- شكل موضوع " التجديد والتثمين في قطاع البناء والأشغال العامة" محور منتدى دولي انتظم اليوم الخميس ضمن فعاليات الدورة 14 للصالون المتوسطي للبناء "ميديبات 2017" الذي تنظمه غرفة التجارة والصناعة لصفاقس من 8 إلى 11 مارس الجاري بالتعاون مع كل من مركز أعمال صفاقس والمركز التقني لمواد البناء والخزف والبلور. واعتبر وزير التكوين المهني والتشغيل عماد الحمامي خلال اشرافه على المنتدى أن الابداع والابتكار هو السبيل لاستعادة الحضور المميز لتونس في محيطها الإفريقي والعربي والدولي الذي تعمل البلاد منذ الثورة على استعادته من خلال المراهنة على كفاءاتها البشرية وشبابها. وقال الحمامي أن شباب تونس مطالب بأن يتحلى اليوم بروح الريادة والمبادرة والثقة في النفس والتخلي عن عقلية التمسك بالوظيفة العمومية مؤكدا أن فرص الاستثمار وخلق الثروة موجودة والتمويلات والآليات تمكن من ذلك. ولفت في هذا الصدد إلى تخصيص حكومة الوحدة الوطنية ميزانية 250 مليون دينار للمبادرة الخاصة وبعث المشاريع التي تثمن أفكار المشاريع التي يحملها شباب تونس والتي تقترحها وكالة التشغيل والعمل المستقل مشددا على أنه لا توجد حصص للولايات ولكن الاستفادة من الميزانية ستكون مدار منافسة بين كل الجهات تحددها جدية المشاريع وقابلية تنفيذها ومخطط الأعمال الذي يقدمه صاحب المشروع. واضاف أن عقد الكرامة الذي جاء بعد برنامج "فرصتي" ستنتفع به صفاقس وسائر ولايات الجمهورية وهو إجراء ينضاف إلى الآليات التمويلية الجديدة التي تعكس السعي إلى القطع مع أشكال التشغيل الهشة وتضمن التنمية المستدامة. وبين محمد بن عثمان عن المكتب الدولي للعمل أن هذه المؤسسة الدولية تدعم التنمية المحلية في تونس وقطاعات التشغيل والادماج المهني والانتصاب للحساب الخاص في كل من سليانة وسيدي بوزيد والقصرين وقفصة مشيرا الى أن تدخلات المكتب شملت تثمين المواد الانشائية في سيدي عيش بقفصة وتالة من ولاية القصرين من خلال مرافقة الباعثين الشبان في مستوى التكوين الفني وبناء القدرات الذاتية ودعم المسار المهني. من جهتها أكدت كرستينا روسينداهل المسؤولة عن مشروع التجديد والتنمية الاقتصادية الجهوية والتشغيل المنجز حاليا من المنظمة الألمانية للتعاون الفني "جي إي زاد" على تقدم هذا المشروع الذي يختتم في جوان 2018 مشددة على مدى مساهمته في هيكلة قطاع تصنيع الجبس وتحويله إلى لوائح من خلال مقاربة تشاركية يتدخل فيها مختلف المعنيين من مستغلين ومؤسسات بناء ومهندسين ومركز تقني لمواد البناء والخزف والبلور. وأفادت في هذا السياق أنه أمكن إلى حد الآن إحداث غرفتين نقابيتين للمهنيين صلب اتحاد الصناعة والتجارة والصناعات التقليدية كما أمكن تحسين نوعية ومستوى الخدمات في استعمال اللوائح الجبسية وغيرها من المواد المصنعة من هذه المادة المحلية. وقدم غسان الخليفي عن الإدارة المركزية لهندسة المشاريع بمؤسسة الزيتونة تمكين (أول مؤسسة للتمويل الإسلامي الصغير في تونس) التجربة الجديدة لهذه المؤسسة في توفير التمويل والإحاطة لفائدة باعثي المشاريع الصغرى وذلك عبر ربط شراكات بين مؤسسة التمويل وكبريات المؤسسات لضمان ترويج منتوجات الباعثين والمحافظة على استدامة مشاريعهم الصغرى مستعرضا مختلف المجالات التي يمكن تغطيتها بخدمات "الزيتونة تمكين" على غرار المجال الفلاحي والأنشطة الحرفية والصناعية والتجارية الصغرى. واضاف ان المؤسسة ترمي إلى بلوغ 65 ألف مستفيد في غضون الخمس سنوات المقبلة (من 2016 تاريخ إحداث المؤسسة إلى سنة 2021) موضحا انه سيتم فتح فرع لهذه المؤسسة في صفاقس قريبا. وبخصوص أفكار المشاريع التي تم عرضها في المنتدى أكد الأستاذ بالمدرسة الوطنية للمهندسين بصفاقس ومنسق التظاهرة منير بن جديدية في تصريح لمراسل (وات) بالجهة أن هذه الأفكار "تتيح فرصا حقيقية للاستثمار على الأقل في ست مجالات تتصل بتثمين المواد الإنشائية ولا سيما مادة الجبس في تطاوين وسيدي بوزيد والرخام في تالة والكاف". ولفت بن جديدية الى أن الفرص الاستثمارية الموجهة في هذا الإطار لشباب الجهات التي تشكو من البطالة اعدها مركز أعمال صفاقس وستمكن في ذات الوقت من التشغيل وتوفر حلولا لقطاع البناء عبر انتاج مواد محلية بيد عاملة تونسية بدل الحلول المستوردة ذات الكلفة الباهضة والمستنزفة للطاقة بحسب تعبيره. مسك "