مثلت العلاقات الخارجية لتونس في الفترتين الحديثة والمعاصرة محور ندوة بمقر مؤسسة الأرشيف الوطني نظمها المعهد الديبلوماسي للتكوين والدراسات مساء الثلاثاء وذلك في إطار برنامج الاحتفال بالذكرى الستين لإحداث وزارة الشؤون الخارجية. وفي هذا الصدد عرض مدير عام مؤسسة الارشيف الهادي جلاب مختلف المراحل التي مرت بها الدبلوماسية التونسية منذ إنشاء الدولة الحسينية، وخلال فترة الحماية الفرنسية، كما تطرق إلى مساهمة الدبلوماسية التونسية في حركة التحرر الوطني وبناء الدولة التونسية الحديثة. وأبرز جلاب عراقة الدبلوماسية التونسية مستعرضا في هذا الصدد مختلف المعاهدات التي وقعتها تونس في عهد الدولة الحسينية مع العديد من بلدان العالم مثل الولاياتالمتحدةالأمريكية وعدد من الدول الأوروبية والمشرقية باستقلالية تامة عن الباب العالي. وأفاد بأن توقيع معاهدة الحماية في 12 ماي 1881 نتج عنه إحالة صلاحيات وزارة الخارجية التونسية إلى الوزير المفوض الفرنسي بتونس لتهيمن بذلك فرنسا على إدارة علاقات تونس الخارجية. كما استعرض الدور الذي لعبته الدبلوماسية التونسية في مرحلة الكفاح الوطني وبناء دولة الاستقلال، مبرزا مساهمة الزعيم الحبيب بورقيبة في تاريخ الدبلوماسية التونسية قبل أن يتولى منصب أول وزير خارجية في 15 أفريل 1956. وفي هذا الإطار نوه بدور بورقيبة في حشد الدعم الدولي للقضية التونسية من خلال جولاته رفقة عدد من المناضلين ومنهم الزعيم فرحات حشاد في مختلف البلدان، مثل مصر وإندونيسيا والولاياتالمتحدةالأمريكية، وبصماته الواضحة في رسم توجهات الدبلوماسية التونسية ومبادئها وثوابتها التي حافظت عليها أجيال متعاقبة من الدبلوماسيين. وذكّر أيضا بوقوف تونس إلى جانب الشعبين الجزائري والفلسطيني ومساندة الشعوب الإفريقية في كفاحها ضد الاستعمار والميز العنصري. يذكر أن المحاضرة قد حضرها عدد هام من الدبلوماسيين والباحثين والمهتمين بتاريخ الدبلوماسية التونسية وعلاقات تونس الخارجية وتخللتها تدخلات لعدد من قدماء الدبلوماسيين الذين قدموا شهادات عن تجاربهم كرؤساء للبعثات الدبلوماسية التونسية لدى عدد من الدول. Publié le: 2016-06-15 22:05:17