- بروح فنية نهلت من شتى ضروب المالوف بمختلف نوباته وخاصة الديني المستمد من الموسيقى الطرقية وبحنين الى جذورها الاندلسية الضاربة في اعماق التاريخ ، احيت منطقة طبربة من ولاية منوبة عشية امس ببادرة من المندوبية الجهوية للشؤون الثقافية بمنوبة ودار الثقافة بطبربة دورتها الاولى لمهرجان المالوف التي تتواصل يومي 29 و30 اكتوبر 2016 . الدورة التي احيت من خلالها المصالح الثقافية بالجهة جزءا من تاريخها المسكوت عنه والمغيّب على الساحة الثقافية والفنية وانعشت به ذكرى اعلام فن المالوف على غرار الشيخ عثمان قوَار وهو شيخ فنّ المالوف بمدينة طبربة الذي عاش إلى ما بعد النصف الأوّل من القرن العشرين , كما ارادته رد اعتبار لمدينة تزخر بالعديد من المحلات والدكاكين المطلّة على بطحاء السوق والتي كانت بمثابة حلقات ميعاد لتعليم فنّ المألوف والتي لا تزال شامخة وشاهدة على تلك الحقبة الفنية . وتتضمن برمجة المهرجان مجموعة من العروض الموسيقية والورشات التكوينية والمعارض والندوات الفكرية كان الافتتاح فيها امس الجمعة بعرض لشيوخ المالوف ببنزرت ، استمتع به الحاضرون من زوار المهرجان والنخبة المثقفة فضلا عن عدد من المعارض والصور على غرار معرض "أعلام موسيقى المالوف في تونس و طبربة" ومعرض "زرياب" وعدد من الورشات التي تمحورت مضامينها حول الإيقاعات المتداولة في المالوف و الطبوع التونسية وفي الكورال ، لتختتم فعاليات اليوم الاول بندوة بعنوان " الفرق بين مالوف الجد و الهزل (الهلس) من تقديم الأستاذ فتحي زغندة . وتتواصل فعاليات المهرجان اليوم السبت باستمرار نشاط الورشات التي شهدت اقبالا هاما من شباب بالجهة واحباء المالوف ثم فعاليات ندوة بعنوان "تاريخ المالوف بطبربة" وعرض موسيقي لمجموعة بلقاسم الماجري لموسيقى المألوف. وتختتم فعاليات المهرجان الذي اشرف على افتتاحه ممثلو المندوبية الجهوية للشؤون الثقافية بمنوبة باستكمال اشغال الورشات وتكريم المشاركين فيها ثم تنظيم ندوة بعنوان" مرور صالح المهدي بطبربة و تدوينه لنوبات المألوف" فعرض موسيقي لمجموعة "نوى" لموسيقى المألوف . وتسعى المصالح الثقافية الى اثراء محتوى المهرجان في دوراته القادمة ،معولة على دعم التمويل الخاص به وذلك لاهمية موسيقى المالوف في الذاكرة الفنية للاهالي بالمدنية حيث لم يفقد قيمته التاريخية رغم تراجعه أمام الأنماط الموسيقية الحديثة، وقد ان الاوان إلى ترسيخه عند الأجيال الحاضرة والحفاظ عليه كموروث موسيقي أندلسي .