وهي ليست له ومنه وفيه، بل جاءت من هناك، من حيث لعبوا في كتابه وكلماته ودروسه، وقرروا رمي حقدهم عليه حتى يصبح هو الغريب بيننا ونحن المتطفلين عليه وعلى الإيمان!! نعم...يا سيد النور والمحبة والضعفاء، وفاتح نوافذ القلوب القاسية... لماذا أنت بعيد عنا، ولم نعد نسمعك في صلواتنا؟ لماذا تغيب شمسنا كلما تكاذبنا في حبنا لك؟ ولماذا يرحل الإنسان من قلوبنا إلى المجهول؟! ولماذا نكثر من الكلام ولا نسمع ما نقول؟! يا سيد الفقراء اشفع لنا وارجع إلى عالمنا، لقد وقعنا في الخطيئة بحجة أننا تباهينا بحبك ولم نكن نعرف حبك!! نعم لقد كسرنا الإنسان فينا، لذلك نحتاجك من جديد!! يا اقحوانة شهداء بلادي لقد قتلنا أطفالنا ونحن ندعوهم إليك، وقبل وصولهم إلى أحضانك غيرنا معالم الطريق حتى فاحت فعلتنا الجاهلة!! سيدي يا من ولدت في فلسطين العربية التي كانت تتحدث لغة "قرشونية" نسبة إلى قبيلة قريش العربية زورنا لغتك، وخجلنا من قول أنك ابن فلسطين الجليل، ابن ترابها وسمارها وعنفوانها، وشربت من ماء جداولها، واغتسلت في أنهارها، وأصدت من خيرات بحارها سرت على طرقاتها حتى لامست قدميك ترابها فكان كنز الطبيعة وخيراتها!! نحن اليوم نزور الحقائق، ونقلب موازين وجودك وسيرتك في كتب مزركشة وألسن متطايرة سريعة البوح الشيطاني، وأصبحت كما لو ولدت في مكان لا يعرف الشمس، يلونون بشرتك السمراء، ويقحمونك في متاهات أشكالهم الغريبة عنك، ويبعدون المغارة التي ولدت فيها ليضعون بديلاً عنها شجرة لا علاقة لها بشجرة البلح أو النخيل التي كانت تطعمك السيدة العذراء منها، وكانت ترتوي من حباتها أيضاً!! يزورون كل شيء فيك، ولن يستطيعون التزوير لأنك حق والحق لا يزور!! لم تكن عنصرياً وها هم من يدعون السير خلفك لا يتحدثون بغير العنصرية، ويقتلون باسمك من لا يوافيهم الطريق، كأنهم لا يقرأ أحد كبارهم كتابك وصلواتك ونور وجهك!! لقد غيبوا المغارة يا سيدي، وأصبح مولدك شجرة، لم نعد نسعد بالمغارة ولو شكلياً، بل همنا أن يأتي" بابا نويل" ومعه الهدية، تناسينا أنك أهم هدية، وفكرك نور الحياة، وسيرتك تطهر أرواحنا...لقد باغتنا "بابا نويل" في عيدك وكأنه أفضل منك في قاموسهم...لقد خسروا ويريدون أن نخسرك...أرجوك ارجع لنا حتى تعيد الدرس والرسالة، ويكفينا هذا الضياع الذي ضاجعناه في أحلامنا وأيامنا ولحظات وجودنا حيث تعبنا وصراخنا، وحيث لا يسمعنا غيرك!!