بقلم الاستاذ بولبابه سالم ترميم النداء و الخروج من حالة التردي التي وصل لها دفعت القائمين عليه و خصوصا رئيسه حافظ قايد السبسي للقيام بعض الانتدابات الضرورية لتعزيز كتيبته السياسية استعدادا للمحطات الانتخابية القادمة .. و لعل ابرز الوافدين هو الوجه الاعلامي المعروف برهان بسيس و من العائدين خالد شوكات . يدرك المتابعون ان النداء يعاني من بؤس الخطاب السياسي و عدم وجود وجوه قادرة على الدفاع عن خياراته السياسية و الاقتصادية والاجتماعية و مواقفه من مختلف القضايا المطروحة بما فيها التعايش الحكومي مع حركة النهضة ، و من تجليات الضعف هو تصدر وجوه طارئة على السياسة و الشان العام من الذين كانوا في الاقسام السفلى في التجمع المنحل للحديث باسم الحزب مما جعلهم مصدرا للتندر ، طبعا دون نسيان سلسلة الفضائح و التسريبات التي مست صورة نداء تونس و جعلته مصدر حرج حتى لحلفائه . ما حدث لا يليق بحزب حاكم و يضر بالحياة السياسية وهو ناتج لا محالة عن صراع لوبيات و اجهزة متنفذة تتصارع على المواقع . يحتاج النداء الى لسان فوجده في برهان الذي صار مديرا تنفيذيا فلا احد ينكر ان للرجل ثفافة محترمة و قادر على الحجاج ببراعة و دون اسفاف كما فعل بعض الندائيين الذين كانوا يقسمون البيضة على يومين قبل ان يصبحوا من المستكرشين كما قال لزهر العكرمي ، للاشارة فان حافظ قايد السبسي قد التقط غمزة برهان ذات حصة في قناة التاسعة لما قال تعقيبا على التسريب الاخير انه اليوم يساند حافظ قايد السبسي ، فالكثير من الندائيين يختفون عند الازمات و الفضائح . اما عن تعيين خالد شوكات مديرا لمركز الدراسات بالحزب فهو رغبة في تعميق الخطاب السياسي و التاصيل الفكري خاصة ان شوكات قد عمل في الكثير من مراكز الدراسات بالمهجر ، و شوكات هو صاحب نظرية الجد الواحد بين النهضة و النداء في شخص الزعيم الوطني عبد العزيز الثعالبي و ذلك في اطار البحث عن الجذور المشتركة للحزبين . و شوكات مثل برهان يملك فصاحة اللسان و القدرة على الجدال الفكري بحكم تكوينه الاكاديمي و انخراطه المبكر في العمل السياسي ، و يمكن للرجلين ان يقدما الوجهين المطلوبين للنداء ، فبرهان بسيس له خلفية يسارية و براغماتية اماخالد شوكات ذو خلفية اسلامية و دستورية و كلاهما يشكلان الكوكتال المطلوب للاستقطاب السياسي . من ناحية اخرى ، فان صعود هذين الرجلين يقطع مع الوجوه التجمعية القديمة او الوجوه الجديدة التي نزلت بالحزب الى ما دون القاع ، و يفتح الطريق امام وجهين يمكن التواصل معهما بحكم تكوينهما الثقافي ، و لربما لاحظ الجميع مثلا ان برهان بسيس قد جمع في بلاتوه التاسعة كل الاطياف السياسية و لم يمارس الاقصاء .. الحديث عن الانتهازية و الوصولية و البحث عن المناصب هو كلام شعبوي لان كل الاحزاب فيها انتهازيون و بها اشخاص دخلوا بحثا عن مناصب او امتيازات ، لكن يبقى السؤال : هل بامكان بسيس و شوكات ان يكونا بمناى عن صراع الضباع داخل الحزب ؟ كاتب و محلل سياسي