من معوقات الاعلام الثقافي في بلادنا اليوم انه مبني على العلاقات الشخصية وليس على قيمة الحدث الثقافي واهميته ودوره في تحريك السواكن وتحفيز الناس والمتابعين للاستفادة من التظاهرات الثقافية التي تقام في البلاد او الاصدرات الجديدة من كتب ونشريات ومعارض حتى تعم الفائدة. واذا كان هذا الامر مقبولا بالنسبة للصحافة التي لا يمكن الزامها بشئي خارج دائرة اهتماماتها وخطها التحريري واولوياتها في التعامل مع الاحداث فانه غير مقبول بالنسبة لوسيلة اعلام عمومية مثل الاذاعات والقنوات الوطنية التابعة للدولة والتي هي ملك المجموعة الوطنية ولكل فيها حق.واذ لا نعمم المسالة فهناك استثناءات بالطبع فان لنا في اذاعة تونس الثقافية اسوا مثال في تعاملها مع الانشطة الثقافية واعتمادها طريقة المحاباة في استضافاتها ومواكبتها للاحداث الثقافية. شخصيا علاقتي متوترة بهذه الاذاعة منذ تاسست ولي عليها ماخذ كثيرة .في تعاملها مع الانشطة الثقافية داخل الجمهورية. ولان صدور العاملين فيها تضيق بالنقد ولا يحتملون من ينتقدهم فان ردة فعلهم تكون بوضع من ينتقدهم على قائمة الممنوعين من الكلام في هذه الاذاعة وعدم مواكبة او التعريف باي نشاط يقومون به او يشاركون فيه.ولانني لم اتراجع عن موقفي هذا وكتبته في الصحافة/ سلسلة مقالات في الشروق ستصدر قريبا في كتاب يضم مجموعة من المقالات الاخرى // فانهم لا يستضيفونني ولا يحاورونني وهذا امر لا يعنيني بالطبع ولا اطلبه منهم ولكنهم تمادوا الى ضرب حصار على كل نشاط ثقافي اقوم به.واخر تصرفاتهم الحمقاء هي عدم مواكبة مهرجان مراة الوسط الثقافي في دورته الاخيرة على عكس اغلب الاذاعات الاخرى .. انا هنا اسال الهايكا باي حق تمنع اذاعة عمومية مواطنا تونسيا قبل ان يكون مسؤولا او ناشطا ثقافيا من الكلام وباي حق تمتنع اذاعة عمومية عن مواكبة فعاليات مهرجان ثقافي وطني تشرف عليه وزارة الشؤون الثقافية. انا اطلب عاجلا من الهايكا فتح هذا الملف وساكا تبها رسميا بصفتي مدير مهرجان وايضا رئيس جمعية ثقافية.واذا استدعى الامر ساقاضي هذه الاذاعة رسميا لدى المحاكم لانني ارسلت لها البرنامج قبل عشرة ايام ومكتوب رسمي لطلب المواكبة الاعلامية لتظاهرة ثقافية وطنية يشارك فيها مبدعون وكتاب وليست حفل ختان او زواج او خطوبةسابدا بلفت نظر الهايكا اولا ثم بعد ذلك امامنا القضاء لانه فعلا هذه الاذاعة لم يعد ينفع معها دواءم حمود حرشاني
