هل تقدر على البوح بأسرار مغامرة جنسية خضتها ذات يوم خارج إطار مؤسسة الزواج ؟ هل يتطلب ذلك شجاعة استثنائية أم شعورًا هائلاً بالندم؟ أم الأمرين معًا؟ بعض الشباب التونسي المتحلي بخصال تحررية يجيب: لا هذا ولا ذاك، لست خجولاً ولست نادمًا لأقص لغيري مغامراتي مع الجنس والعلاقات المفتوحة والعابرة. نسرين طالبة جامعية عمرها 23 سنة، إتصلت ذات ليلة بإذاعة "مووزاييك أف. أم" المحلية في تونس لتقص على مذيعة البرنامج –المخصّص لمثل هذه المواضيع- قصتها مع جارها الشاب. وعلى الرغم من أنها تلعثمت لما كانت تتحدث عبر الأثير، فإن تصريحاتها "لإيلاف" كانت جدّ واثقة وتقول: لمَ الخجل من شيء وقع بالفعل. وما ينفع الإنكار والكتمان، مارست الجنس بالفعل مع شاب يكبرني بسنين وفقدت عذريتي خلال تلك النزوة التي اعتبرها جزءًا من تاريخي اليوم". وحول الشجاعة والصراحة اللذين تحلت بهما في شهادتها عبر موجات إذاعة موزاييك تقول نسرين: لست الأولى التي تحدثت في هذا الموضوع، البرنامج الإذاعي المذكور هو برنامج أسبوعي وقد أذاع العشرات من الشهادات الجنسية التي كان بعضها أكثر فداحة مما قمت به. هل الجنس من المحرمات ؟ الدين والجنس والسياسة من المحرمات في العالم العربي والإسلامي، مقولة هاجمتها رحاب 25 سنة بقوة، وأصرت على أن عهد المحرمات ولّى منذ زمان طويل، فهي من ذوات السوابق الجنسية وتقول ل "إيلاف": لا أتحدث هنا بالمعنى الديني للمحرّم، وإنما بالمعنى الاجتماعي، فالجنس جزء من ذواتنا فلمَ نخجل منه؟ سمير طالب في التاريخ، يحمل رأيًا ينحاز كثيرًا لما صرحت به رحاب، فهو يرى أن الجنس لصيق بالجماعات البشرية أينما حلّت وفي كل زمان قديمًا أوحديثًا ويقول: إن أردنا العيش في مجتمع خال من العلاقات الجنسية فلنؤسس لمجتمعات ذكورية ومجتمعات أنثوية يعيش كل منها في عزلة عن الآخر. نتمنى أن تكون العلاقات الجنسية منظمة في كل مجتمع وتخضع لضوابط شرعية أو قانونية لكن علينا ألا ننسى أننا لا نعيش في عالم طهري تنتفي فيه الخطيئة". فخر للرجال وعار على النساء أن تكون شابًا، فتلك ميزة رائعة تسمح لك بالولوج بلطف إلى عالم الشباب الغامض الذي لا يفشي الأسرار إلاّ للأتراب. في أحد المقاهي في العاصمة تونس، ثلة من الشباب تروي مغامراتها الجنسية دون خجل أو وجل من أي كان. "ممارسة الجنس خصوصًا في مرحلة الشباب يعتبر فخرًا للرجال وعارًا على النساء". هكذا يقول طارق ويضيف: معظم الشباب في تونس إما مارس الجنس أو يطمح إلى خوض التجربة، إن كان ذكرًا فلا ضير في ذلك، وإن كانت أنثى ففي الأمر إشكال ما يمنعني شخصيًا من تكرار تجارب جنسية أخرى هو خطر الإصابة بالأمراض المنقولة جنسيًا، والتي يحذر منها الأطباء المختصون هنا". وللفتيات نصيب الإحصائية التي صدرت سنة 2007 في تونس عن المسح الوطني لصحة الأسرة (منظمة حكومية تونسية)، أظهرت أن 18 % من الزوجات التونسيات و60 % من الأزواج (أعمارهم بين 18 و29 سنة) لهم علاقات خارج إطار الزواج، كما جاء في الإحصاء ذاته أن 68 % من الفتيات و80% إسماعيل دبارة Credits Elaph