- مثل دور المواطنين في القضاء على ظاهرة التحرش الجنسي ضد المرأة في وسائل النقل العمومي ودور الاجهزة الامنية في القضاء على هذه السلوكات المنحرفة، أبرز محاور ندوة تحت شعار "ماتسكتش، ماكش وحدك، لا للتحرش الجنسي"، التأمت اليوم السبت بتونس ببادرة من مركز البحوث والدراسات والتوثيق والاعلام حول المرأة (الكريديف) ومنظمة "فريدريش ايبرت". وذكرت المديرة العامة للكريديف، دلندة لرقش ان لقاء اليوم هو مناسبة لاطلاق حملة تحسيسية للتصدي للتحرش الجنسي ضد المرأة في وسائل النقل العمومي في تونس، بمساندة مجموعة من الشباب والطلبة، وذلك ضمن "حملة 16 يوما لمناهضة العنف المسلط ضد النساء" التي تنطلق من 25 نوفمبر 2016 الموافق لليوم العالمي للقضاء على العنف المسلط ضد النساء وتنتهي يوم 10 ديسمبر 2016 الموافق لليوم العالمي لحقوق الانسان. وأضافت ان نقطة الانطلاق ستكون من محطات المترو حيث يمارس التحرش الجنسي يوميا على المراة، مبرزة ضرورة انخراط الشباب في مقاومة مثل هذه الظواهر السلبية باعتباره مستقبل المجتمع وتونس ككل. ولفتت لرقش الى ان الهدف المنشود يظل تحقيق المساواة وترسيخ ثقافة المواطنة الحقيقية ومقاومة كل أشكال الانحراف الأخلاقي المسلط بالخصوص على المرأة باعتبار العقلية الاجتماعية الذكورية التي تسيطر على المجتمع العربي ككل. ودعت الى عدم الصمت ازاء هذه الظواهر بتعلة التستر على الافعال المشينة والخوف من ردود الفعل الاجتماعية التي غالبا ما تمارس التمييز بين المراة والرجل وتفضل الصمت عوضا عن المواجهة لاجتثاث هذه الظواهر المرضية. وتناول ممثلو عدد من منظمات المجتمع المدني المشاركون في هذا اللقاء مسالة التحرش الجنسي في شتى أبعادها وتداعياتها الاجتماعية والاخلاقية والقانونية،لافتين الى أهمية تدخل المنظمات غير الحكومية في مجابهة هذه المعضلة المتفاقمة، وفق تقديرهم. وأشاروا في هذا السياق إلى الدور المفصلي الذي تلعبه وسائل الاعلام بكل أصنافها في التوعية والتحسيس بخطورة التحرش الجنسي وسبل معالجة هذه الظاهرة خاصة في ظل تطور دور شبكات الوسائط الاجتماعية في تناولها للقضايا الاجتماعية. كما دعا المتدخلون القائمين على شركات النقل العمومي إلى معالجة ظاهرة التحرش الجنسي ومجابهتها عبر اطلاق حملات تحسيسية دورية في هذه الفضاءات العمومية وذلك قصد تثقيف المواطن وتوعيته وارساء سلوك حضاري يبني لمجتع سليم ومتوازن.
