قال الإعلامي سمير الوافي الاربعاء 23 سبتمبر أنّ جنازة القاضي مختار اليحياوي لم يحضرها سوى قلة قليلة من الوجود السياسية. وأضاف سمير الوافي من خلال صفحته الرسمية على الفايسبوك أن بعض الوجوه السياسية الذين تزاحموا أمام سفارة إحدى الدول لنيل تأشيرة يسافرون بها لتعزية عائلة ابن حاكم دبي غابوا عن هذه الجنازة. وقال سمير الوافي أن هناك من هرول نحو السفارة لتقديم العزاء لابن حاكم دبي إلا أن السفارة تعمدت إذلالهم وأهانتهم ومنعتهم من السفر، في حين أنّهم لم يتواجدوا في جنازة المناضل مختار اليحياوي ولم يتهافتوا على مواساة عائلته رغم أن المرحوم وأمثاله هم من دفعوا ثمن الديمقراطية التي صنعت هؤلاء وأنتجت كراسيهم وطموحاتهم. راشد الغنوشي, منصف المرزوقي, علي العريض و حمة الهمامي أبرز المشيعين لمختار اليحياوي علما أنه تم عشية الاربعاء 23 سبتمبر تشييع جثمان الفقيد القاضي مختار اليحياوي الى مثواه الأخير بمقبرة الجلاز. وقد حضر موكب الدفن ثلة من السياسيين على غرار الرئيس السابق محد منصف المرزوقي وراشد الفنوشي والأمين العام لحركة النهضة علي العريض والناطق الرسمي باسم الجبهة الشعبية حمة الهمامي ومحمد عبو. من ناحية تطرق الوافي في تدوينة أخرى الى علاقة تونس ببلدان الخليج مقارنا بين سياسة بورقيبة وسياسة الحال وكتب التالي: الزعيم الحبيب بورقيبة أطرد ذات يوم أميرا من دولة عربية بترولية غنية تشتري الهيبة بثروتها الطائلة...جاء لقضاء عطلة في تونس..الأمير من العائلة الحاكمة الآمرة اعتدى بصفعة على نادل تونسي في احدى فنادق الحمامات...وذاع خبر الصفعة المهينة مخلفا استياء شعبيا عاما تجاوب معه الزعيم بدون تردد ولا ارتباك ولا انحناء...فأطرد الأمير ولم يصدق وزير الخارجية التونسية القرار وهو يسمعه من بورقيبة...لكنه كان أمرا سياديا لا يتحمل الذل والاهانة...ورغم أن لبورقيبة عيوبا بشرية في بعض سياساته وشخصيته لكن مفهوم السيادة كان يرتقي عنده الى مرتبة القداسة...وكانت الشخصية التونسية التي يريد بنائها لا تساوم ولا تنحني عندما يتعلق الامر بالأنفة والكبرياء... نتذكر بورقيبة اليوم وبعض الدول الشقيقة تحاول مساومتنا بخبز أبنائنا...وتخاطبنا باستعلاء من وراء أبواب سفاراتها بيننا...وتستغل انبطاح بعض سياسيينا لتهيننا من خلال رضوخهم ...وتساومنا على قرارنا السيادي الوطني وتضغط لننفذ ونطبق...وتحولت الصفعة من خد نادل الى وجوه سياسيين فاعلين...ولكن لا حياء لمن يهان... لا بد أن نحترم أشقائنا ونمد لهم يد المحبة والتعاون والصداقة...لكن الاحترام من طرف واحد يصبح تذللا ...وسيظل بورقيبة يعطينا دروسا وهو في قبره...وسيظل ضريحه أكبر من قاماتهم الضئيلة...