اجرى الحوار: شكري بن عيسى نافست وابهرت وخلبت الابصار واستهوت الالباب بفصاحتها ووقع كلماتها.. فجّرت كل طاقاتها وعبّرت عن مشاعرها واحاسيسها وحررت كل مكموناتها.. واظهرت تنوّع ابداعاتها وثراء ثقافتها وعمق وعيها والتزامها بقضايا الانسان.. ونالت لقب التفوّق والامتياز بجدارة واستحقاق.. وصارت احدى فصيحات العرب المتألقات.. ألّفت في القائها بين الصورة المشهدية والحماسة.. وجمعت القصة بالشعر والنثر والزجل.. والعمق والمعنى والرمز والقيمة والغايات.. "تاهت" في حب فلسطين.. ورفعت اعتبار الوطن بعباراتها المُلهمة عاليا.. واستحقت بعدد كلمات مداخلاتها اوسمة براقة.. وبعدد حروفها زهورا بديعة.. وبعدد حركاتها ميداليات التفوق من الذهب الخالص.. في المقابل اثبتت فشل جلّ السياسيين وعجزهم.. مثلت الحدث على امتداد شهر تقريبا في البلد.. وكانت ظاهرة خلاّبة خصبة بدلالاتها وابعادها في وقت الجذب والقحط.. وضخّت شحنة كبيرة من الامل مفقودة اليوم في بلدنا.. واعطت مساحة فسيحة من الحلم للشباب اليائس.. وردّت الاعتبار للغة الضاد المقصيّة.. وزادت الاعتزاز بهويتنا المطموسة.. ورسخت في الخصوصية والتجذر دون ان تنفي الكونية والانفتاح.. واعلت اسم تونس في سماء العالم ببروزها الرشيق.. واستحقّت بجدارة ان تكون ضيفة مبجلة لمساءلتها عن سر ابداعها وتميزها.. وعن اسباب ايمانها الراسخ بالتألق في وقت الفشل والاحباط.. وعن رؤيتها للمستقبل وعن نصائحها خاصة للسياسيين المنتجين للعقم.. وللشباب الذي يعاني من تعدد العراقيل وانسداد الافق.. وعن فصاحتها وعشقها العربية.. وعن التعليم ومشاكله.. وعن طموحاتها الشخصية والمهنية والسياسية والاعلامية.. - العربية تعود بسحرها معك.. ما السر؟ وماذا تمثل لك؟ انا أحب اللغة.. الحب والايمان والشغف والشعور بان هذه اللغة هي هويتي ربما هو الذي يجعلني موفّقة الى حد ما بان اقول ما اقول بلغتي. بالنسبة لي اللغة العربية هي لغتي، هي هويتي. انا ادافع على العربية من منطلق انها لغتي. اللغة تختزل الكثير من الاشياء. لغة شعب تمثل ثقافة وتاريخ وحضارة شعب. اللغة تراث الحضارة وتختزل كثير من مضامينها.. - كيف تنظرين لتهميشها؟ أعتقد ان تهميش اللغة العربية يعود بدرجات متفاوتة الى الى عدة عوامل: ربما يعود الى ما مررنا به من استعمار، وما مررنا به من جهل وتجهيل فجعلنا نبتعد عن هذه اللغة. ومن ثمّ هذه الانهزامية عند العربي. نرى انه "يجب" ان نقتدي بالآخرين. عقدة "الآغا"، عقدة "الخواجة". ان كل ما يفعله الغرب "جميل" بما في ذلك تكلم لسان الغير.. هذا جانب مظلم نعم.. لكن هناك جانب آخر مشرق.. العربية تتجدد، تواكب عصرها، تتلوّن، تتغير، لغة معاصرة، تكتب بمفردات جديدة من القاموس. وهذا دليل على ان هذه اللغة لازالت حيّة، لازالت نابضة.. - الفصاحة.. هبة ام موهبة ام غرام ام خبرة ام تحضير؟ تعريف بسيط للفصاحة: الفصاحة هي سهم الكلمة في قلب المعنى. الفصاحة هي ان اتكلم فيصل الى المستمع ما اريد ان اقول. بالنسبة لي "فصاحتي" ان صح التعبير ناتجة عن معرفة تراكمية، عن قراءات متنوعة. انا أومن جدا بالقراءة والمطالعة، المطالعة هي عنصر اساسي، مكوّن اساسي من مكوّنات شخصيتي، ومن المكونات التي تجعل من الشخص ينفتح على الاخر.. في كل كتاب تجارب جديدة، في كل كتاب مفردات جديدة، رؤية للعالم، اعتبر ان الكتاب افادني جدا. اعتبر ان جيناتي افادتني، الوراثة افادتني، وجودي في محيط ادبي افادني جدا. وهي كما قلت المعرفة التراكمية، وهي عدة عوامل تفاعلت مع بعضها. هي كل هذا. - أثبتتي جدارتك في مجال بقي حكرا على العرب المشارقة ونافست على لقب "فصيحة العرب" بقوة؟ لأنني آمنت برسالة.. صدّقت.. صدّقت انني هناك لأقول شيئا، لأقول بان هناك شق من هذه الامة لا يزال يتكلم بهذا اللسان، لا يزال يؤمن باللغة العربية، وليس اقل عروبة من المشرق. لدينا مفرداتنا الخاصة، لغة انتقائية وتشبه اهلها، طبيعي جدا. هذا مرتبط بطبيعة الناس بما اختارته الدولة بما اختاره الشعب، انا امثل تونس. هناك مدرسة في الشرق، مدرسة الشعر، مدرسة السجع. انا لغتي بسيطة لغتي معاصرة، تشبهني. تختزل هموم شعبي، اجد فيها من المفردات ما يشبه هذا الشعب. في النهاية آمنت وصدّقت انني هناك لاقول شيئا: اننا في المغرب العربي لدينا مدرسة مختلفة، لكن تنافس المدرسة المشرقية، وهي مدرسة جديرة بان تحترم، وبان يكون لها "مكان". - هل تشعرين بانك ظُلمت في النهائي، ارجو ان تجيبي بصراحة بدون مجاملة؟ لا أبدا. لم اشعر بالظلم. لأنني ارى الامور بمنظور مختلف، هو المزاج الى حد ما يحكم النتائج، هناك تراتبية ضرورية: ان يكون هناك اول وثان وثالث، ولكن المسألة ذوقية في المحصلة. لجنة التحكيم قد يكون فيها من يتذوق الشعر اكثر مثلا.. محمد ياسين فرح (الفائز الاول) ربما خدمه وجوده كإعلامي في "الجزيرة"، وزينب (الفائزة الثانية) هي شاعرة بالاساس.. في المجمل هي مسألة ذوقية، ولا تعنيني كثيرا المرتبة الاولى، المهم ان الرسالة وصلت وانني "موجودة".. - انت اختصاص علمي-تقني ولكنك متميزة في الآداب واللغة وخاصة اللغة الام.. إلام يعود ذلك؟ لأنني اكره التنميط، اكره الصور النمطية التي تُهدى الى هذا العلم او الى هذا الادب وغيره. انا تربيت على عبد الرحمان منيف، المهندس الاديب، عبد الرحمان منيف كتب لنا "مدن الملح" و"شرق المتوسط" وهو "زميلي" بالمناسبة في "الاختصاص" اي مهندس بترول. لا يوجد اي تناقض بين ان يكون الشخص ذا تكوين علمي ويكون له ميولات ادبية ويبدع. هناك من يستطيع ان يبدع في اكثر من مجال ومن لا يستطيع ان يبدع في اي مجال ببساطة. وهذا "العداء" الذي ربما خلقه النظام التعليمي: العلمي "متفوق" على الادبي او الادبي "اقل قيمة" او ان العلمي "لا يجيد اللغات" او التاريخ او الجغرافيا والانسانيات عموما، هذا خطأ كبير.. الانسانيات مهمة جدا وهي تأتي ربما في رأس الهرم، ولو اردنا ان نقيّم ستأتي في اول الهرم. من يضع القوانين ومن يكتب ومن ينظّر.. الخ. هو الذي يجب ان نضعه في الدرجة الاولى.. ولكن في النهاية الكل يكمّل بعضه ولا يوجد تناقض بين هذا وذاك. - تحدثت عن الهندسة البترولية التي هي اختصاصك، غادة اليوم ماذا تعمل في الحياة؟ غادة اليوم هي غادة قبل "فصاحة"، هي غادة قبل اربعة اشهر من الآن، هي عاطلة عن العمل، لكن مليئة بالطموح والعزيمة، حاولت كثيرا ان اشتغل في مجالي وانا اليوم متمسكة بالعمل في مجالي بالاضافة الى مجال ثاني الذي اكتسحته اخيرا وهو المجال الاعلامي، اليوم تاتيني عروض مهمة في هذا المجال، انا لم اوفق في مجالي الاساسي الهندسي بسبب عوامل كثيرة منها "ازمة البترول" بعد نزول اسعار النفط والمحسوبية في الانتدابات. - هذا يحيلنا على الشأن العام الوطني وقضاياه الحارقة، في هذا الخصوص هل لغادة ميولات ونشاطات؟ بكل صراحة انا اتبنى صوت هذا الشعب، انا أؤمن بالثورة واومن بالشعب واومن بالتغيير واومن بان لنا غد افضل يجب ان نعمل على تحقيقه، واننا قادرون على ان يكون لنا غد افضل، انا عملت كثيرا في المجتمع المدني والجمعياتي لمدة خمس سنوات تقريبا في جمعيات مختلفة ، وارى ان هذا النشاط الجمعياتي المدني يُغيّر، نعم يُغيّر ويصنع فارقا، في طريقة التفكير على المستوى الشخصي، وكل شخص يخرج من المجتمع المدني محمّل بافكار يحاول ان يطبقها في اطار اوسع هناك تغيير، نعم هناك تغيير يمكن ان يحصل. واعتقد انني اميل اكثر الى هذا النوع من التغيير الذي يرتبط بالواقع، نُغيّر بطريقة بسيطة، نُغيّر في محيطنا القريب، وشيئا فشيئا بتظافر هذه النشاطات وجهود الجميع يمكن ان نصنع شيئا مهما. - في اطار الحديث عن الثورة وعن التغيير، هل لغادة اهتمامات وميولات سياسية؟ انا اتابع، اعتبر انني متابعة للشأن التونسي والشأن العربي والشان المشرقي، اتابع ما يحصل حولي، لا استطيع ان اكوّن موقفا اقف عنده واقول هذا موقفي النهائي، لانني في كل مرة اكتشف شيئا جديدا، القضية الفلسطينية هي البوصلة بالنسبة لي عربيا، والمطالب الحقيقية للمواطن التونسي هي التي تشغلني داخليا، المطالب الاجتماعية التي جاءت من اجلها الثورة الشغل والتنمية وتساوي الحظوظ، والمطالب الثقافية بدرجة موازية انا اومن بالثقافة اومن بالعلم، حق الجميع في الوصول الى المعرفة الى الكتاب الى المعلومة الى قاعة السينما الى المسرح، انا اومن بالاستثمار في العقل البشري واومن ان لكل مواطن الحق في المعرفة، وبقدر الحق في الصحة والخبز الحق في الكتاب، الحق في الثقافة. - وضعت السياسيين في احراج عميق وحزت كل الاضواء بتألقك وابداعك في مقابل عجزهم.. كيف تقيميهم بكل صراحة؟ اجتهادهم لا يرتقي الى تطلعات شعب انعتق من نظام استبدادي وانحز ثورة. في ديسمبر 2015 بعد استشهاد الراعي مبروك السلطاني وجهت من اسطنبول لمن هم في الحكم اصابع الاتهام بانهم يتحملون مسؤولية دمه لانهم تركوه قبل ذلك للفقر وحرموه من التعليم.. المشكل الرئيسي للنخبة و الطبقة السياسية انهم يعيشون في يوتوبيا منفصلين عن واقع المواطن و همومه ومشاكله، لا أطروحات بديلة او برامج مقنعة.. و حتى الحلول التي تطرح، لا علاقة لها في الاغلب بما يبحث عنه المواطن.. - ما هي رسالتك لهم؟ هناك طاقات شابة مهمة جدا.. وهذا ليس شعارات فارغة كما يرددها اصحاب اللغة الخشبية.. هناك طاقات في تونس.. دعونا ننجز.. نريد ان ننبت في هذه الارض.. نريد ان نستثمر في هذه الارض.. استثمروا فينا.. لا تلفظونا خارج اوطاننا.. سوف نُشعّ من الخارج حينها ووقتها سيصل اشعاعنا هنا.. نريد ان نشعّ هنا.. نريد ان نصنع الفارق.. ونحن قادرون.. اسمحوا لنا افسحوا لنا المجال حتى نصنع اشياء، حتى نقول قولنا.. لا نريد ان نكون الشباب الذي تزينوا به محافلكم.. آمنوا بنا.. ليس الشباب مجرّد الشعارات.. نريد ان نكون الشباب الذي يستطيع ان يقود وان يصنع وان يغير.. - كيف تقيم غادة الشابة الطموحة الانتقال الديمقراطي في ظل نخب سياسية عاجزة وغياب مشاريع سياسية مبدعة؟ لا احب كثيرا ان نجلد ذواتنا، ولا احب ايضا ان نقول اننا الاروع وان كل شيء رائع.. في كل خطاباتي حتى خطابي الموجه لشخصي املأه بالامل، نحتاج الى مراجعات كثيرة والنخبة تحتاج الى مراجعات، الانتقال الديمقراطي يتعثر اليوم ويمر بمراحل صعبة.. - انت عولت اكثر على مجهودك الخاص وتكوينك الذاتي.. كيف تقيم غادة الفائزة عربيا المنظومة التربوية التعليمية؟ وما هي معالم الاصلاح برأيك! للاسف المدرسة التونسية في حالة انحدار، مدرستي احسن من مدرسة اختي التي تأتي بعدي بخمس سنوات، ومدرسة اختي احسن من مدرسة اخي الذي ياتي بعدي بعشر سنوات. هذا الانحدار يؤسفني ويؤلمني كثيرا، وما يؤلمني اكثر هو عدم الايمان بهذه المؤسسة العمومية. اليوم ارى جهدا للتغيير وجهدا للاصلاح ولكن ارى عدم ايمان، الجميع يبدو لفظ يديه عن هذا الموضوع. وهذا يحز في نفسي كثيرا عندما لم نعد نؤمن بمؤسساتنا العمومية، اليوم نأخذ اطفالنا ليتعلموا في مدارس خاصة ونحرمهم بذلك من النشوء في المحيط الطبيعي، في المدرسة كنا نعيش معا وكنا نلعب معا الفقير والغني وهذا هام. هناك تهميش للمدرسة العمومية وهناك فقدان للهوية، في تعليمنا يصنع جيل جديد من المتذبذبين.. اما الحلول فيجب ان نجتمع حول طاولة حوار ونقدم مقترحات ونبحث مشتركين عن الحلول، بعيدا عن الحلول المسقطة، فالقضية وطنية وتهم الجميع. - اللغة الفرنسية اليوم تدافع عنها النخب الفرنكوفونية والدولة الفرنسية بالرغم انها تخلق اكتضاض في التعليم الاساسي وتعيق اتقان بقية اللغات كيف تقيمين الامر؟ ارى اننا نحمل هذا العبء والارث الثقيل، مغصوبين، عندما نريد ان نرى مكانة هذه اللغة اليوم ليست بتلك المكانة التي كانت عليها من قبل، ولا ارى جدوى كبيرة من تعلمها الا من باب التنويع والثراء والانفتاح على الاخر، ما هي عدد الدول التي تتكلم بالفرنسية؟ وما هي اهميتها؟ وما هي علاقاتنا بها؟ اسئلة كثيرة يجب ان تطرح، ومهم جدا ان نتعلم لغتنا الام قبل كل شيء، لان لغتنا الام هي جواز سفرنا الى اللغات الاخرى، واذا لم نتعمق ولم ندخل في معاني لغتنا الام لا نتعلم اي لغة اخرى. اعتقد انا كأم مستقبلية اريد لابنائي ان يتعلموا لغتهم الام: اللغة العربية بالدرجة الاولى وبعد ذلك تاتي اللغات الاخرى، لانني اعلم جيدا وانا متأكدة من هذا من خلال خبرتي الشخصية، انا اجدت اللغات الاجنبية في عمر متقدم، انا تعلمت في الكتّاب انا لم اتعلم في روضة انا لم اتعلم الاغاني والاناشيد ولم احفظهم بالفرنسية، لكن اتقن الفرنسية احسن بكثير من كثر تعلموها من الروضة، لان المدخل كان بالنسبة لي هو تعلم اللغة الام. - الاعلام التونسي لم يكتشفك.. ومع ذلك اتجه نحوك لما نشر صورتك واسمك الاعلام الاجتماعي.. هل ان الفضاء العام مختطف من الفاشلين؟ الان اتذكر اشياء كثيرة.. انا كان عندي ما اقدمه.. مشاريع واكثر من عمل هادف.. طرقت ابواب واتصلت بعديد الاذاعات ولم يتم ادخالي من الباب.. اليوم كثير من وسائل الاعلام تتصل بي ليس لنؤسس معا للبناء وانما للاستفادة من ظهوري الاعلامي وهذا يؤلمني قليلا.. يؤلمني.. تمنيت ان أُكتشف هنا.. لا ان آتي "مسقطة" او ياتي اشعاعي من الخارج.. واليوم يقع "استثماري".. انا اقول ان الاعلام في درجة كبيرة منه يسيطر عليه او لنقل يسوّق الى "نمط معين".. - الشباب اليوم في كثير منه يجتاحه الاحباط واليأس.. ماذا تقول له غادة المتفوقة؟ وماذا تقول للسياسيين في الخصوص؟ بالنسبة للشباب، اقول له الحلم، الحلم مهم جدا، وصولي ووجودي هنا وقدرتي على ان اتكلم ويصل صوتي الى عدد كبير دليل على ان الحلم يتحقق اذا كان مدعوما بارادة وبعمل وبجهد، لا تيأسوا اليأس والاحباط هو أكبر شيء يمكن ان يعيقنا. انا لا انكر انني وصلت الى مرحلة من الاحباط، لكنني وقفت على قدميّ من جديد وقلت يجب ان لا يتوقف مساري ويجب ان اواصل ويجب ان احقق شيئا، وقلت سأصنع شيئا والحمد لله وفّقت، والتوفيق رهين الارادة والعزيمة. وبالنسبة للسياسيين اقول انظروا الى تجارب هؤلاء من الشباب الناشط في المجتمع المدني استطعنا ان نصنع.. لا احكي على تجربتي الخاصة، اتحدث على كثير من الشباب الذين كانوا معي في المجتمع المدني اليوم الكثير من المبدعين. احلام نصراوي مثلا تأخذ جائزة واحدة من افضل عشرة قادة تكرمها الخارجية الامريكية. هذه الفتاة القادمة من العمق التونسي من القصرين، اتت من هنالك وتذهب الى امريكا وتكرّم في العالم اجمع من لا شيء. بدون ايّ دعم بارادتنا بمجهودنا الشخصي استطعنا ان نغيّر. انتم كسياسيين عندكم موارد كثيرة، بيدكم القرار، انتم صناع القرار، تستطيعون ومطلوب منكم ان تغيّروا اشياء كثيرة، اذا امنتم. اذا نحن استطعنا ان نحدث هذا التغيير انتم تستطيعون ومطلوب منكم تغييرا اعمق واهم. - البطالة اليوم في صفوف الشباب اصحاب الشهائد مفزعة.. هل لغادة مقترح حل؟ الحل بالنسبة لي هو عند الشباب انفسهم، نحن لنا مشكلة كبيرة اننا نربط مصيرنا بالشهادة التي تحصلنا عليها وتصبح كل ما نملك تصبح كل شيء ونتقيد بالاختصاص الذي تعلمناه، ولا نريد ان نعمل خارج اختصاص شهائدنا، هذا غير منصف لذوات هؤلاء اصحاب الشهائد انفسهم ربما تكون امكانياتهم اكبر من ذلك بكثير، يمكن ان نغير يمكن ان نكتسح مجالات اخرى يمكن ان نصنع اشياء اخرى، تعلمنا لكي نكتسب معرفة لكي نرتبط باشخاص، يجب ان لا ننغلق في ما قدمته له لنا "الشهادة" يجب ان لا نبقى اسرى لها، يجب ان نتحرر من قيدها، يمكن ان يكون العمل شيء آخر يمكن ان يكون منطلقه الهواية الموهبة يمكن ان يكون استثمار.. اي شيء اخر.. ليس بالضرورة مرتبط بهذه الشهادة.. في كلمات:/font size=6 - العولمة.. ماذا تعني لك؟ خدعة كبيرة.. - الليبرالية وايديولوجيا الاستهلاك ومجتمع الفرجة؟ نعيشها وتلتهمنا.. - تونس؟ تونس.. معاني واشياء كثيرة.. هي.. اتوقف كثيرا.. ماذا ساقول.. هذا "النموذج" الذي ينظر اليه كل العالم وينتظر منه ما سيصنع.. اتمنى ان لا نحبط انفسنا وان لا نحبط العالم.. وان نسير في الطريق وفي المسار السوي السليم.. - ثورتها؟ شمعة امل في نفق مظلم.. وانا اومن بهذه الثورة.. - فلسطين المحتلة؟ فلسطين هي البوصلة.. هي القضية.. هي المرجع.. القضية الفلسطينية ضية الانسان في هذا العالم.. اي شيء شخص يقول انه شخص يقول انه انسان بالضرورة يجب ان يتبنى القضية الفلسطينية.. ونحن هي قضيتنا هي مرجعنا.. وعندما نريد ان نقيم اي شيء ننظر اليه بعين القضية الفلسطينية.. - الأم؟ الام كائن عظيم.. هناك شيء يحدث في تركيبة الام قبل ان تتحول الى ام.. الام شيء جميل.. الام مدرسة.. رسالة الى كل ام ابذلي شيئا حميلا وعلمي ابنائك اللغة "الام".. وسوف لا تندمي ولا تخجلي ان يقول لك ابنك في الفضاء العام "شكرا" ولم يقل لك "merci".. - الانسان؟ هذا الغائب اليوم.. لا اعرف ماذا اقول عن الانسان .. يعيش انهزامية كبيرة في كل مكان.. فقد قدرته وثقته في نفسه ويشعر انه محبط امام هذا العالم.. وكانه صرع هذا العالم وعاد وابتلعه ولا يعلم اليوم اين يذهب.. اقول له قلبك بوصلتك استفتيه هو الذي سيرشدك الى الطريق الصحيح.. ان نكون اكثر انسانية Publié le: 2016-05-30 21:59:32