- أعلن السياسي اليساري والأمين العام للحزب الاشتراكي "محمد الكيلاني" إن إنقاذ تونس يستدعي التحالف المؤقت بين اليسار وحركة النهضة. وأشار محمد الكيلاني في حوار نشر في صحيفة القدس العربي اليوم الاربعاء ان الجبهة الشعبية فوتت على القوى الديمقراطية واليسارية فرصة المشاركة بفعالية أكبر في الحكومة الحالية. وأضاف الكيلاني "ما زلت أرى أن الجبهة الشعبية هي التي فوتت على اليسار والقوى الديمقراطية فرصة تقديم مشروع أكثر وضوحا سواء في ما يتعلق بوثيقة قرطاج أو تركيبة الحكومة وأيضاً المشاركة في موقع أكثر فعالية (في حكومة يوسف الشاهد)، وأنها قررت عدم المشاركة في مشاورات قرطاج انطلاقا من الموقف الاستراتيجي الذي يقتضي عدم التحالف مع أحزاب إسلامية وخاصة حركة النهضة، رغم أنني أعتقد أن عملية إنقاذ تونس تتطلب تقديم تنازلات كبيرة واختيارات تكتيكية بحتة، من بينها الالتقاء مع النهضة في مهمة محددة ولفترة زمنية مؤقتة".. وتابع الكيلاني "التنازلات التي ذكرتها تتعلق فقط بالمرحلة الإنقاذية الحالية والتي تساهم فيها الحكومة وبعيداً عن الاتفاقات الأساسية حول مشروع المجتمع والدولة والمشروع الاقتصادي والاجتماعي والذي يفرض نفسه في كل تحالف يمكن أن يحصل بين الأحزاب اليسارية والديمقراطية، فإنه في مستوى مرحلي وتكتيكي ووفق المتطلبات السياسية العامة وتغيير الواقع، ينبغي أن يقدم كل طرف تنازلات ضرورية كي نخلق وحدة للقوى الجمهورية وللجمهوريين كي يظهروا كبديل سياسي في المجتمع». وقال الكيلاني ان لديه تصوراً مختلفاً عن اليسار التقليدي مضيفا"أدعو اليسار إلى أن يبتعد عن الطابع الاحتجاجي والمتباين على أساس استراتيجي، وأن تكون لديه قابلية للمشاركة في عملية بناء الدولة والمجتمع، وخاصة أننا مررنا من الديكتاتورية إلى الديمقراطية وهذا الشيء يخول للقوى الديمقراطية أن تكون مساهمة في عملية البناء وتبتعد عن منطق المقاطعة والاحتجاج. وكشف أن حزبه سيشكل تحالفات جديدة مع أحزاب أخرى (يسارية ووسطية) قبل الانتخابات البلدية المقبلة، وأنه إذا استثنينا حزبي نداء تونس والنهضة، فإن أي حزب تونسي لا يستطيع المشاركة في الانتخابات المقبلة بمفرده، مما يفرض علينا التحالف مع القوى الديمقراطية الأخرى كي لا يسيطر الحزبان الكبيران على المشهد السياسي في البلاد.