أبو مازن جاد المتعجرف الأخرق المنتقد للحكومات و للمعارضات و للمحكومين والغير القابل للنقد و الانتقاد، بصرفاق أصمّ أبكم ناله هاشم المسكين فرفع عنه حجاب التمسكين و نطق بعد ان سكت لشهور عن ما يدور داخل بيته الاعلامي فيحدثنا حديث الأروقة و الكواليس البعيد عن أنظار الكاميرا وعن المباشر ويحدثنا أيضا عن التعليمات الفوقية التي تفرض على الاعلام بعد الثورة المدنسة. وحش شاشة العائلة الغرّ الفريد انتقد الجميع وسبّ الكلّ و قد اعتبر كل من يعانده رعاع سذج قمل فقاقيع. ما عساني أن أقول، وقد سألت من قبل عن سبب استقدام هذا الكويتب الدارج لينكشف يوميا على نسمة فينال من أنظار المتابعين و ينال من ذوقهم و أسماعهم. لا يهم اليوم وقد راح كل لحال سبيله ولكن كما قالت العرب رب ضارة نافعة فهاهي الأقاويل والتصاريح تتوالى و تتدفق وهاهي الاحراجات و التململات ترتفع و تيرتها ولكننا لم نسمع حتى الساعة عن بيان أو موقف رسمي أو غير رسمي يصدر على لسان الهيئتين المستقلتين الايزي والهايكا وقد خاضت المنابر لأيام في ارتباط نسمة الوثيق بالتضليل الانتخابي والحشد الشعبي لقائمة بعينها ومرشح بعينه. لقد تكاثرت التحاليل أيام الانتخاب وبعدها وقيل ما قيل ولكنه بقي مجرد مشاعر جياشة أتت اثر انهزام بعض الأطراف وانحدار شعبية أطراف أخرى وكانت الهايكا توهمنا بأنها تراقب عن كثب و توزع الخطايا المالية بعدل على القنوات، هات خمسة هات عشرين هات أربعين مليون، كل بقدر وكأن الأمر مجرد مخالفة يرتدع صاحبها. قال شوكات منذ أيام على نفس القناة أن الفوز في الانتخابات كان نتيجة دعم اعلامي كبير لقناة نسمة التي احتضنت الحزب الوليد و محلليه و احصائييه و المستقلين المتعاطفين معه وأعداء خصومهم الذين استقدموا على عجل ليذكروا بالماضي وافتراءاته ويدحضوا الحقيقة المرة التي كشفتها الثورة المدنسة. الهايكا ذلك المنتوج للمجلس التأسيسي الذي هللنا لميلاده وأشاد الجميع باستقلاليته، كيف لا والمجلس ساحة للوغى السياسية، تتلى فيه سيرة المترشح الذاتية ويبحث في أصله وفصله وعمه وخاله وجيرانه ان كان مرتبطا بفكر معين أو شوهد خارجا من المسجد اثر أداة صلاة نهارية. سكتت الهايكا عن عديد الشواهد التي جدت على نسمة وقالت يومها أنها تفتقد الدليل فماذا أنت فاعلة اليوم وقد حصلت على المدعمات والحجج الكافية لتتحرك وتلجم هذه القناة الثرثارة فتلتزم بالثورة و بمستقبل جمهورية ثانية بعيدا. أما الايزي التي راوغتنا من قبل عديد المرات في قضايا الطعون و التزكيات رغم ما عبّر عنه أغلب التيارات السياسية من رضا و حسن قبول بتعيين لجنة متكاملة مشهود لها بالكفاءة و بعيدة كل البعد عن الحسابات الحزبية الضيقة. حصرت الهيئة في يوم من الأيام قائمة في التزكيات المزورة ولجأت الى القضاء لتطمس تلك الاسماء رغم سقوطها من الدور الأول بفارق بعيد جدا عن المتفوقين الأولين ولكنها تواصل لا مبالاتها وعدم انشغالها بتلك الحال فتشرع للآبقين العابثين للمحاولة ثانية و تستنهض همهم للتزوير مرات و مرات. هاهي اليوم تعلم شأن رجالات تقدموا للانتخاب ودفعوا مالا أحمر لقنوات الاعلام و هاهي تعلم عين اليقين كيف خصصت أوقات طويلة و برامج حصرية لحزب ما و فكرة ما لأجل تأكيد الانقلاب على مبادئ الثورة وضربها بأبنائها فألبتهم وشحنت أفئدتهم بالأكاذيب والخزعبلات و التعلات الواهية فامتلأت ضيما وحقدا وحنقا كاد يحرق تونس لولا ثلة من العاقلين. هاهي الايزي الموقرة التي سارعت في عقاب هذه القناة وذاك الراديو ثم صنفت عملهم الصحفي ابان الانتخابات تتصادم مع قرائن جديدة دامغة و أدلة تؤكد المنحى الشعبي الذي تذمر كثيرا من أداء هذه القناة وهي تعلن الولاء التام و التجند لقائمة بعينها و نمط مستحدث سراب يستهوي الظمآن ولما يصله لا يجد شيئا. لتتحرك هيئاتنا الموقرة بكل حكمة و روية فتضفي موقفا رصينا تجاه ما قيل وتراجع القرارات لتسد الثغرات و تبني المستقبل فالمواعيد القادمة عديدة وعديدة والتونسي مدعو لبناء جمهوريته الثانية المخالفة كليا لما عهده من ظلم ولجم و اسكات و تجن و اذلال لصوت الشعب لما تصدره صناديق الاقتراع ويشهد العالم بنزاهته وصدق قوله. ان العديد من القنوات ستتبع لا محالة هذا السجال و تسعى للدعم السياسي لإحدى التيارات السياسية فتطنب في تبيضه للمواطن الكريم البسيط الذي يرغب في أمن و قوت وحياة كريمة له و لعائلته.