'كان 2025': الجزائر تفتتح مشوارها بانتصار عريض على السودان    تطاوين: إطلاق حملة للتبرّع بالدم وسط مدينة تطاوين في إطار مجهودات دعم المخزون الوطني من الدم    الإطاحة بشبكة لترويج الأقراص المخدّرة بفريانة وحجز قرابة 330 ألف قرص مخدّر    الليلة: الحرارة تترواح بين 4 و12 درجة    مناظرة 2019: الستاغ تنشر نتائج أولية وتدعو دفعة جديدة لتكوين الملفات    بابا نويل يشدّ في'' المهاجرين غير الشرعيين'' في أمريكا: شنوا الحكاية ؟    أستاذ قانون: العاملون في القطاع الخاصّ يمكن لهم التسجيل في منصّة انتداب من طالت بطالتهم    هيئة السلامة الصحية تحجز حوالي 21 طنا من المواد غير الآمنة وتغلق 8 محلات خلال حملات بمناسبة رأس السنة الميلادية    توننداكس ينهي معاملات الإربعاء على منحى سلبي    كأس افريقيا للأمم : فوز بوركينا فاسو على غينيا الاستيوائية    قبلي: الاعداد لمشروع انتاج الكهرباء من الطاقة الشمسية الكهروضوئية المزمع انجازه بمعتمدية رجيم معتوق    الديوانة تكشف عن حصيلة المحجوز من المخدرات خلال شهري نوفمبر وديسمبر    في الدورة الأولى لأيام قرقنة للصناعات التقليدية : الجزيرة تستحضر البحر وتحول الحرف الأصيلة إلى مشاريع تنموية    القصور: انطلاق المهرجان الجهوي للحكواتي في دورته الثانية    زلزال بقوة 1ر6 درجات يضرب هذه المنطقة..#خبر_عاجل    الرابطة الأولى: علاء الدين بوشاعة رئيسا جديدا للمستقبل الرياضي بقابس    الديوان الوطني للأسرة يجهّز ثلاث مصحات متنقّلة بهذه المناطق    عاجل: شوف شنيا قال عصام الشوالي على الماتش الجاي لتونس    قفصة: إصدار 3 قرارات هدم لبنانيات آيلة للسقوط بالمدينه العتيقة    عدّيت ''كوموند'' و وصلتك فيها غشّة؟: البائع ينجّم يوصل للسجن    مدرسة الطيران ببرج العامري: ارتفاع سنوي في عدد الطلبة و مسار مهني واعد    تزامنا مع العطلة المدرسية: سلسلة من الفعاليات الثقافية والعروض المسرحية بعدد من القاعات    عاجل/ بعد وصول سلالة جديدة من "القريب" إلى تونس: خبير فيروسات يحذر التونسيين وينبه..    قائمة سوداء لأدوية "خطيرة" تثير القلق..ما القصة..؟!    حليب تونس يرجع: ألبان سيدي بوعلي تعود للنشاط قريبًا!    كي تشرب القهوة يجيك النوم علاش؟...السّر الي ماكنتش تعرفو    هام/ المركز الفني للبطاطا و القنارية ينتدب..    عاجل: هذا موعد الليالي البيض في تونس...كل الي يلزمك تعرفه    ندوة علمية بعنوان "التغيرات المناخية وتأثيرها على الغطاء النباتي والحيواني" يوم 27 ديسمبر الجاري على هامش المهرجان الدولي للصحراء    رد بالك: حيلة جديدة تسرّق واتساب متاعك بلا ما تحسّ!    عركة كبيرة بين فريال يوسف و نادية الجندي ...شنوا الحكاية ؟    قابس: أيام قرطاج السينمائية في الجهات ايام 25 و26 و27 ديسمبر الجاري بدارالثقافة غنوش    درجة الحرارة تهبط...والجسم ينهار: كيفاش تُسعف شخص في الشتاء    هذا هو أحسن وقت للفطور لخفض الكوليسترول    بول بوت: أوغندا افتقدت الروح القتالية أمام تونس في كأس إفريقيا    صفاقس: تركيز محطة لشحن السيارات الكهربائية بالمعهد العالي للتصرف الصناعي    تونس: حين تحدّد الدولة سعر زيت الزيتون وتضحّي بالفلاحين    الحماية المدنية :425 تدخّلا خلال ال 24 ساعة الماضية    عاجل: تغييرات مرورية على الطريق الجهوية 22 في اتجاه المروج والحمامات..التفاصيل    عاجل/ العثور على الصندوق الأسود للطائرة اللّيبيّة المنكوبة..    بطاقة التعريف عن بعد لتلاميذ الثالثة ثانوي: شنيا الحكاية؟    راس السنة : جورج وسوف بش يكون موجود في هذه السهرية    مع بداية العام الجديد.. 6عادات يومية بسيطة تجعلك أكثر نجاحا    وزارة التجهيز تنفي خبر انهيار ''قنطرة'' في لاكانيا    عاجل/ قضية وفاة الجيلاني الدبوسي: تطورات جديدة..    البرلمان الجزائري يصوّت على قانون يجرّم الاستعمار الفرنسي    تونسكوب تطلق نشيدها الرسمي: حين تتحوّل الرؤية الإعلامية إلى أغنية بصوت الذكاء الاصطناعي    عاجل: اصابة هذا اللّاعب من المنتخب    اتحاد المعارضة النقابية: استقالة الطبوبي ليست نهائية ولم تكن مفاجئة    كأس الأمم الإفريقية المغرب 2025: برنامج مباريات اليوم والقنوات الناقلة..#خبر_عاجل    كأس أمم افريقيا (المغرب 2025: تونس-اوغندا 3-1): تصريحات ما بعد المباراة..    انفجار في دار لرعاية المسنين في ولاية بنسلفانيا الأمريكية والنار تحاصر المقيمين    عبد الستار بن موسى: المنتخب الوطني قادر على التطور.. والمجبري كان رجل مباراة اليوم    اشتباكات بين الجيش الأردني ومجموعات مسلحة على الحدود مع سوريا    دعاء السنة الجديدة لنفسي...أفضل دعاء لاستقبال العام الجديد    مع الشروق : تونس والجزائر، تاريخ يسمو على الفتن    في رجب: أفضل الأدعية اليومية لي لازم تقراها    برّ الوالدين ..طريق إلى الجنة    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



السحر والشعوذة والدجل فى حياة الزعماء العرب
نشر في الزمن التونسي يوم 05 - 11 - 2011

الإنسان بغض النظر عن جنسه وعرقه وأصله وفصله ومكانه على الأرض يؤمن بما وراء الطبيعة ( الميتافزيقا ) من قوى خارقة غيبية لها انعكاسات ومؤشرات على حياته ، ويتفاوت هذا الإيمان بها من شعب لشعب ، ومن إنسان لإنسان ، وذلك لأنها من الموروثات الفكرية لأجيال سابقة ، تناقلتها جيلاً بعد جيل ، ولا يستطيع أى جيل إنكارها والعمل على إلغاءها ، ذلك لأنه ملزم أدبياً وأخلاقياً ليكرر ما قاله بني قومه وأجداده الأوائل عنها حتى لو لم يعترف بها.
الخرافات تحتل الرأس العربي بكباره وشبابه ونسائه ، اذ لا يوجد عربي الا وبعض الخرافات مختزنة في عقله ورثها كما يرث المال والعقار، ولا يستطيع احد ان ينزعها من عقله فقد عششت في دماغه وباتت عقيدة ومبدأ من الصعوبة بمكان أن تغادره، وكل ايديولوجية لها أوراقها الخرافية التي يلعب بها الكبار للحفاظ علي الرعية من الانفلات ومن ثم الاستقلال.... وكل قطيع لهم راع يحافظ علي التماسك الداخلى عبر مخدرات الأوهام ، ومورفين النصر للحفاظ على الكيان المأخود نحو الوهم والضياع والخراب.
سر ولع الناس بالخرافات و أسرار ما وراء الطبيعة هو رغبتهم في معرفة أقدارهم سواء كانت جيدة أو سيئة وممن يأخذونها ؟ من الجهلة وسقطة الناس وطلاب الشهرة والجاه والمال أصحاب الحيل والشطارة فى الضحك على ذقون الناس وابتزاز أموالهم فهم لا ضمائر لهم ولا أخلاق ، وهم أبعد عن الناس عن معرفة الله والخوف منه .
هؤلأ الذين يتسمون بالشيوخ وبتشحون السواد فى أفكارهم وخزعبلاتهم وملابسهم ، وتارة الملابس الخضراء والعصابات المشدودة على جباههم التي لا تعرف السجود لله ، وانما لشياطينهم من الإنس والجان .. وليس أدل على ذلك وكما ورد فى أحد التقارير أن العالم العربي ينفق من 5 : 7 مليار دولار سنوياً لفك السحر وجلب المحبة وايقاع الضرر بين الناس ، ولعمل الحظوة ولدفع الأذى ، وحب السيطرة ونزعة الشر ، وجلب المال والجاه ، والنجاح في العمل والحياة!!
ومثلما يشهد هذا العصر طفرة فى مجال التقدم العلمى والتكنولوجى فإنه يشهد في الوقت ذاته عودة للخرافات والخزعبلات والشعوذة والسحر والدجل وأسرار ما وراء الطبيعة.
وقبل ايام قفز الى ذهنى هذا السؤال : هل كان الرئيس السابق حسنى مبارك يؤمن بالسحر؟ .. فهذا السؤال تردد كثيرا فى الفترة الأخيرة بعد زيارة العرافة أم ماجد له بالمستشفى الذى يرقد فيه بشرم الشيخ لقراءة الطالع له ولتخبره بالمستقبل الغامض الذى ينتظره وعلى رغم نفى أم ماجد أنها عرافة إلا أن نفيها فى حد ذاته والأسباب التي ذكرتها تؤكد أنها عرافة الرئاسة فما الذى يجعل امرأة مثلها ليس لها علاقة بالرئيس تقوم بزيارته وكيف يسمح لها بذلك دون أن يكون لها سابق معرفة بمؤسسة الرئاسة وهل أى شخص يستطيع الآن مجرد الدخول إلى المستشفى الموجود به الرئيس وليس زيارته شخصيا؟.. العديد من المصادر أكدت أن البدوية أم ماجد هى عرافة الرئاسة منذ سنوات وأن زوجة الرئيس المخلوع كثيرا ما كانت تستمع إليها وتستشيرها فى العديد من الأمور وأن هذه العرافة قام مبارك بزيارتها هو وزوجته منذ سنوات وقالت له بإنه سيستمر في حكم مصر هو وعائلته وأقنعته بتوريث نجله جمال الحكم .. وأن مبارك قام قبل ذلك بزيارة إحدى العرافات التى أكدت له أنه وعائلته سيحكمون مصر، وما حدث أن سوزان مبارك فهمت القصة أن العائلة ستحكم مصر على التوالى وهذا ما جعلها تتشبث بالفكرة ولذلك قامت بعدها بزيارة العرافة أم ماجد التي أقنعتها بتوريث الابن الحكم..
الرئيس جمال عبد الناصر كان يحب أن يستمع إلى المشتغلين بالأرواح والعفاريت، من بينهم الشيخ محمد لبيب، وكان يستدعيه لتسلية الضيوف بألعابه الغريبة، وليست فيها خدعة واحدة، فكلها عيني عينك، يضع الكوب في جيبك ويستخرجها من جيب أي واحد من الحاضرين، ويلقى بالكوتشينة إلى السقف فتستقر هناك ويستدعيها ورقة ورقة، وقد طلب ذات مرة من السيدة أم كلثوم فى حضور عبدالناصر خاتمها، فرفضت، فأخذه من زوجها الدكتور حسن الحفناوى ووضعه في كوب من الماء وألقاه من النافذة وطلب منها أن تبحث عنه فى حقيبة يدها، فرفضت دخول العفاريت فى شنطتها، وأشارت ناحية أنيس منصور الذى كان موجودا بين الحضور وقالت: عندك أنيس وكلكم عفاريت زى بعض! واخرج الخاتم من جيبه.
اما أغرب قصة سحر مرتبطة باسم الرئيس الراحل جمال عبدالناصر بعد أن أعلن حاخامات مسئوليتهم عن قتل الرئيس المصرى باستخدام السحر الأسود، حيث اعترف الحاخام بنياهو شموئيلى بمسئولية 3 حاخامات عن تصفية عبدالناصر عام 1970، والحاخامات الثلاثة هم إسحق كَدُّورى ، وشاؤول داود حى معلم، ويوسف زاروق ، وقال إن الثلاثة ينتمون لحركة القبالاة « التصوف اليهودى »، المشهورة بإتقان أعمال السحر الأسود والشعوذة، والتى تتمتع بتأثير واسع فى إسرائيل، من خلال المداومة على صنع الأحجبة والأعمال السحرية، وتوزيع « البركات » على الجنود، ورجال الأعمال حتي كبار السياسيين قبل كل معركة انتخابية وأن الثلاثة اجتمعوا وقرروا إيذاء عبدالناصر وقتله بالسحر!! .. وأحضروا كبد بهيمة وقلبها ورئتها، واتفقوا علي استخدام أسماء الجلاله اليهودية الواردة فى مخطوط دينى قديم ، وكتابة تعويذة منها علي الكبد ، لاستخدامه فى قتل عبدالناصر، ولكن فجأة هبطت عليهم ملائكة من السماء ، وسمع هاتف فى أذن الحاخام شاؤول داود حى معلم ، وقال له : لا تفعل هذا الأمر، إياك واستخدام أسماء رب العزة، فقال الحاخام : حسنا، لن أستخدم الأسماء المقدسة، لكن عليكم أن تقوموا بهذه المهمة ، فليمت عبدالناصر، ويختفي اسمه من سجل الأحياء ، وأخذ الحاخام شاؤول دافيد والحاخام إسحق كدورى 100 مسمار صلب، وشرعوا يغرسونها فى قلب البهيمة، وكانوا يرددون بعض الكلمات المبهمة مع كل مسمار يغرسونه في القلب، وفى النهاية وضعوا القلب على موقد طبخ لمدة 3 أيام حتى تفحم تماما، وصار أسود اللون ولا يمكن التعرف عليه، بعد ذلك دفنوه، وأعلنوا لتلاميذهم أن عبدالناصر مات..
علي النقيض تماما كان الرئيس السادات لا يؤمن بالعرافين فقد كان ينفر من هذه الممارسات، وذات مرة طلبت منه حرم الرئيس الإسرائيلى حاييم هرتسوج أن تقرأ له الكف ، فاعتذر، وقال : أنا لا أحب هذه الممارسات، لكن جيهان تحب ذلك وبالفعل فقد روى أنها كانت تستعين ببعض العرافين من داخل الكنيسة للحفاظ علي حبها مع الرئيس السادات فضلا عن تنبؤ عرافة لها بأنها ستصبح سيدة مصر الأولى وقالت لها العرافة وقتها: إنها ستصبح ملكة مصر فى الوقت الذى كانت هى وزوجها الضابط الصغير « أنور السادات » المفصول من الجيش يبحثان عن أجرة البيت فاستغرقا في الضحك من سذاجة هذه العرافة وقد تنبأت إحدى العرافات اليهوديات في 1981 بقتل الرئيس السادات قبل نهاية العام وقد نشرت الصحف الإسرائيلية هذا الكلام وقتها.
إن علاقة مبارك بالعرافين والدجالين قديمة بدأت فى نهاية الخمسينات عندما كان مبارك ضابطا فى السودان والتقي بعراف سودانى تنبأ له بأنه سيصبح رئيسا لمصر، فى الوقت الذي كان لا يتعدى طموحه السياسى أكثر من محافظ أو سفير وهو ما جعله لا يأخذ الأمر بجدية إلي أن وجد نفسه رئيسا وهذا ما بنى جسرا من الثقة بينه وبين العرافين بعد ذلك خصوصا عندما تم تعيينه نائبا للرئيس السادات، قام أثناء هذه الفترة بالتردد علي سيدة فى مصر الجديدة اتضح بعد مراقبة أمن الرئاسة لبيت هذه السيدة أنها سيدة تدعى أنها تعرف الطالع وتعرف المستقبل ويتردد عليها الكثير من الأمراء العرب أو ترسل لها طائرات خاصة لتذهب لقراءة الطالع لبعض الحكام العرب وعندما سأل أمن الرئاسة عما يفعله نائب الرئيس لديها ذكرت أن مبارك حضر عدة مرات ليسألها عن مستقبله السياسى فقالت له إن نجمه فى صعود وأنها ترى دماء كثيرة وقتلى وجرحى فقال لها وأنا ماذا سيحدث معى قالت سيصعد نجمك إلى مرتبة عالية ، ففرح وانصرف .. وتحدث أمن الرئاسة مع السادات فقال : إن نائبه رجل مجنون أن يصدق الدجالين والمشعوذين.. نفس الكلام الذى قالته له عرافة مصر الجديدة هو ما قالته له منجمة فرنسية بعدها بأنه سيحكم مصر بالدم وهذا ما حدث بالفعل في حادث المنصة الذى راح ضحيته السادات وتولى بدلا منه مبارك رئاسة البلاد.
إيمان مبارك بالعرافين لم يقتصر على من هم بداخل البلاد ففي العام 1982 كان مبارك في باريس حين أحضر له الدكتور بطرس غالى منجمة فرنسية كانت شهيرة في أوساط الدبلوماسيين وقالت المنجمة لمبارك ضمن نبوءات أخرى كثيرة ستموت في السنة التى تعين فيها نائبا لك ويبدو أن هذا هو السبب الرئيس الذى جعل مبارك يرفض طيلة حكمه تعيين نائبا له.....
كما يبدو أن العام الحالى سيشهد نهاية مبارك طبقا للتقارير الصحية الواردة من مستشفي شرم الشيخ، والغريب فى الأمر أن هذا العام شهد تعيين نائب له وهو عمر سليمان وهذا ما يفسره البعض بالسر وراء زيارة العرافة البدوية أم ماجد المستشفي عندما تذكر مبارك نبوءة العرافة الفرنسية منذ ما يقرب من ثلاثين عاما بوفاته فى نفس العام الذى يعين فيه نائبا له... كما ترددت بعض الأقاويل أيضا أن مبارك قام بزيارة مفاجئة إلى السنغال خلال السنوات الماضية لمقابلة عراف شهير يذهب إليه البعض من رؤساء الدول.. وجمال مبارك قام بنفسه خلال السنوات الماضية بزيارة العرافة اللبنانية الذائعة الصيت ليلى عبداللطيف التى أخبرته بأنه سيصبح رئيسا لمصر والغريب في الأمر أن بعد نجاح ثورة الخامس والعشرين من يناير خرجت علينا عرافة تدعى بسنت يوسف عضو الجمعية البريطانية لعلم " التاروو" تتنبأ بأن مبارك وزوجته سيختفيان من الحياة السياسية إلى الأبد ، وأن جمال مبارك سيعود مجددا إلى الساحة السياسية وأنه سيترشح لرئاسة الجمهورية بعد 8 سنوات من الآن!!
الإيمان بالسحر لم يقتصر علي رؤساء مصر فقط فهناك العديد من رؤساء الدول الأجنبية الذين اعتقدوا بالسحر علي رأسهم الرئيس الأمريكي الأسبق كارتر فعندما زار مصر فى منتصف السبعينات كان أول ما طلبه كارتر وسأل عنه سيدة غجرية تعيش فى منطقة نزلة السمان بالهرم واندهش الحاضرون حتى كشف كارتر عن السر وقال إنه زار مصر فى الستينات وقبل أن يفكر فى الترشح للرئاسة تقابل مع هذه السيدة التى تنبأت له بأنه سيصبح رئيساً لأمريكا!!
هذا ما ينطبق أيضا علي الرئيس الأمريكى السابق جورج بوش والروسى السابق بوتين والفرنسي الحالي ساركوزى ، ورئيس دولة بورما « تان شوى »، فهو رجل مصاب بهوس السحر لدرجة دفعته للقيام بنقل العاصمة من مدينة يانجون 6 إلي قرية نيبيداو التي تفتقر إلى المياه والكهرباء، وتكمن داخل الغابات بسبب تنبؤ المنجم بسقوط الحكومة إذا لم ينقل العاصمة.
فضلا عن ذلك فهناك العديد من الرؤساء والزعماء العرب طالتهم شائعات اللجوء إلي العرافات والمنجمات، منهم جعفر نميرى رئيس السودان الأسبق عندما فوجئ وهو ضابط صغير بجنوب السودان بشخص غريب يظهر فجأة من بين الأشجار ويتنبأ له بالحكم والسلطان ثم يختفى وعندما تولى جعفر نميرى الحكم فى السودان فوجئ بنفس الرجل يظهر في بيته ويترك عصا ثم يختفى وظل نميرى محافظاً على تلك العصا لا يتركها من يده حتي كان اليوم الذي انكسرت فيه فحزن ولم يخرج من بيته إلى مبني الاتحاد الاشتراكى حيث الاجتماع السياسى الهام ليكتشف رجاله مؤامرة انقلاب عليه وقتله لينجو من القتل بسبب وجوده في منزله.
وسر ولع بعض الرؤساء والزعماء بالخرافات و أسرار ما وراء الطبيعة هو رغبتهم فى معرفة أقدارهم سواء كانت جيدة أو سيئة .. فسوق الخرافة مكتظ بالزبائن في هذه الايام .. والبضاعة المعروضة هي بضاعة فاسدة فى طرد خادع .. " عندما يمر الناس بأوقات صعبة يلجأون عادة إلى كل ما هو روحاني "
لذلك تستشرى فى المجتمعات العربية ظاهرة السحر والشعوذة والدجل وقراءة الفنجان والكف وغيرها من وسائل كثيرة يحتال بها البعض على الكثيرين من البسطاء الذين يتربصون باي بارقة امل تنير لهم الدرب وتزيل عنهم الكرب ووتريحهم من الهم والغم وخاصة المرأة التي تلجأ في كثير من امورها الحياتية الى الدجل والسحر بحثا عن حلول لمشكلات راسخة في العقول او مرض استعصى عن الطب رغم ان الرسول صلى الله عليه وسلم يقول من اتى كاهنا او عرافا فصدقه بما يقول فقد كفر بما انزل على محمد... اغلب من يلجأ لهؤلاء المشعوذين هم أولئك الذين يعجزون عن إيجاد تفسير علمى لحالاتهم النفسية أو الاجتماعية أو الصحية ويقف الطب أمامها حائرا فى العلاج فهم يعتبرون أن الدجل هو الطريق الأسهل والأكثر نجاعة لحل هذه المشكلات ولعل من المظاهر التى عايشتها شخصيا ما ادعته أسرة أن النار تندلع فجأة فى غرفة الملابس و المسكن واستنجدت بالسلطات المحلية ثم طلبة الرقية وتبين بعد التحقيق أن غرض هذه العائلة هو الحصول على سكن من الدولة لان منزلهم ريفى متهالك .. ومع ذلك اتصلت بالعديد من علماء الاجتماع الذين يرون إن الدجل والشعوذة موجودة منذ القدم ومنتشرة في كثير من الدول والمجتمعات لكنها ترتكز في المجتمعات التي تتفاقم بها المشكلات دون وجود حلول جذرية ومنطقية و لافرق بين الرجل والمرأة في حالات الاستنجاد بالدجالين ولكن المرأة اسبق دائما وهي صاحبة الخطوة الاولى لان كثير من المشكلات تخصها أكثر وإنها أكثر حساسية من الرجل كمشكلة الإنجاب والعنوسة ومعاملة الزوج والحماة وغيرها وتوفيق بناتها مع رأى الدين واضح في هذه المسائل ولا يحتاج إلى اجتهاد فالأمر محرم بنص من الحديث الشريف كون السحرة والمشعوذين يستعملون الغيبيات وهي من اختصاص الله سبحانه وتعالى.
بعض وسائل الإعلام لعبت دورا سلبيا فى هذا الموضوع فساعدت عن انتشار هذه المظاهر التي تعكس درجة التخلف فى المجتمع على غرار نشر بعض الصحف لحادثة وجود شعرة فى مصحف إبان حرب الخليج الأولى وهى دلالة حسب الصحيفة على انتصار صدام على الأمريكان فالعديد ركض لفتح المصاحف ووجد بعضهم الشعرة التي سقطت بالتأكيد من رأسه أثناء فتح المصحف فاقتنع أن شعرة في مصحف ستنصر صدام ولم ييأس إلا بعد تنفيذ حكم الإعدام فى الرجل فاقتنع أن الشعرة مجرد وهم.
نحن بحاجة إلى مزيد من الوقت ، وإلى كثير من الصراع مع المناخ الثقافى السائد من ناحية ، والصراع مع الذات من ناحية أخرى ، للخروج من دائرة الفكر الأسطورى ، والأخذ بناصية العلم والمعرفة والتكنولوجيا وامتلاك رؤية ممتنعة على الخوف من الكائنات الخرافية التي لا أساس لوجودها البتة ، والتعامل مع مكوّنات هذا العالم بقدر أكبر من العلم و الثقة والأمان والواقعية لننشئ أجيالا وشعوبا لا تستمرئ الذل والهوان...طبقا لدراسة شهيرة لمركز البحوث والدراسات الجنائية فإن مصر بها دجال لكل 120مواطنا، و300 ألف ساحر يدّعون تحضير الأرواح ، ومثلهم يدّعون علاج الناس من الأمراض والمس الجنى بالقرآن والإنجيل ، وأن 50 % من نساء مصر يؤمن بالسحر وأعمال الدجل والشعوذة، ودائمات الزيارة للمشايخ والسحرة ، وأن 40% من المثقفين على علاقة بالسحرة والدجالين.


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.