مستشار رئيس التحرير الزيادات في الاسعار تُلهب العام الجديد : إستقبلت تونس العام الجديد بزيادات في الاسعار تمس المواد الاساسية كالمحروقات و المواد الغذائية و المصبرات .. وهو أمرْ بات محْتوما نظرا لارتفاع نسبة التٌداين التي بلغت 68% (اي قرابة ثلثي الدخل يذهب لخلاص قروض أجنبية وصندوق النقد الدولي) .ويبقى الثلث موزعا بين الدعم و التنمية و الأجور حيث تضاعف عدد الموظفين لتصبح تونس الاولى عالميا في هذا المجال ، فنجد منهم أكثر من 86 ألف عامل على ما يسمى بالحضائر و الغراسات و البيئة يتقاضون أجورا دون القيام بأي نشاط يذكر و اغلبهم بالحوض المنجمي و ولايات الجنوب . وهو نهج سلكته حكومات ما بعد 14جانفي لامتصاص غضب الشارع مما ادى الى تكوين مجموعة مستهلكة دون انتاج و العزوف عن عدة انشطة من قبل الشباب خاصة الفلاحية . و بقيت هذه الولايات على حالها لا تغيير يذكر على مستوى بنيتها التحتية و بعث المشاريع المشغلة و المنتجة لتتفاقم الازمة من سنة الى أخرى فتلجأ الحكومة الى رفع الدعم عن المواد الاساسية و زيادة الضرائب لتغطية العجز المتنامي . وبذلك ستكون سنة 2018 و السنوات التى بعدها اصعب بكثير من سابقاتها على قفة المواطن و معيشته وستتقلص الطبقى الوسطى التي هي صمام الأمان لكل المجتمعات ، مما ينذر بخطر انفجار الشارع من جديد على حد تعبير بعض الاقتصاديين و المحللين . فإن كانت التحركات الاحتجاجية في 2010 و 2011 يحركها الأمل فإن التحركات القادمة ستحركها خيبة الأمل و الله يستر تونس .