هل أدركت يوما مقدار القوة الكامنة بداخلك؟ خلق الله هذه القوة لأنها مقترنة بالأسباب الحقيقية التي من أجلها أوجدنا سبحانه وتعالى على الأرض، ولأنها منوطة بأسس تعاطينا مع ما هو حولنا لإتمام رسالتنا في الحياة. العبادة، العمارة وتزكية الذات كلها مهام تتطلب تواجد هذه القوة ومقدار وكيفية انجازنا لهذه المهام مؤشر واضح لمدى إدراكنا لحقيقة وجود القوة الكامنة وإطلاقنا العنان لها. من الحقائق الثابتة أن الدنيا طرفان، فائز وخاسر ولكن من الحقائق أيضا أنه ليس هناك من يولد فائزا أو خاسرا، بل هناك عوامل تعين على النجاح وأخرى تؤدي إلى الفشل. قد يسأل البعض: وكيف ندرك ذلك وقد كتب علينا أقدارنا سعداء أم أشقياء ونحن في ظلمة الأرحام؟ نعم، هذا صحيح.. ولكن كل سبب مرتبط بمسبب، فالأسباب تكتب كما هو حال المسببات أيضا. الحقيقة الأخرى أن الخسارة ليست ثابتة وأبدية مدى الحياة، فقد يشعر الإنسان بأنه خاسر في مرحلة ما من حياته وفي شيء معين قام به، ولكن عليه أن يفهم أن الخسارة ومهما كانت قسوتها فهي ليست مستمرة. وعليه أن يوقن ذلك حتى لا يجعل العالم رماديا في عينيه، فالخسارة قد تدوم فترة وليست أبدية. هنا لابد من إدراك أن الله سن الأقدار لحكمة فهو سبحانه يعلم ونحن لا نعلم، والعسر لابد أن يصاحبه يسر، وأن شمس الإبداعات والقدرات في قلب المؤمن لابد لها من إشراق.. كل ذلك منوط بالأسباب. ان أصحاب النجاحات في الحياة علموا علم اليقين واعتقدوا اعتقادا جازما بأن سر النجاح كامن في أعماق نفوسهم وخبايا ذواتهم، عملاقا من القدرات والطاقات والمواهب الربانية، فأيقظوه من غفوته ونبهوه من غفلته، فانطلق بهم نحو القمم تحدوهم الآمال وتحفزهم الهمم، فيواصلون المسير وما توفيقهم إلا بالسميع البصير، فإن بلغ سعيهم مراده، وإلا فنية المؤمن خير من عمله، ولان أدركهم الأجل دون الأمل، فسيتركون بصمتهم على الحياة، وعلى الأحياء.. ولن ينساهم التاريخ من وقفة إجلال وإكبار. فكن رجلا من أتوا بعده يقولون: مر.. وهذا الأثر لكل ما سبق ذكره لابد من إطلاق العملاق في داخلنا، عملاق العزم والهمة، عملاق الأخذ بالأسباب، عملاق صنع النجاح وإدراك السبل، عملاق الذات بكل مكنوناتها ومكوناتها. عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته. هذا البريد محمى من المتطفلين. تحتاج إلى تشغيل الجافا سكريبت لمشاهدته. - twitter@al_foudari تحياتي