تعقيبا على ما جاء في مقال الزميل الصحفي و الأديب استاذنا محمود الحرشاني بعنوان " يحيرني أمر القناتين التونسيتين الوطنيتين الأولى و الثانية " الصادر بجريدة " الزمن التونسي " بتاريخ 13 أيار مايو 2011 و ما تطرق إليه من إشارات سلبية قد تؤثر على مشاهدي القناتين بسبب اعتماد الأخيرتين تسريب أخبار قد تزيد في تفاقم الوضع الداخلي للبلاد و ما تنجر عنه كثرة الاعتصامات واقتحام حرمة المؤسسات من قبل العاملين فيها و قطع الطرق المؤدية ، في وقت تمر فيه تونس بفترة انتقالية جد حرجة و تونس وطن للجميع ،و على الجميع أي " التوانسة" أن يعمل كل من موقعه من أجل حماية البلاد و العباد و حماية المؤسسات و الإدارات العمومية و البنوك الخ ... لأن مهما كان فهذه المؤسسات هي في خدمة المواطن و إذا تعطلت خدمة المواطن تعطلت البلاد كلها و انتشرت الفوضى . صحيح أن كل التونسيين و التونسيات يريدون أن يتكلموا ، أن يعبروا عن آرائهم ، وأن يطرحوا مطالبهم ، خاصة بعد اندلاع ثورة 14 يناير 2011 التي أعادت لهم الثقة في النفس ، مثلما أعادت لهم حريتهم في التعبير . لكن علينا أن نعرف أنه لا يمكن لهذه المطالب أن تتحقق بين عشية و ضحاها و لابد من وقت لدراسة كل مطلب و العمل على تسوية مئات الملفات و إيجاد شغل لكل طالب شغل .. كل هذا يحتاج لوقت ، فالحكومة المؤقتة لا تملك عصا سحرية ولكن ، لنكن متفائلين فالقادم أفضل و سوف تتحسن الأحوال مستقبلا فتونس لها رجال . الثورة التونسية " ثورة الياسمين" ثورة شباب يافع قدم نفسه فداء للوطن ، هي ثورة لم تمنح لهم حرية الحرق و النهب و قطع الطرقات و إحداث الفوضى هنا و هناك و بث البلبلة و الفتنة بين الناس ... نعم لقد نسي المواطن التونسي كيف كان يعيش في سجن أيام حكم المخلوع ، و هو المواطن المغلوب على أمره الذي لا يتجرأ أن ينطق بحرف واحد في عهد بائد ديكتاتوري بوليسي ... عدم استقرار بلادنا ، يتولد عنه شعور بالخوف من المستقبل وهذا أمر يعد خطيرا فقد آن الأوان أن نبني تونسالجديدة. و كما قال مانديلا عندما وجه رسالته إلى شعب تونس و مصر" الهدم فعل سلبي والبناء فعل إيجابي ". فلنبني تونس وطننا بثقة متبادلة و فخر و محبة و أن نضع اليد في اليد و نتعاون على الخير و الصفاء من أجل تونس الحضارة تونس الشعب الكريم الذي استطاع أن يعطي العالم أحسن مثال في تقديم ثورة حضارية أعجبت و أبهرت شعوب الدنيا و صفقت لها . لذا رجاء من وسائل إعلامنا بشكل عام أن يدققوا و لا يتسرعوا في تقديم أو نشر أية معلومة سواء كانت مكتوبة أو مسموعة أو مرئية قد تضر بثورتنا المظفرة .خاصة و أن تونس تعيش ظرفا مؤقتا حساسا و وضعا صعبا على جميع المستويات ولا بد أن نتعاون جميعا على تجاوز هذه المحنة.. بصراحة نحن نريد صورة جميلة عن تونس ما بعد الثورة ، مع إعلام حر و نزيه لا إعلام يزيد الطين بلة . * رضا سالم الصامت مستشار اعلامي لوكالة الأخبار الدولية بعمان الأردن مكتب تمثيلها تونس