- سلطت، صباح اليوم الثلاثاء، جمعية "أس أو أس بيئة"، بالتعاون مع جمعية حماية البيئة والتراث بالقصرين، الضوء على مشكل استغلال المياه المستعملة الغير معالجة والمتأتية من محطتي تطهير مدينتي القصرين وسبيطلة ومن مصنع عجين الحلفاء والورق بالجهة، في مجال الري الفلاحي وخاصة ري الخضروات والأشجار المثمرة والزياتين، وذلك خلال ندوة انعقدت بمقر المندوبية الجهوية للتنمية الفلاحية بالقصرين. وعقدت الندوة بهدف تعريف متساكني الجهة بالمخاطر الصحية لعملية الري بالمياه المستعملة وما يمكن أن تسببه من أمراض خطيرة للانسان منها مرض التهاب الكبد الفيروسي بمختلف أصنافه ، وتحسيس الأطراف المعنية بالولاية بضرورة التدخل في أقرب الاجال ووضع حدّ للفلاحين الذين يستعملون هذه المياه في ري زراعاتهم وغراساتهم . وفي هذا الاطار، أكد رئيس وحدة مراقبة المياه بالإدارة الفرعية للصحة البيئية بالقصرين شوقي هرماسي، في تصريح لمراسلة (وات) بالجهة،أن "مصنع عجين الحلفاء والورق بالقصرين يفرز يوميا أكثر من 15 ألف متر مكعب من المياه الصناعية الملوثة في وادي الحطب، و تفرز محطتا التطهير بالقصرين وسبيطلة كمية من المياه الغير المعالجة في الوسط الطبيعي، ويعمد عدد من فلاحي الجهة الى استغلال هذه المياه الغير الصحية والمخالفة للقانون لري خضرواتهم وأشجارهم المثمرة" . و أوضح أنه "تمت مراسلة كافة الأطراف المعنية بالولاية لتطبيق القانون، غير أنه لم يتم التدخل بالكيفية المطلوبة كحرث المساحات المزروعة وحجز معدات الري وغيرها من الاجراءات"، مشيرا الى انه " تم، في هذا الاطار، تنظيم حملات توعوية للفلاحين المخالفين لتحسيسهم بخطورة استعمال المياه المستعملة الغير معالجة في الري الا أنهم لم ييستجيبوا وواصلوا في ذلك"، حسب قوله . من جهته، أبرز رئيس جمعية "أس أو أس بيئة" مرشد قربوج أن" المياه المستعملة الغير معالجة وخاصة التي يفرزها مصنع عجين الحلفاء والورق بالقصرين تحتوي على مواد كميائية خطيرة ولها تأثيرات جدّ سلبية على التربة والموارد المائية الباطنية وعلى الهواء، وأن الأخطر من ذلك هو استغلال هذه المياه في مجال الري الفلاحي، لذلك تم التفكير في طرح هذا الموضوع بحضور مختلف الأطراف ذات العلاقة لتحسيسهم بخطورة الوضع ودفعهم الى اتخاذ الاجراءات الضرورية لحل هذا المشكل"، حسب تعبيره. و أضاف أن "جمعية "أس أو أس بيئة" ستقوم خلال الأسابيع القليلة المقبلة برفع عينات من الغراسات والخضروات المروية بالمياه المستعملة الغير معالجة بالجهة لتحليلها وتحديد ما تحتويه هذه المنتوجات من مخاطر صحية" . و أفاد ممثل دائرة المناطق السقوية بالمندوبية الجهوية للتنمية الفلاحية حسان عسكري، مراسلة (وات) بالجهة، حول الاجراءات المتخذة للغرض من طرف المندوبية أن "هذا المشكل تتم متابعته منذ سنة 2012 عبر القيام بحملات تحسيسية وتوعوية لفائدة الفلاحة الذين يستعملون المياه المستعملة الغير معاجلة لري غراساتهم وخضرواتهم بالتنسيق مع الادارات الجهوية للبيئة والصحة ، وعبر احداث مناطق سقوية لفائدة هؤلاء الفلاحين الا أنهم رفضوا استغلالها بتعلة ارتفاع تكلفتها وواصلوا الري بالمياه الملوثة"، مؤكدا ان "هذا المشكل يتطلب تضافر جهود مختلف الأطراف ذات العلاقة وتطبيق القانون واستعمال الوسائل الردعية والمراقبة المستمرة"، وفق تصوره . يشار الى أن هذه الندوة تندرج في اطار مشروع دعم اللامركزية والديمقراطية التشاركية في العمل البلدي والبيئي ، الذي تشرف على تنفيذه جمعية "أس أو أس بيئة" بعدد من جهات الجمهورية منذ بداية سنة 2016 ، بغية تدعيم قدرات المجتمع المدني والجماعات المحلية في مجال العمل البلدي والبيئي .