خلف رحيل القاضي الفاضل والمناضل مختار اليحياوي ألما وحسرة ليس فقط في نفوس عائلته وأحبابه ورفاق دربه من المناضلين بل في نفوس العديد من التونسيين سياسيون كانوا أم غيرهم. وقد قال لل"الصباح نيوز" في هذا الصدد رفيق درب مختار اليحياوي زهير مخلوف " اليحياوي هو القاضي الوحيد الذي قال لا لمنظومة بن علي الإستبدادية وأعلنها مع احترامنا لجمعية القضاة التونسيين التي كانت تناضل في نفس النسق ونفس الإتجاه" وأضاف مخلوف أن مختار اليحياوي لم يقل لا لنظام بن علي بن انخرط في فعاليات المجتمع المدني من أجل ترسيخ العمل الحقوقي والدفاع عن الضحايا وقضايا حقوق الإنسان وأسس واياه الجمية الدولية لمساندة المساجين السياسيين وكان اليحياوي من المناضلين الذين شاركوا في تسديد الضربة المؤلمة لنظام بن علي سنة 2005 حيث دخل مع مجموعة من المعارضين على غرار نجيب الشابي، حمة الهمامي، العياشي الهمامي، سمير ديلو ومحمد النوري في اضراب جوع وقد تزامن ذلك مع قمة المعلومات التي انعقدت في تونس زمنها وحضرها مجموعة من الزعماء من عدة دول فالإضراب الجماعي الذي شارك فيه المختار اليحياوي أحرج نظام بن علي كثيرا فالدول التي قدمت للمشاركة في المؤتمر تحول اهتمامهم الى اضراب الجوع الذي خاضه المعارضون المذكورون حتى أن رئيس سويسرا انتقد نظام بن علي خلال مداخلة ألقاها بالمؤتمر فعمد النظام الى قطع الكهرباء حتى لا يستمع الشعب التونسي الى مداخلة الرئيس السويسري. واستمر مختار اليحياوي في نضاله الى ما بعد الثورة فانخرط في الهيئة العليا لتحقيق أهداف الثورة والإصلاح السياسي والإنتقال الديمقراطي وكانت له مواقف حول حقوق الإنسان والحريات في تونس وتنظيم الجمعيات والأحزاب وأيضا القضية الفلسطينية فقد كان مناضلا شرسا ضد قوى الردة. ثم تقلّد مهمة رئيس الهيئة العليا لحماية المعطيات الشخصية التي غادرها لأسباب صحية. وتابع زهير مخلوف قائلا أنه كان يزور اليحياوي بمنزله فيمنعه أعوان الأمن ورغم ذلك تمكن من اجراء حوارات معه أعطى من خلالها اليحياوي صورة قاتمة عن عدم استقلالية القضاء في عهد بن علي وأكد له أن من المستحيل على القاضي في ذلك العهد أن يكون مستقلا خاصة في مجال القضايا السياسية باعتبار أن التعليمات والتهديدات والإغراءات كانت تأتيه من "فوق" ولكنه كان متحفظا وفق محدثنا عن ذكر أسماء القضاة الذين كانوا ضمن تلك اللعبة. ولاحظ مخلوف أن رفيق دربه مختار اليحياوي كان يدافع أيضا عن ابن شقيقه المدون زهير اليحياوي الذي سجن في 2002 فقد كان يناضل عنه من الداخل كي يتم اطلاق سراحه بنشر مقالات اما بإسمه أو باسم مستعار تنتقد نظام بن علي القمعي. وتابع" مختار اليحياوي كان مبحرا حقيقيا على الأنترنيت لأنها كانت المظلة الوحيدة التي كان ينشر من خلالها المعطيات والحقائق والإنتهاكات التي كان يقوم بها نظام بن علي مشيرا أن اليحياوي كانت له بصمة خاصة في النضال وبقيت بصمته الخاصة في قانون الإنتخابات الأول وقانون الأحزاب وقانون الجمعيات والقانون المنظم للمعطيات الشخصية . واعتبر أنه بوفاة مختار اليحياوي فقد خسرت المعارضة أهم ركيزة كانت تعمل في السر وصوتها كان العمل الفعلي ما بعد الثورة وليس مجرد الكلام في التلفزات. وختم بالقول بأن مختار اليحياوي مناضل الخفاء الذي ستبكيه تونس يوما ما لأنه كان يناضل بدون مقابل ولا مزايدة ولا زيف ولا تزيّد. وفي نفس الإطار بيّن أنه تم فتح تحقيق في وفاته ووقع تشريح الجثة في انتظار تحديد أسباب الوفاة.