- وات/ تحرير حمد التايب - تشهد مدينة دوز من ولاية قبلي هذه الأيام حركية اقتصادية وسياحية هامة بسبب توافد الآلاف من السياح التونسيين والأجانب على الجهة لمواكبة فعاليات المهرجان الدولي للصحراء في نسخته ال49 وما يرافق هذه التظاهرة من معارض تجارية ومعارض للصناعات التقليدية ساهمت في تحقيق مداخيل هامة للتجار الذين ينتظرون مثل هذه التظاهرات التي باتت تمثّل الى جانب طابعها الثقافي أسواقا كبرى لترويج المنتجات الحرفية والبضائع بشتى أنواعها خاصة منها الملابس الجاهزة ولعب الأطفال . وذكر عدد من المشاركين في المعرض الوطني للصناعات التقليدية ،الذي ينتظم بمدينة دوز من 10 الى 16 جانفي الجاري في دورته ال8 والأولى بعد الثورة " تحت شعار إبداعات حرفية بدوز" وبمشاركة قرابة ال100 عارض من مختلف ولايات الجمهورية، اليوم الاحد في تصريح لمراسل (وات) بالجهة، أن عدد السياح التونسيينالمقبلين على هذا المعرض قد تضاعف مع انطلاقة فعاليات المهرجان الدولي للصحراء يوم الجمعة الماضي وهو ما ساهم في رواج بضائعهم. وصرّح كل من محمد بائع تحف فخارية أصيل مدينة الحامة بقابس و ابراهيم السيدي بائع ملابس تقليدية من سيدي بوزيد ورئيفة الصخيري بائعة حلويات تقليدية من نابل، لمراسل (وات)، أن الحركية التجارية بدت مطلع الأسبوع ضعيفة جدا الا انه ومع انطلاقة برنامج المهرجان الذي يواكبه الالاف من الزوار بات معرض الصناعات التقليدية محطة أساسية للوافدين الذين يحرصون على اقتناء التحف والهدايا التي تذكرهم بزيارتهم للجهة، حسب قولهم . واعتبر عدد كبير من حرفيات الجهة المشاركات في هذا المعرض والمختصات أساسا في صناعة "السكاجة" التقليدية ان هذه التظاهرة تمثل فرصة لهن لتسويق منتوجهن وربط الصلة مع بعض التجار خاصة وأن الكثيرات منهن يعجزن عن المشاركة في باقي المعارض التي تنتظم بالبلاد وذلك بسبب التكاليف الباهظة للتنقل والإقامة، داعين القائمين على قطاع الصناعات التقليدية بالجهة وعلى الصعيد الوطني الى محاولة تسهيل مشاركة حرفيات المناطق الداخلية في المعارض الوطنية وحتى المعارض التي تنتظم خارج تونس من أجل التعريف بالمخزون الكبير للحرف التقليدية بالبلاد وتنويع المنتجات المعروضة في هذه المعارض وهو ما يساهم في رواج المنتوج والمحافظة على بعض الحرف من الاندثار بسبب الركود الاقتصادي، حسب تعبيرهن. ومن ناحيتهم، أكد الكثير من المشاركين في المعرض التجاري المنتظم بفضاء العرض المخصص لهذا المعرض وسط مدينة دوز الحركية الكبرى في عمليات البيع تزامنا أيضا مع انطلاقة المهرجان، حيث أشار عدد من تجار الملابس الجاهزة والاواني الفخارية لمراسل (وات)، الى أن تزامن تنظيم هذا المعرض مع العطلة التي تشهد تنظيم العديد من الأفراح يضاعف من فرص تسويق الكثير من المنتوجات بالجهة . وتشهد مدينة دوز من ناحية أخرى، حركية تجارية من نوع آخر تزدهرمن خلالها طيلة أيام المهرجان تجارة بيع " المطبقة " تحت الخيام التي تنتصب سواء وسط المدينة أو على طول الطريق المؤدية الى ساحة "حنيش" ويحرص الكثير من الوافدين على الجهة على حد تعبير، ( العم علي) أحد المنتصبين قرب المعرض التجاري على تذوق خبزة " المطبقة" على طريقة أهالي نفزاوة وهي من الأكلات الشعبية التي يكثر تحضيرها خاصة في فصل الشتاء ومع انخفاض درجات الحرارة لتمدّ الجسم ببعض الدفء نظرا لمذاقها الحار الذي يقي ويعالج النزلات البردية ، الى جانب ما تمثّله الجهة أيضا خلال هذه الفترة، كسوق كبرى لبيع التمور من نوع دقلة النور من المنتج الى المستهلك مباشرة اذ يحرص الكثير من شباب الجهة على الانتصاب على طول الطريق السياحية وحتى على جوانب الطريق الرابطة بين مدينتي دوزوقبلي لبيع أجود أنواع التمور التي تعرض في خيام تزيّن بالاضواء الرفّافة وبجريد النخيل لتجلب الزوار اليها ليلا ونهارا. وفي جانب آخر وأنت تتجول سواء بسوق الصناعات التقليدية وسط مدينة دوز أين تزدهر هذه الأيام صناعة "البلغة المرزوقية "والتي يتم تحضيرها حينيا على مقاس الزائر او بساحة حنيش التي تغص بالآلاف من الجماهير تلاحظ ازدهار تجارة أخرى تدرّ بعض الربح على عدد من التجار المتجوّلين وهي بيع الحلويات واللعب للصغار أو بيع قوارير الماء المعدني واللمج السريعة لمواكبي العروض الفلكلورية التراثية المقدمة هنا وهناك. وعن الجانب السياحي فتعتبر هذه الربوع الصحراوية خلال هذه الفترة من السنة الوجهة الأولى للسياح التونسيين والأجانب الذين يتوافدون على الجهة بالآلاف للتمتع بمواكبة اللوحات التقليدية التي تنتظم ضمن فعاليات المهرجان الدولي للصحراء وهو ما ساهم الى حد بعيد في انتعاشة القطاع لتبلغ طاقة إيواء مختلف الوحدات الفندقية بالجهة أقصاها وفق ما اكده المندوب الجهوي للسياحة محمد الصايم في تصريح سابق لمراسل (وات)، مشيرا إلى أن الجانب الثقافي يظل رافدا هاما من روافد القطاع السياحي .