صدر عن المجمع العربي للموسيقى كتاب جديد بعنوان «التراث الموسيقي العربي: المدرسة المغاربية والأندلسية» إعداد وتقديم الدكتور محمود قطاط. ويعتبر الكتاب من أهم المؤلفات التي تبحث في التراث الموسيقي الأندلسي، وأكثرها إلماما واستقراء لهذه المادة لموسيقية. يحتوي الكتاب على أقسام عديدة عنيت بدراسة المراحل التاريخية والخصوصيات المحلية والثوابت والمتغيرات اضافة إلى دراسة أساليب الأداء وانعكاساتها على تواصل التراث المويقي وفن الارتجال وفي باب القراءات هناك دراسات تتناول اخبار زرياب وتأثير الموشحات في فن التروبادور وخصائص الموسيقى العربية الأندلسية. المدرسة القيروانية وقد ركّز الدكتور محمود قطاط في مقدمة الكتاب على الدور المهم الذي لعبته الحضارة في الأندلس طوال سبعة قرون ونيف إذ عرفت الحركة الفنية في تلك العصر انتشارا واسعا جعله يؤثر في الانتاج الموسيقي في الشرق أو في الغرب، وظهرت ملامح الأثر الأندلسي في فن الموشحات التي كانت ومازالت من أرقى أنواع الغناء العربي وأطربها، في حين ان رصيد النوبات للموسيقى المغاربية يتجلى في طابع الحنين والخيال وفي المدارس الأربع الكبرى وهي مدرسة فاس ومدرسة تطوان ومدرسة تلمسان ومدرسة تونس. ويبحث الكتاب في الموسيقى عند أهل القيروان ابتداء من القرن الثامن حيث اختلفت تلك الموسيقى عن موسيقى بغداد التي كانت آنذاك مركز الخلافة العباسية، فقد كان القيروانيون يعرفون الغناء بطريقة النوبة ويستعملون في سهراتهم مختلف الآلات التي كانت متداولة كالعود والرباب والطنبور والبربط وقد بلغ هذا الفن قمة ازدهاره في مدينة رقادة اثر تأسيس بيت الحكمة كما اجتهد الفاطميون في اثراء التراث الذي خلفه اسلافهم كما ازدهر تحت حكم بني زيري في المنصورة وظهرت أسماء موسيقية هامة وفي النصف الثاني من القرن الحادي عشر ازدهرت الموسيقى مع مجيء بني هلال وتأسيس المرابطين لدولتهم غربي البلاد فبرز فن التوشيح بشكل خاص. وينتقل الكتاب من العرض التاريخي إلى دراسة الجوانب الفنية في الغناء وطرقه التي كانت كما يقول المؤرخون مولدة تجمع بين طريقتي أهل المغرب وأهل المشرق إذ كانت أخف من طريق أهل الأندلس وأكثر نغما من طريق أهل المشرق ثم يتحدث عن النوبة الغنائية التي تعد من أهم القوالب وأكملها في المدرسة العربية القديمة إذ ساهمت في تطوير الشعر والموسيقى، ويحتوي قالب النوبة على مختلف العناصر الفنية والتقنية للتراث الكلاسيكي الموسيقى العربي الاسلامي وهناك غناء الطبوع اما عن أهم الآلات التي اشتهرت فهو العود. المالوف التونسي ويقسم الكتاب الموسيقى المغاربية إلى موسيقى شعبية حضرية وموسيقى قروية ثم يدرس الموسيقى الكلاسيكية منها والافتتاحيات الموسيقية وأنواع الانشادات والموال ثم ينتقل للحديث عن المالوف التونسي والنوبة في هذا المالوف من حيث مراحلها التمهيدية والأساسية والاضعافات، اضافة إلى دراسة التراكيب الشعرية واللحنية للنوبة كما يستعرض المالوف الليبي الذي ظل على اتصال وثيق بالمدرسة القيروانية، وكانت مدينة طرابلس قبلته ومركز انتشاره ثم يصنف النوبات على أساس عنصرها الايقاعي إلى جانب دراسة التراكيب الشعرية واللحنية لها، لينتقل إلى المالوف الجزائري الذي يتضمن ستة عشر طبعا واثنتي عشرة نوبة كاملة تضاف إليها بعض المقطوعات المنفردة من استخبارات وبشارف وتوشيه ومصدرات وانصرافات إلى جانب عدد من السلسلات، كما يعرض لهيكل النوبة الجزائرية بما فيها النوبة التقليدية من حيث الافتتاحيات والتوشيه ومراحلها الأساسية وأنواعها وخواص كل منها.